ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Mar 2009, 02:47 ص]ـ
(أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة هود (17)
(أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) الرسول صلى الله عليه وسلم على بينة من ربه وهي القرآن، كما قال تعالى في سورة الأنعام من الآية 57: (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ) أي كذبتم بالقرآن.
والبينة أطلقت على القرآن كما في قوله تعالى:
(أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ) سورة الأعراف (157)
(ويتلوه) الرسول صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن
(شاهد) القرآن
(منه) من الرسول صلى الله عليه وسلم شاهد على صدق نبوته
والمعنى: ويتلو القرآن وهو شاهد منه على صدق نبوته، فهو النبي الأمي الذي لم يقرأ قبله كتاب ولا خطه بيمينه كما قال تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)) سورة العنكبوت.
وقوله تبارك وتعالى: (قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) سورة يونس (16)
(ومن قبله) من قبل القرآن
(كتاب موسى) شاهد على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم
(إماماورحمة) أي أنزلناه.
(أولئك يؤمنون به) أولئك إشاره دون التصريح على سبيل المدح تعود على الذين آمنوا به وصدقوه.
(وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ) بالقرآن (مِنَ الْأَحْزَابِ) الذين تحزبوا للباطل (فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ).
(فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) وهذه الجملة تعريض بحال الكافرين الذين يزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم افترى القرآن.
اللهم إن كان ما كتبته صوابا فأنت الموفق ولك الفضل والمنة.
وإن كان خطأً فاغفر الزلة وأقل العثرة.
وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد.
كتبه: محب القرآن الكريم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Mar 2009, 10:44 م]ـ
لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ بحث مطول في مجموع الفتاوى 15/ 63 - 105، لا أحب أن أطيل بنقله هنا، فلعلك ـ أبا عبدالعزيز ـ تراجعه، وإنا منتظرون، لعل كلامه يزيل ما وقع لكم من إشكال، وجزاك الله خيراً على لفت النظر إلى تدارس معاني كلام الله تعالى.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص كلام شيخ الإسلام في آية سورة هود
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 15 / ص 62)
"سُورَةُ هُودٍ وَقَالَ فَصْلٌ وقَوْله تَعَالَى {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} وَهَذَا يَعُمُّ جَمِيعَ مَنْ هُوَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ.
فَالْبَيِّنَةُ الْعِلْمُ النَّافِعُ وَالشَّاهِدُ الَّذِي يَتْلُوهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَذَلِكَ يَتَنَاوَلُ الرَّسُولَ وَمَنْ اتَّبَعَهُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِنَّ الرَّسُولَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَمُتَّبِعِيهِ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ."
وهنا نسأل: إذا كان الشاهد هو العمل الصالح، فعلى من يعود الضمير في قوله "منه"؟
وأظن الجواب سيكون: الضمير يعود على المؤمن. أي عمله الصالح صادر منه شاهداً على أنه على بينه.
¥