تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[25 Oct 2010, 04:43 م]ـ

أرجو أن تتكرم وتبين هذا؛ فقد بحثت في ظاهر كلامه وباطنه ولم أجد ذلك , وقصد السائل لا نعلمه نحن ولا أنت , وإنما نكتب له على ما كتب لنا , ولا حاجة لتأويل كلام بعضنا مادمنا نقرأ ونفهم ونكشف عن أغراضنا بوضوح ..

بسم الله الرحمن الرحيم

أدعوك مرة أخرى – تفضلا لا أمرا - إلى أن تدقق النظر فى كلام الأخ السائل، وعندها ستجد مفردات من قبيل: (حُسم) و (بشكل قاطع)، هى التى أوحت لى – ولغيرى – بما ذكرته.

تعليقي جاء على عبارتك ذاتها لا على موقعها من الكلام وهل هي من صلبه أم لا؟

وتناولك لأثر ابن عباس ليس دقيقاً من جهة فهمه أو التعبير عنه؛ فالحاضرون بعض أهل بدر , وعمر كان عالماً بما قاله ابن عباس .. والواجب التحقق من المعلومة قبل ذكرها سواء كانت من قضيتنا أو تابعة لها؛ فإنّا لا نقبل كُلَّ ما يُكتَب ما لم يكن جديراً بذلك.

تُخطىء يا أخى إذ تظن أنى لم أكن أعلم ملابسات أثر ابن عباس – رضى الله عنهما - وأننى ما كنت متحققا من المعلومة، سامحك الله على هذا الظن

ومرة أخرى أقول: ليست تلك هى القضية، فلا ينبغى أن نتوقف عندها طويلا، فالمهم فى الأمر أن المعنى البعيد للسورة لم يكن جليا بذاته

قارن بين قولك هنا:وبين قولك قبل ذلك:

وستدري - مع جميع القرّاء - كيف فهمتُ ذلك؟

هَب أنّا ما فهمنا كلام السائل , وأن روحه وفحواه ما فهمتَهُ رعاك الله .. فهل أخطأنا فهم كلامك النصّ هنا؟! أم أنّ له روحاً أخرى ..

معذرة يا أخى إذا قلت: إنك أنت المسؤول الأول عن هذا اللبس، وذلك بسبب تعبيرك القائل (معلوم المعنى)، فهذا التعبير ملتبس وغير دقيق، والأفضل أو الأدق منه تعبير (قابل للفهم) أو (ميسّر للفهم) والذى هو أشد قربا لقوله تعالى: " ولقد يسّرنا القرآن للذكر "

فقولك أخى: " كل ما فى القرآن معلوم المعنى " يجعل ما يتبادر منه إلى الفهم أن كل ما فى القرآن يصبح واضحا جليا بمجرد سماعه من أول وهلة، هكذا دون حاجة إلى تدبره والتفكير فيه، مع أن مفهوم (التدبر) المنصوص عليه فى القرآن ذاته لا يتحقق بمجرد السماع، وأظنك توافقنى على ذلك، ولهذا السبب كان إعتراضى على عبارتك بقولى: " فكيف يقال بعد هذا أن كل ما فى القرآن معلوم المعنى "

هل اتضح لك الآن أخى الكريم سبب دهشتى من فهمك لكلامى

على أية حال: لا تثريب عليك، فالمسألة برمتها - حتى الآن - لا تعدو أن تكون من قبيل سؤ التفاهم، غفر الله لنا ولك

لو أحسنت التعبير لمَا فهمنا ما لم ترده رعاك الله.

لقد أبنتُ لك للتو أن ما ظننتَه عدم إحسان منى للتعبير كان نتيجة لعدم إحسانك أنت كذلك له، فلا تُثرّب على أخيك أمرا تُشاركه إياه، عفا الله عنا جميعا

السؤال الأهم قبل ذلك:

هل المعنى الصواب لتلك الأحرف كان معلوماً لجيل الصحابة؟

فإن كان معلوماً لهم .. فما هو؟

هب أن هذا المعنى ما كان معروفا لجيل الصحابة رضى الله عنهم، فهل هذا يلزم منه حتما أنهم قد جهلوا المعنى الصواب؟!

ألا يوجد إحتمال آخر يفيد أن لتلك الحروف أكثر من معنى وكلها صواب

قد تعجب من هذا، ولكن أدعوك أن تفكر فى المسألة بهدؤ وتؤدة وعلى مهلٍ:

أليس الله عز وجل بقادر على أن يضع فى اللفظ الواحد معانى عديدة كلها حق فى ذاتها، بحيث يفهم منها العلماء ما لا يفهمه العامة من الناس، مع كونها مفهومة كذلك لعامة الناس على نحو آخر يُعد صحيحا فى ذاته؟!

أليس هذا فى مقدوره عز وجل؟

بلى، هذا بمقدوره جلّت قدرته، وبذلك يتحقق الإعجاز فى أروع صوره

إن هذا الذى أقوله ليس بعجيب، بل هو الأساس الأصيل الذى قام عليه الإعجاز العلمى للقرآن الكريم، حيث يكون للكلمة الواحدة من القرآن ظلالا وايحاءات متعددة، وبحيث يأخذ منها كل جيل ما يلائم معارف وعلوم عصره

وتلك هى معجزة ((ثراء المعنى)) لألفاظ القرآن ومفرداته الخاصة

فهذا الثراء البيانى المُعجز لا يلزم منه أن يكون لمعانى الألفاظ وجه واحد هو وحده الصواب وما دونه يصبح باطلا، فهذا لا يجعله مُعجزا، وإنما الذى يجعله مُعجزا بحق أن يكون ملائما لمستويات عديدة من المعانى، كل منها حق فى ذاته، ولمستويات عديدة من الفهم، كل منها يجد فيه مبتغاه وكفايته

أنت سألتني عن رأيي في تلك الأحرف. . وأنا أجبتك. فليس جميلاً في الحوار أن تعلق بمثل ذلك , فتلك وجهة نظري الشخصية التي طلبتَها أنت , وسألتني عنها , ولم أُلزِم بها أحداً , ومن ذكرَ الإلزام أصلاً؟!

فلا حاجة لمثل هذه العبارات الزائدة.

مرة أخرى أقول: لقد أسأتَ فهم كلامى هنا، ومع ذلك أقول:

أعتذر منك أخى الفاضل إن كنت قد آذيت مشاعرك دون أن أقصد

فوالله ما كان هذا قصدى أبدا، ومعاذ الله أن يكون كذلك، وإنما أردت فحسب بيان أنه من غير المستحب أن نتوقف عند رأى بعينه من آراء القدماء فى تفسير مسألة ما طالما فى الأمر متسع للإجتهاد فيها وتدبرها على نحو واسع جدا، فلعلّ وعسى أن نظفر من هذا الاجتهاد بمعان أُخر لها تكون أكثر إعجازا من كل ما قيل فيها من قبل، وهذا هو ما حدث معى بالفعل، وأحمد الله حمدا كثيرا على فضله الكبير ورحمته الواسعة: " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له من بعده "

" قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون "

لقد بيّنت لك ما كنت أعنيه أخى الفاضل، فلستَ أنت شخصيا المقصود بكلامى

ومع ذلك أكرر إعتذارى برغم براءتى مما ظننت بى، عفا الله عنى وعنك

وليكُن حوارنا دقيقاً وحول المعلومة فقط وفقك الله

أكرمك الله أخى الفاضل، و أرجو ألا يؤثر خلافنا فى الرأى على حق التآخى فى الله

وجزاك الله خيرا على سعة صدرك، وقد سُررت بالحوار معك

سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير