ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Sep 2010, 04:46 م]ـ
لقد سَبَقَ واستغلَقَ عليَّ فهمُ بعضِ ما يطرحهُ والدُنا الكريم عبد الله جلغوم في موضوع (الإعجاز) العددي , وتكوَّن عندي رُكامُ تساؤلاتٍ من خلال قراءتي لما يكتُبُهُ بين آنٍ وآخرَ , وسأوردُ ما تسعفني به الذاكرةُ من هذه التساؤلاتِ لعلَّهُ استجدَّ لها جوابٌ عندهُ حفظه الله تعالى:
من أبرز ملامحِ إعجاز القرآن (بجميع أنواعهِ) أن تتعدد الأوجهُ والرواياتُ ويبقى هو حاضراً مع كل وجهٍ وروايةٍ ثبت بها القرآنُ , وهذا ما نفتقدهُ في (الإعجازِ) العددي الذي يُسقطُ أرقامَهُ الضخمةَ أبسطُ خلافٍ في القراءاتِ أو الرسمِ , فهل سيكونُ الإعجازُ العدديًُّ مقيداً - بناءً على هذه النتيجةِ - بوجهٍ من عشرينَ وجها , أو مذهبٍ في الرسمِ , تواترَ إلينا بجميعها القرآنُ المجيدُ , وهل يُناسبُ مدلولَ الإعجازِ - وما احتواهُ من التحدي والإلجاءِ - تقييدهُ بوجهٍ واحدٍ من هذه الوجوهِ الكثيرة.؟
والسؤالُ أعلاهُ يجرُّ إلى سُؤالٍ آخرَ أو اقتراحٍ , يرمي إلى أنَّ العجَلةَ في زعمِ الإعجازِ ينبغي أن تُتركَ إلى جهدٍ متأنٍّ جماعيٍّ يقومُ عليهِ خُبراءُ في الحسابِ كوالدنا الكريم وتحت إشرافهِ فريقٌ علميٌّ متخصِّصٌ في الجوانبِ التي تتولِّدُ منها الإشكالاتُ عند عامَّةِ القُراءِ وأعني بذلكَ في المقام الأولِ (القراءاتِ وعدَّ الآيِ والرَّسمَ والتفسيرَ) حتى وإن امتدَّ عمرُ المشروعِ إلى منتصفِ القرنِ القادمِ.
والسؤال الثالثُ يتعلقُ باعتقاد القائمينَ على إثباتِ الإعجازِ العدديِّ أنَّهُ حكمٌ فصلٌ بينَ الخلافاتِ الضَّاربةِ في عُمقِ التاريخِ كترتيبِ السور وغيرها , وذلك لأنَّ من لوازمِ الإعجاز العدديِّ اعتقادَ ترتيبِ المصحفِ اليومَ كما هو عند الله تعالى , ودونَ ذلك عند من لا يراهُ راجحاً خرطُ القتادةِ وامتطاءُ الكوكبِ , حتى وإن وصلَ العادُّونَ إلى نتيجةٍ يرغمونَ بها أنوفَ المخالفينَ كما في عناوينِ بعضِ الأطروحات.!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Sep 2010, 05:43 م]ـ
إن الشيء الوحيد المتفق عليه في قضية الإعجاز هو أن القرآن كتاب معجز تحدى الله به الجن والإنس أن يأتوا بمثله
وقد عجزوا
وأما أوجه الإعجاز فقد اختلف فيها اختلافا بينا، وكل من زعم أن وجه الإعجاز في القرآن هو كذا لم يسلم من معارض
فلماذا توقفنا عند الإعجاز العددي ........... ؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Sep 2010, 06:37 م]ـ
وذلك لأنَّ من لوازمِ الإعجاز العدديِّ اعتقادَ ترتيبِ المصحفِ اليومَ كما هو عند الله تعالى , ودونَ ذلك عند من لا يراهُ راجحاً خرطُ القتادةِ وامتطاءُ الكوكبِ , حتى وإن وصلَ العادُّونَ إلى نتيجةٍ يرغمونَ بها أنوفَ المخالفينَ كما في عناوينِ بعضِ الأطروحات.!
أخي الفاضل محمود
ألا ترى أن هذا الاعتقاد الذي أشرت إليه من لوازم اعتقاد أن كتاب الله محفوظ من أن يتطرق إليه الخلل في نظمه وترتيبه والذي يدل عليه قول الله تعالى:
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر (9)
وقوله تعالى:
(إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ) القيامة (17)؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[28 Sep 2010, 05:36 ص]ـ
أخي الفاضل محمود
ألا ترى أن هذا الاعتقاد الذي أشرت إليه من لوازم اعتقاد أن كتاب الله محفوظ من أن يتطرق إليه الخلل في نظمه وترتيبه والذي يدل عليه قول الله تعالى:
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر (9)
وقوله تعالى:
(إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ) القيامة (17)؟
أخي الحبيب أبا سعد سلمك الله تعالى.
كونُ القرآنِ محفوظاً لا تلازُمَ بينهُ وبينَ الترتيبِ وتوقيفهِ , وتطرُّقُ الخللِ إلى النَّظمِ ممنوعٌ بنصِّ كتاب الله , أمَّا تطرُّقُ الخللِ إلى الترتيبِ فهو (عندي) يحتاجُ تصوراً وتعريفاً قبل الخوضِ في إمكانهِ وجوازهِ أو عدم ذلك , لأنَّ تقديمَ الأنفالِ على براءةَ أو العكسِ لا يمكنُ أن يصدرَ عنهُ ما يصدقُ عليه لغةً أو شرعاً ما يُسمَّى خللا.
والقولُ بأنَّ الترتيبَ توقيفيٌّ لا مجالَ لاجتهادِ الصَّحابةِ فيه يمنعُ منهُ كثيرٌ من الآثار المُتَّفقِ على صحَّتها والتي تدلُّ صراحةً على أنَّ لترتيبِ القرآنِ أشكالاً عدةً منها ما كانَ من تأليفِ ابن مسعود رض1 وتأليف غيرهِ من الصحابة رض3 أجمعينَ.
والقولُ بتوقيفِ الترتيبِ لا يجوزُ معهُ إلا الإلزامُ باتباع ترتيب المصحفِ في التعليمِ والصلاةِ والتلقينِ , بمعنى حُرمة مخالفتهِ لأنه من عند الله , وهذا أمرٌ لا تُسعِفُ فيه الأدلةُ.
وأنا لا أعترضُ على هذه المسألة وترجيحِ احد قولَيها بمُرجِّحٍ معهودٍ قبولهُ في الخلافاتِ الشرعيَّةِ بقدر ما أعترضُ على أن يكونَ الطرحُ والقسمةُ والضربُ (الإعجاز العددي) هو الحكم الفاصلُ فيها بين أكابر الصحابةِ والتابعينَ ومن تبعهم جاذباً أحدَ طرفي الخلاف.
¥