ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[09 Oct 2008, 10:54 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
وبعد،،،
كلنا يعرف أن التوراة والإنجيل لا تحوي عدد ملائكة النار المذكور في القرآن (تسعة عشر)، لكن هذه الجملة ليست على إطلاقها، فلا بد لها من قيد يضاف إليها وهو ظرف الزمان (الآن). بمعنى أن عدم وجود هذا العدد في التوراة أو الإنجيل الآن لا يقطع بعدم وجوده مطلقا أن وحيهما إلى موسى وعيسى عليهما السلام، فكما نعلم ما مرت به التورة والإنجيل بمراحل التحريف والتي لا زالت تمارس حتى الآن تحت مسميات التنقيح والمراجعة والتحرير وما يصحب ذلك من حذف أو تعديل ترجمة بما يتفق وما تريده الكنيسة.
ونحن لا نشكك في روايات الطبري التي أوردها وكفى به على رؤوس المفسرين بالمأثور إماما. أما أن نقول بأن المفسرين قالوا بهذا التفسير بلا سند فهو بمثابة ترك للروايات التي أوردها الطبري عن ابن عباس رضي الله عنه وعن قتادة رحمه الله وما عليه أكثر المفسرين لا لسند أو حجة إلا لمجرد عدم وجود هذا العدد في التوراة أو الإنجيل، وكأننا نجعل التوراة أو الإنجيل مهيمنا على القرآن، بل أثبت الرحمن العكس تماما بأن القرآن مهيمنا على ما سبقه من الكتب ويظهر ما أخفاه وحذفه الأحبار والرهبان من توراتهم وإنجيلهم.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 Oct 2008, 11:12 م]ـ
كنا أيام الطلب قد سألنا شيخنا محمد الكومي - رحمة الله عليه - فقال:
لقد جاء لفظ (مرض) نكرة في كل موضع قال فيه ربنا: (في قلوبهم مرض)
والنكرة إذا تكررت تعددت، فليس المراد ب (مرض) هو النفاق بعينه فقد تكون أمراضا كثيرة تصيب القلوب كالأمراض الحسية.
والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الأحزاب:
(وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا)
ويقول:
(لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم)
فدل العطف على التغاير.
أو قال نحو هذا وسقته بأسلوبي لطول العهد. والله أعلم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Oct 2008, 12:50 ص]ـ
الأخ الكريم وليد بيومي
ليتنا نعرف الحكم على أسانيد الطبري رحمه الله في هذه المسألة.
السند الذي ينتهي إلى ابن عباس رضي الله عنه متنه فيه"وإنها في التوراة والإنجيل
تسعة عشر"، ولا شك أن من المستغرب أن يكون التحريف قد طال الكتابين معاً في مثل
هذه المسألة. وإذا كان قد حصل التحريف فبعد نزول الآية الكريمة وإلا كيف يستيقن
الذين أوتوا الكتاب أن محمداً رسول من عند الله تعالى.
وطالما أن السند لم ينته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون من قبيل التفسير
الموقوف الذي لا يوجد ما يدل على أن له حكم المرفوع.