تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Oct 2006, 10:18 م]ـ

سؤالك أخي محمود في محله وأوافقك فيه ..

ومعرفة الإجابة مفيدة في أمور عديدة في التفسير كما هو واضح.

ـ[منصور مهران]ــــــــ[20 Oct 2006, 06:24 ص]ـ

إلى أخينا الذي نرجو له خيرَيْ الدنيا والآخرة الشيخ محمود الشنقيطي، أمتع الله به،

إجابة لرغبتك في البيان عما استفسرت عنه، أقول:

المعروف في الاستنباط والاستدلال أنهما بخلاف الحُجَّة والبرهان؛ ولا سيما الاستنباط الذي لا يتفق عليه طرفا المناقشة، فإنهما يلجآن إليه إذا أعيتهما الحيلة ووقف كل منهما بحجته عند حد المنتصف، فيلوح استنباط يرجح أحد الطرفين فالترجيح لا يكون إلا لأمرين تساوت فيهما الحُجَجُ فيأتي المُرَجِّح لتغليب أحد الأمرين حتى يظهر ما يردهما إلى التساوي مرة أخرى وهكذا إلى أن تستقر الحجج أو تتغلب لأحد الطرفين.

ومهما كانت قوة المرجح أو ضعفه فإنها تنقل أحد المتساويين إلى الرجحان.

فإذا كانت الحجة في أحد القولين أقوى وأظهر فلن تجدي المرجحات نفعا إلا بمقدار ما يتحقق فيها من هذه القوة وهذا الظهور.

والاستنباطات العددية - كالذي نحن بصدده - مال إلى الأخذ بها بعض المفسرين الصوفية وكذلك الداعين إلى علم الجَفْر، وكلا المسلكين ليس من نهجنا، على أن كتب التفسير يكثر فيها مثل هذه الإشارات استئناسا لا استدلالا، وتبسطا في القول لعل جيلا من أجيال الأمة يفتح الله لهم بابا من العلم فيدركوا ما لم يدركه الآباء من خبايا الأعداد، وإلى ذلك الأوان فلا ينبغي إخضاع معاني القرآن الكريم للتجارب، فإذا استقر بهذه التجارب البرهان القاطع فليست تجارب عندئذ بل هي القواعد والأصول ولا بأس من تناولها في التفسير عن طمأنينة وارتياح.

ولعلكم يا أخا المكارم تلحظ كيف تطورت نظريات العلم الحديث تطورا كبيرا خلال القرن الماضي، وتلحظ كيف اندفع المفسرون المُحْدَثون للأخذ بها في التفسير وكلما ظهر اكتشاف جديد أسرعوا إلى إبطال ما قيل أولا ثم أعادوا القول في ضوء كل جديد؛ وأذكرك بتفسير الجواهر لطنطاوي جوهري، ثم ما قاله حنفي أحمد في تفسير الآيات الكونية، ثم ما انبرى لبيانه بقوة العلم الدكتور زغلول النجار، والله أعلم ماذا سيكتشف العلماء غدا؟ وماذا سيقول المفسرون إذا نظروا إلى جديد العلم المكتشف؟

ومعذرة إليكم يا إخواني من الإطالة ولكنه البحث: حتى ينبلج قولٌ فيه سكينة من ربنا فتطمئن له القلوب والعقول، وبالله التوفيق.

ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Oct 2006, 07:34 ص]ـ

الإخوة الأكارم وفقهم الله ..

أحببت أن أبين الفرق بين الاستنباط والإشارات الصوفية ومن ثَمَّ حكم مثل هذه الاستنباطات عند العلماء رحمهم الله تعالى:

فالاستنباط في اللغة هو الاستخراج ومنه قوله تعالى: (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) [النساء: 83] أي: يستخرجونه.

وأما في الاصطلاح فتعددت تعاريف العلماء رحمهم الله تعالى ومن أحسنها:

- ما قاله النووي رحمه الله: (قال العلماء: الاستنباط استخراج ما خفي المرادُ به، من اللفظ). [تهذيب الأسماء واللغات: (ق 2/ 1 / 158].

- وما قاله ابن القيم رحمه الله: (استخراج الأمر، الذي من شأنه أن يخفى على غيرِ المُسْتَنْبِط). [إعلام الموقعين: 1/ 172].

وفي هذين التعريفين نلاحظ أموراً أهمها:

1 - وجود الخفاء في المعنى المستنبط.

2 - ضرورة ارتباط المعنى المستنبط بلفظ الآية بوجه من وجوه الدلالة كدلالة العبارة ودلالة الإشارة ودلالة النص ودلالة الاقتضاء ودلالة المفهوم، أو بقاعدة من قواعد الاستنباط.

ولذا فمما ينبغي التنبه له أنه لا يدخل في الاستنباط القرآني إلا ما استخرج من لفظ القرآن بدلالة صحيحة أو قاعدة استنباطية صحيحة.

وبهذا يُعلم أن ما يستفاد من جهة الاعتبار والقياس وما يسمى بالتفسير الإشاري مما لم تدل عليه الآية دلالة لفظية، فليس ذلك استنباطاً من القرآن وإنما هو استخراج بدليل آخر وهو الاعتبار والقياس.

وحتى يتضح الفرق نقول: إن الاستنباط من القرآن يكون من ذات اللفظ القرآني بدلالاته المعروفة وبقواعد نظمه العربي، فإذا قيس على معنى مذكور لعلة جامعة على جهة الاعتبار فإنه يكون قد خرج الاستدلال من الاستنباط من القرآن إلى القياس على أحكام القرآن أو معانيه الظاهرة أو المستنبطة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير