هناك عدد من الأمور والملاحظات العامة التي يمكن للمشاهد للمقطع ملاحظتها، ومنها:
أولاً: البدء عند عرض أقوال المفسرين بأقوال المتأخرين منهم مثل ابن عاشور والبروسوي، وربما توهم المشاهد للمقطع أنه لم يقل بهذا القول أحد إلا هؤلاء، مع أن الأصل في عرض المسألة أن يحكي إجماع المفسرين على هذا القول.
ثانياً: نظرية المؤامرة والخوف من أن يأخذ المستشرقون مثل هذا القول تهمة على المسلمين سيطرت على جزء كبير من الحلقة، والأصل أن ننظر إلى النصوص الشرعية ونصدر منها ثم ننظر في شبهات الآخرين.
ثالثاً: انتقاد العلماء للتوصل إلى نقد أقوالهم، ووصف المفسرين بالناس المصممين على اتهام الرسول، ونحوه وهو كثير في المقطع للتوصل إلى نقد القول، وهذا مسلك باطل في نقد الأقوال ومناقشتها.
رابعاً: الطعن في علمية المفسرين وغيرهم وأن اختيارهم لهذا القول قادح في الدين والعقل، وعدم الانطلاق مع هذه الطعون الكبيرة من منطلق علمي في النقد، ويكفي لظهور هذا الأمر أن النقد بدأ بذكر دليل واحد مع قاعدة تفسيرية تبطل ما ذهب إليه هذا المفسر.
المحور الثاني: أقوال الدكتور عن المفسرين.
أثناء سماعي لهذه المقاطع تعجبت من مقدار النقد الذي وجهه الدكتور للمفسرين وغيرهم، وهذا طرف من أقواله، وقد حرصت على نقلها كما تلفظ بها باللهجة الدارجة:
1. الناس المصممين على اتهام الرسول!
2. مزاج غريب عند بعض الناس.
3. أنا مش عارف ابن عاشور جابو منين!! (طبعا حكي الإجماع على هذا القول عند المفسرين!).
4. احنا حنبذل مجهود علشان نتهم النبي صلى الله عليه وسلم إنو خلى الأعمى دخل عليه وكشر في وجهه!
5. احنا بنجتهد بعلمنا علشان نلصق تهمة بالرسول علشان المستشرقين يمسكوها ويضربونا بيها كل وقت وحين!
6. هذا الكلام من الناحية العلمية كلام ابن عاشور والبروسوي كلام مالوش أي أصل ويسبب لنا مشاكل لا حصر لها في الدعوة الاسلامية.
7. عن الرازي يقول بعد نقل كلام له: إحنا كعرب (!) بنألف والناس بتسمع وبيبقى علم وبيقابلنا بيه مشاكل بعد كذا.
8. عن الرازي: يا سلام على العلم يا ولاد إيه العظمه ديه!
9. عن الرازي: الراجل ده مسح المبادئ الدينينه خالص عن الرسول (صلى الله عليه وسلم)
10. عن الرازي: والإمام الرازي بيعتبروه حجه في التفسير يسموه العالم العلامه الحبر البحر الفهامه.
11. عن الرازي: الرازي ده لو موجود يحاسب على هذا الكلام!
12. عن الرازي: رأي الرازي أشد خطأ من رأي العالم الروسي (المراد مستشرق روسي طعن في النبي صلى الله عليه وسلم من خلال قصة ابن أم مكتوم)
13. ابن كثير: الامام ابن كثير برضه شار في الزفه ديه!
14. احنا بنتهم الرسول تهمة تشيل عنه الرسالة ونبنيها على حديث مالوش وجود في كتب السنه المعتبره أمال علماء التفسير – دحنا عندنا في العالم العربي أكثر من ألف دكتوراه في التفسير – الناس دي بيعملوا إيه بيشتغلوا إيه إيه قدموا للأمة!
15. لا أدري لم الفسرون سابوا القاعده علشان يسارعوا في اتهام النبي بالعبوس والتولي وربما أموت وألقى الله وأنا لا أفهم ليه المفسرين ضربوا بهذه القاعدة – عدم صرف اللفظ عن الظاهر – وأجمعوا على اتهام الرسول بهذه التهمة التي لا دليل عليها.
16. الكلام ده قادح في دينهم وفي عقولهم أيضاً
المحور الثالث: أدلة الدكتور على ما ذهب إليه، وأدلته على رد أقوال المفسرين.
هذا بيت القصيد، وتلخيص الأمر ان الدكتور قد قسم حلقته إلى قسمين الأول الرد والثاني بيان المعنى الحق
القسم الأول: الرد على من فسر (عبس وتولى) بأنه النبي صلى الله عليه وسلم:
وقد جعل الدكتور رده في نقاط ثلاث:
النقطة الأولى: الرد على تفسير الآية من خلال القاعدة التفسيرية: عدم صرف اللفظ عن الظاهر إلا بدليل يدل عليه.
واعتبر الدكتور أن (عبس وتولى) ظاهرها ضمير غائب ولو كان للنبي صلى الله عليه وسلم لقال: عبست وتوليت بضمير المخاطب!!!
والجواب/ أن هذا من أعجب الأقوال سواء في الدليل أو في النتائج
أما الدليل وهو القاعدة التفسيرية فلا علاقة لها بموضوع الالتفات أصلاً بل هي واردة في رد قول الدكتور ومؤيدة لقول المفسرين إذ الظاهر أن الآيات كلها في النبي صلى الله عليه وسلم فيقال الأصل عدم صرفها عن الظاهر.
¥