ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Sep 2010, 04:33 م]ـ
الأخ المكرم: أبا سعد:
لا يدخلُ إلزامي فيما اعترضتُّ بهِ , لأنَّ القولَ بأنَّهُ توقيفيٌّ لا يجوزُ معهُ تنكيسهُ كما حكاهُ غيرُ واحدٍ من الأئمةِ الذينَ يرونَ الترتيبَ لا مجال فيه للاجتهادِ.
..
أخي الفاضل
ليس فيما ذكرت شيئا من التنكيس أيها الفاضل:
قال بن حجر رحمه الله تعالى في الفتح:
"وَأَمَّا مَا جَاءَ عَنْ السَّلَف مِنْ النَّهْي عَنْ قِرَاءَة الْقُرْآن مَنْكُوسًا فَالْمُرَاد بِهِ أَنْ يَقْرَأ مِنْ آخِر السُّورَة إِلَى أَوَّلهَا، وَكَانَ جَمَاعَة يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فِي الْقَصِيدَة مِنْ الشِّعْر مُبَالَغَة فِي حِفْظهَا وَتَذْلِيلًا لِلِسَانِهِ فِي سَرْدهَا، فَمَنَعَ السَّلَف ذَلِكَ فِي الْقُرْآن فَهُوَ حَرَام فِيهِ. "
ثم ها هي مسألة ترتيب الآيات في السورة الواحدة مجمع على أنه توقيفي، وهذا لم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قراءة آيات متفرقة من سور متفرقة:
روى مسلم رحمه من حديث بن عباس رضي الله عنها قال:
"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ
{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا}
وَالَّتِي فِي آلِ عِمْرَانَ
{تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} ".
وفي الصحيح أيضا:
"مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ"
وفيه أيضا:
"إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ"
وقال بن بطال رحمه الله في شرحه على البخاري:
"وقد قال قوم من أهل العلم: إن تأليف سور القرآن على ما هو عليه فى مصحفنا كان على توقيف من النبى - صلى الله عليه وسلم - لهم على ذلك وأمر به.
وأما ما روى من اختلاف مصحف أبىّ وعلىّ وعبد الله إنما كان قبل العرض الأخير، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رتب لهم تأليف السور بعد أن لم يكن فعل ذلك. روى يونس عن ابن وهب قال: سمعت مالكًا يقول: إنما أُلف القرآن على ما كانوا يسمعونه من قراءة رسول الله، ومن قال هذا القول لا يقول: إن تلاوة القرآن فى الصلاة والدرس يجب أن يكون مرتبًا على حسب الترتيب الموقف عليه فى المصحف؛ بل إنما يجب تأليف سوره فى الرسم والكتابة خاصة.
ولا نعلم أن أحدًا منهم قال: إن ترتيب ذلك واجب فى الصلاة، وفى قراءة القرآن ودرسه وإنه لا يحل لأحد أن يتلقن الكهف قبل البقرة، ولا الحج بعد الكهف، ألا ترى قول عائشة للذى سألها أن تريه مصحفها ليكتب مصحفًا على تأليفه: لا يضرك أيه قرأت قبل؟! "
وهذا النبي صلى الله عليه وسلم يستشهد بالآية من السورة دون مراعاة للترتيبها في السورة، والأمثلة على ذلك كثير.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[29 Sep 2010, 07:30 م]ـ
الأستاذ الكريم: أبا سعد
أشكُرُ لكَ هذا الهُدوءَ الرائعَ قي النِّقاشِ , وأرجو أن نوحِّدَ جهةَ النِّقاشِ في ترتيبِ السور بعيداً عن ترتيبِ الآيات.
أنا أحبُّ أن أبيِّنَ أنَّ أقوال العلماءِ في ترتيبِ السور هي:
1 - القولُ بأنَّها توقيفٌ.
2 - القولُ بأنَّها اجتهادٌ محضٌ.
والقائلونَ بأنَّها توقيفٌ معصومٌ لا مجال فيه للاجتهاد , مختلفونَ في تنكيس السور على قولين أيضاً:
1 - جوازُ التنكيسِ بمعنى قراءةِ الآخرِ منها قبلَ الأوَّل كما تفضَّل الشيخُ أبو سعدٍ بالتدليلِ عليهِ بما نقلهُ من نصوصٍ عن ابن بطال وغيره , وكما يُشعرُ به قولي من قبلُ: (لأنَّ القولَ بأنَّهُ توقيفيٌّ لا يجوزُ معهُ تنكيسهُ كما حكاهُ غيرُ واحدٍ من الأئمَّةِ) فمفهومُ ذلك أن غيرهم ممن يرى توقيفَ الترتيبِ لا إشكال عندهُ في التنكيس.
2 - المنعُ من مخالفةِ ترتيب المصحفٍ كما جاءَ عند ابن أبي داود رح1 عن الحسن رض1 حيثُ كرهَ مخالفة تأليفِ مصحفِ عثمانَ رض1 في القراءةِ , وكما هو مفهومُ كلام أبي العباسِ بن تيميةَ رح1 وكما هو اختيارُ النووي رح1 , وحجةُ أولئك أنَّ الترتيبَ الذي يعتقدونهُ توقيفياً إنما جُعلَ لحِكمةٍ لا ينبغي إهمالُها بل الواجبُ المحافظةُ عليها.
وبذلك يزولُ استشكالكم على الجملة أعلاهُ حفظكم الله تعالى.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Sep 2010, 12:06 ص]ـ
الأستاذ الكريم: أبا سعد
أشكُرُ لكَ هذا الهُدوءَ الرائعَ قي النِّقاشِ , وأرجو أن نوحِّدَ جهةَ النِّقاشِ في ترتيبِ السور بعيداً عن ترتيبِ الآيات.
أنا أحبُّ أن أبيِّنَ أنَّ أقوال العلماءِ في ترتيبِ السور هي:
1 - القولُ بأنَّها توقيفٌ.
2 - القولُ بأنَّها اجتهادٌ محضٌ.
.
الأخ الفاضل محمود
بصراحة، لو جئتني بمائة قول أن ترتيب سور القرآني اجتهادي محض، ما أخذت بها ولا نظرت فيها، ذلك ان ما أراه في ترتيب سور القرآن في المصحف من الإحكام والدقة والتخطيط العجيب الذي لا مثيل له، يحول دون ذلك، وأنا غير مستعد أن أصدق تلك الروايات وأكذب ما أراه في القرآن بعينيّ وعقلي.وأدلتي على ذلك ما أقدمه من أمثلة، ويكفي ما كتبته عن نظام العددين 9و 10، وعن الإعجاز العددي في آية الحفظ، وعن الإعجاز العددي في الآية 261 سورة البقرة .. رغم أن أيا منها لم ينشر كاملا.
# حُرِّرَ من قِبل المشرف #
¥