أما جعل كلمة " زقوم " يمنية، وكلمة " هيت " حَوْرانية = فتحكم عجيب وغريب، لا يسلم من مطعن .. وأتمنى منك أن لا تنساق إليه ..
لا مانع من إثبات تواريخ للألفاظ ونسبها إلى أمم أو قبائل أو أشخاص، ولكن أين الدليل المقنع على ذلك النسب؟، وأين الترجيح بين الأقوال المتعارضة في الظاهر، الواردة في كتب التفسير التي أشرت إليها؟.
مر الكلام في "زقوم" ..
أما لفظة " هَِيت " التي أوردتها - أخي الكريم - فحسبك منها هذه الأدلة التي أوردها لك تباعاً:
1 - مجيئها في القرآن بقراءات كثيرة يعرفها العرب ويفهمونها ..
2 - الأقوال الواردة في بعض كتب التفسير ليست دليلاً على خلو بلاد العرب من ناطق بها، فهي تثبت أن بعض الأمم الأخرى لديها هذا اللفظ .. ومن حفظ أنها عربية حجة على من لم يحفظ ذلك.
3 - قال ابن جرير (ط شاكر ج 16 / ص 30):
"وقد أنشد بعض الرواة بيتاً لطرفة في " هيت "، بفتح الهاء، وضم التاء، وذلك:
ليس قومي بالأبعدين إذا ما .. قال داعٍ من العشيرة هَيْتُ ".
وواضح أن معنى "هيت" في هذا البيت: أقبلوا .. مثل معناها القرآني تماماً.
وطرفة بن العبد البكري (ت 550 م) شاعر عربي قديم لم يحضر تنزل القرآن .. فهل كان طرفة حَوْرانياً؟ .. كلا .. بل كان بكرياً بحرانياً من أهل الجزيرة العربية من المحتج بأشعارهم اتفاقاً.
4 - تكلم امرأة العزيز بها يبين أنها كانت مستعملة في مصر منذ حكم العرب الهكسوس .. فهي عربية قديمة.
5 - قد تفهم لفظة "هيت" على أنها كانت مستعملة في أقطار كثيرة من الجزيرة والشام ومصر واليمن فهي لفظة شائعة غير منكورة ولم يستنكرها العرب القرشيون يوماً في معرض إيراد (أحسن القصص) ..
6 - هذه اللفظة (هيت .. ) من الألفاظ التي لا تقال إلا في سياق بعينه، لا تكاد تسمع في غيره، فلا تقال عند البئر ودلائه، ولا عند الحرب وسيوفها .. فينبغي أن تعامل - لفظاً ومعنى وتاريخاً وسياقاً - باحتراس لائق بالكتاب العزيز وإحسان في التخريج البياني الإعجازي ..
7 - نقول في ليبيا أيضاً مثل الفلسطينيين والحَوْرانيين: هَيْتْ؛ بتقليل فتح الهاء؛ بمعنى أعطني؛ كأنها وجه في هَاتِ.
- فهي ليست " هيت " القرآنية أبداً .. فبطل إيرادها من أساسه.
شكراً لكم جميعاً راجيا منكم الدعاء والصفح عن الزلل.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Oct 2010, 04:37 ص]ـ
حوار جميل وشيق
وأنا متابع لهذا النقاش منذ البداية
وسؤالي إلى الأخ الفاضل:
4 - تكلم امرأة العزيز بها يبين أنها كانت مستعملة في مصر منذ حكم العرب الهكسوس .. فهي عربية قديمة.
.
هل فعلا امرأة العزيز كانت تتكلم العربية؟
وما هو الدليل؟
وهل حكاية القرآن لحوار ما يدل على أنه كان بالعربية؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[03 Oct 2010, 06:57 ص]ـ
أما لفظة " هَِيت " التي أوردتها - أخي الكريم - فحسبك منها هذه الأدلة التي أوردها لك تباعاً:
1 - مجيئها في القرآن بقراءات كثيرة يعرفها العرب ويفهمونها ..
2 - الأقوال الواردة في بعض كتب التفسير ليست دليلاً على خلو بلاد العرب من ناطق بها، فهي تثبت أن بعض الأمم الأخرى لديها هذا اللفظ .. ومن حفظ أنها عربية حجة على من لم يحفظ ذلك.
3 - قال ابن جرير (ط شاكر ج 16 / ص 30):
"وقد أنشد بعض الرواة بيتاً لطرفة في " هيت "، بفتح الهاء، وضم التاء، وذلك:
ليس قومي بالأبعدين إذا ما .. قال داعٍ من العشيرة هَيْتُ ".
وواضح أن معنى "هيت" في هذا البيت: أقبلوا .. مثل معناها القرآني تماماً.
وطرفة بن العبد البكري (ت 550 م) شاعر عربي قديم لم يحضر تنزل القرآن .. فهل كان طرفة حَوْرانياً؟ .. كلا .. بل كان بكرياً بحرانياً من أهل الجزيرة العربية من المحتج بأشعارهم اتفاقاً.
4 - تكلم امرأة العزيز بها يبين أنها كانت مستعملة في مصر منذ حكم العرب الهكسوس .. فهي عربية قديمة.
5 - قد تفهم لفظة "هيت" على أنها كانت مستعملة في أقطار كثيرة من الجزيرة والشام ومصر واليمن فهي لفظة شائعة غير منكورة ولم يستنكرها العرب القرشيون يوماً في معرض إيراد (أحسن القصص) ..
6 - هذه اللفظة (هيت .. ) من الألفاظ التي لا تقال إلا في سياق بعينه، لا تكاد تسمع في غيره، فلا تقال عند البئر ودلائه، ولا عند الحرب وسيوفها .. فينبغي أن تعامل - لفظاً ومعنى وتاريخاً وسياقاً - باحتراس لائق بالكتاب العزيز وإحسان في التخريج البياني الإعجازي ..
7 - نقول في ليبيا أيضاً مثل الفلسطينيين والحَوْرانيين: هَيْتْ؛ بتقليل فتح الهاء؛ بمعنى أعطني؛ كأنها وجه في هَاتِ.
- فهي ليست " هيت " القرآنية أبداً .. فبطل إيرادها من أساسه.
شكراً لكم جميعاً راجيا منكم الدعاء والصفح عن الزلل.
كل هذه النقاط التي أوردتها أخي الفاضل لا تمنع أن تكون الكلمة قد انبجست من أرض حوران العربيّة كما يذكر القرطبي وغيره. أما أن امرأة العزيز كانت تتكلم العربية وأن هيت سكسونية فهذا خطأ كبير يسجل عليك لانه لم يقله أحد. أما أن هيت كلمة حورانية فقد قاله الكثير من المفسرين. فأيهما أقرب للعقل والمنطق. أن تكون سكسونية بقول لم يتقوله أحد؟ أم عربية حورانية بقول أهل التفسير؟؟.
فإن رجعت الى ما كتبت أخي الفاضل الكريم وعددت بعض ما قلت من الزلل فنسأل الله الصفح لنا جميعاً. وما نحن هنا إلا لنستفيد من بعضنا للوصول الى الأقرب في التقوى والأقرب الى الصحيح بلا مراء ولا جدال. والذي ذكرته لك بشأن هيت لم أجتهد به وليس هو من عندي بل قاله أهل التفسير فإن أردت أن تخطئهم فلك ذلك. حجة بحجة ودليل بدليل. وبارك الله بعمرك وعلمك.
¥