تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن قال: إن الشاهد من الله هو محمد كما رواه ابن أبي حاتم ثنا الأشج ثنا أبو أسامة عن عوف عن سليمان الفلاني عن الحسين بن علي: {ويتلوه شاهد منه} يعني محمدا شاهدا من الله فهنا معنى كونه شاهدا من الله هو معنى كونه رسول الله وهو يشهد للمؤمنين بأنهم على حق وإن كان يشهد لنفسه بأنه رسول الله فشهادته لنفسه معلومة قد علم أنه صادق فيها بالبراهين الدالة على نبوته وأما شهادته للمؤمنين فهو أنها إنما تعلم من جهته بما بلغه من القرآن ويخبر به عن [ص: 84] ربه فهو إذا شهد كان شاهدا من الله.

وأما قوله: {ما أصابك من حسنة فمن الله} فقد دخل في ذلك نعم الدنيا كلها كالعافية والرزق والنصر وتلك حسنات يبتلي الله العبد بها. كما يبتليه بالمصائب هل شكر أم لا؟ وهل يصبر أم لا؟ كما قال تعالى: {وبلوناهم بالحسنات والسيئات} وقال: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه} الآيات.

[ص: 101] وقد يقال في الشيء إنه من الله وإن كان مخلوقا إذا كان مختصا بالله كآيات الأنبياء كما قال لموسى: {فذانك برهانان من ربك} وقلب العصا حية وإخراج اليد بيضاء من غير سوء مخلوق لله لكنه منه لأنه دل به وأرشد إلى صدق نبيه موسى وهو تصديق منه وشهادة منه له بالرسالة والصدق فصار ذلك من الله بمنزلة البينة من الله والشهادة من الله وليست هذه الآيات مما تفعله الشياطين والكهان كما يقال: هذه علامة من فلان وهذا دليل من فلان وإن [لم] يكن ذلك كلاما منه.

وقد سمى موسى ذلك بينة من الله فقال: {قد جئتكم ببينة من ربكم} فقوله: ببينة من ربكم كقوله: {فذانك برهانان من ربك}.

وهذه البينة هنا حجة وآية ودلالة مخلوقة تجري مجرى شهادة الله وإخباره بكلامه كالعلامة التي يرسل بها الرجل إلى أهله وكيله قال سعيد بن جبير في الآية: هي كالخاتم تبعث به فيكون هذا بمنزلة قوله صدقوه فيما قال أو أعطوه ما طلب.

فالقرآن والهدى منه وهو من كلامه وعلمه وحكمه الذي هو قائم به غير مخلوق وهذه الآيات دليل على ذلك كما يكتب كلامه في [ص: 102] المصاحف ; فيكون المراد المكتوب به الكلام يعرف به الكلام قال تعالى: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا}.

ولهذا يكون لهذه الآيات المعجزات حرمة: كالناقة وكالماء النابع بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك. والله سبحانه أعلم.

للأمانة العلمية نقل قول ابن تيمية من موقع الشبكة الإسلامية

أعانك الله وسدد للخير خطاك

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2006, 11:46 م]ـ

هذا ما كتبه من شارك في تصنيف (التفسير الميسر) الذي صدر عن مجمع الملك فهد، وفيه تحرير لأصح ما قيل في تفسير الآية في كتب التفسير، ويبقى هناك مجال للمراجعة إن شاء الله:

أفمَن كان على حجة وبصيرة من ربه فيما يؤمن به, ويدعو إليه بالوحي الذي أنزل الله فيه هذه البينة, ويتلوها برهان آخر شاهد منه, وهو جبريل أو محمد عليهما السلام, ويؤيد ذلك برهان ثالث من قبل القرآن, وهو التوراة -الكتاب الذي أنزل على موسى إمامًا ورحمة لمن آمن به-, كمن كان همه الحياة الفانية بزينتها؟ أولئك يصدِّقون بهذا القرآن ويعملون بأحكامه, ومن يكفر بهذا القرآن من الذين تحزَّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزاؤه النار, يَرِدُها لا محالة, فلا تك -أيها الرسول- في شك من أمر القرآن وكونه من عند الله تعالى بعد ما شهدت بذلك الأدلة والحجج, واعلم أن هذا الدين هو الحق من ربك, ولكن أكثر الناس لا يصدِّقون ولا يعملون بما أُمروا به. وهذا توجيه عام لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.

ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[26 Oct 2006, 06:46 م]ـ

أشكر الأخوين الكريمين على مشاركتهما وإفادتهما

و لازال رجائي باقيا لتحرير هذه الآية

وجزاكم الله خيرا

ـ[نزار حمادي]ــــــــ[18 Mar 2009, 10:54 م]ـ

هدية للأخ خالد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين.

سيقت الآية لنفي التقارب بين المهتدين بالبرهان والدليل على صحة وحقية ما جاءهم من ربهم، وبين من عطل عقله ولم يرد إلا الحياة الدنيا وزينتها وقصر همته على تحصيلها ولم يلتفت إلى الدار الآخرة.

(أَفَمَنْ كَانَ) من المؤمنين من كل الأمم (عَلَى بَيِّنَةٍ) وهي الدليل العقلي بالنظر في وجه دلالة المعجزة ـ التي هي فعل الله تعالى ـ على صدق محمد صلى الله عليه وسلم وعلى حقية ما جاء به (مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ) في التصديق (شَاهِدٌ) مؤكد لذلك وهو الدليل الشرعي الصادر (مِنْهُ) تلاوة صلى الله عليه وسلم وهو القرآن العظيم، (وَمِنْ قَبْلِهِ) أي من قبل ذلك الشاهد الشرعي الذي جاء به صلى الله عليه وسلم ـ وهو القرآن ـ دليل شرعي ـ أي سمعي نقلي ـ آخر على صدق المرسلين وهو (كِتَابُ مُوسَى) الذي كان (إِمَامًا) مؤتما به في الدين (وَرَحْمَةً) وطريقا إلى الفوز بالسعادة، وهذا مدح لكتاب موسى وتزكية له (أُولَئِكَ) الموصوفون بالاهتداء بالأدلة العقلية والشرعية (يُؤْمِنُونَ بِهِ) أي بالقرآن العظيم وما تضمنه من أوامر ونواهي وأخبار (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ) وهم صناديد قريش (فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) [هود:17]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير