وقد قسم ذلك الاشتقاق إلى اشتقاق أصغر، وهو أن تأخذ أصلاً من الأصول، فتتقراه (تستقرئه)، فتجمع بين معانيه، وإن اختلفت صيغه ومبانيه، كتركيب (س ل م) فتصرفه بمعنى السلامة على سلم ويسلم وسالم وسلمان وسلمى والسلامة والسليم.
وإلى اشتقاق أكبر، و"هو أن تأخذ أصلاً من الأصول الثلاثية، فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً، تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه، وإن تباعَد شيءٌ من ذلك عنه رُدّ بلطف الصنعة والتأويل إليه؛ كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد".
وضرب على ذلك أمثلة: تقليب الكلام (ك ل م) والقول (ق و ل) والجبر (ج ب ر) والقسوة (ق س و) والسلام (س ل م).فتقاليب (الكلام) ترجع إلى القوة والشدة.
وتقاليب (القول) ترجع إلى الإسراع والخفة.وتقليب (الجبر) ترجع إلى القوة والشدة. وتقاليب (القسو) ترجع إلى القوة والاجتماع.وتقاليب (السلام) ترجع إلى الإصحاب والملاينة.
فهو يرى أنها مادة واحدة شُكّلت على صور مختلفة، فكأنها لفظة واحدة، وأن اختلاف صورها اختلاف تنويع وتفصيل وتقييد.
ابن جني يقارن بين تصاريف جذور الكلم، ويقارن تصاريف جذر الكلمة الواحدة، وقد رأى في كلٍّ معانيَ جامعة ومشتركة.وتوقف ابن جني عند جواز طرد الاشتقاقين في كل اللغة، لأن ذلك يفوق طوق آحاد الخلق.ومن هنا لفت النظر إلى حكمة من حكم الوضع العربي.
واستبان ذلك أيضاً أحمد بن فارس (- (395، ولكنه استدرك أنه ليس كل كلام العرب جارياً على هذا القياس والحكم والطرد، فقد استبعد من ذلك القياس: المعرّب والمبدل والمقلوب والمؤتلف من أصل واحد وحكاية الصوت وأسماء النبت والمكان والأعلام والألقاب والإتباع والمنحوت والمبهم والحروف والأدوات؛ فهذه ألفاظ لا يدخلها قياس، وأعفى نفسه من إدخالها في معجمه: (معجم مقاييس اللغة).
ولكن بقي مما استثناه ابن فارس شيء كثير، استوعبه في كتابه: معجم مقاييس اللغة (2650 صفحة) في ستة مجلدات (ط هارون).
ومن أمثلة هذا الاشتقاق: قال ابن فارس:"وإن لله في كل شيء سراً ولطيفة، وقد تأملت هذا الباب (باب الدال مع اللام)، من أوله إلى آخره، فلا ترى الدال مؤتلفة مع اللام بحرف ثالث إلا وهي تدل على حركة ومجيء، وذهاب وزوال، من مكان إلى مكان". معجم مقاييس اللغة 2/ 298.
وقال الزَّبيدي: "نقل شيخنا عن الزمخشري في الكشاف أنه قال: لو استقرئ أحد الألفاظ التي فاؤها نون، وعينها فاء، لوجدها دالة على معنى الذهاب والخروج ". التاج (نفد).
إن لك أن ترى هنا آلتين أخريين في هذا الباب:
3)) آلة انتظام الجذر الواحد في معنى واحد، وهو الأَوْلى (في رأيي وهو ممكن في كثير المواد) أو اثنين ... أو خمسة (انظر: ابن فارس معجم مقاييس اللغة).
4)) آلة اشتراك بعض المتقاربات الأصوات في معان عامة (انظر: ابن جني في الخصائص: باب إمساس الألفاظ أشباه المعاني وغيره).
وما أحوجنا اليوم إلى البحث في هذه الأبواب من الاشتقاق والتنقير فيها وتوسيعها.
فائدة
جاء في كتاب العين (مادة: كنع): أن لغة الكنعانيين تشبه العربية! والكنعانيون هم أبناء سام بن نوح.
رأي يحتمل!
ظهر كتاب سيبويه (-180 هـ) كاملاً فأعيا من بعده؛ كما قيل، وظهر كتاب العين (180هـ تقريباً) منقوصاً، ولم يستتم المعجم العربي إلا بعد ذلك.ويظهر الفرق واسعاً بين العين والتهذيب والمحكم واللسان والتاج!.وسبب ذلك أن ضبط أقيسة الكلام العربي (المدونة في كتاب سيبويه) أيسر من ضبط مادته (المدونة في العين).
وفي هذا عذر للخليل بن أحمد، وهو أصل الكتابين معاً، وعذر لأتباعه بإحسان، الذين صنعوا ما صنعوا من معجمات فرادى!.
يدلنا هذا أن اللسان العربي سهل البناء والأقيسة من جهة، عميق الجذور واسع المادة باسق المعاني من جهة أخرى.وأمر قياس العروض كالنحو تماماً وكالصرف.
الموازنة
تتكون الانجليزية من أقسام أكثر من أقسام العربية، وهي:
(1) اسم NOUN
2) ) ضمير PRONOUN
3) ) فعل VERP
4) ) صفة ADJECTIVE
5) ) حال أو ظرف ADVERP
6) ) حرف جرّ PREPOSITION
7) ) حرف عطف CONJUNCTION
8) ) حرف تعجب INTERJECTION
9) ) أداة ARTICIE
10) ) مصطلحات IDIOMS
¥