ـ[همام بن همام]ــــــــ[05 Nov 2006, 02:25 ص]ـ
رجعت إلى عدة تفاسير فوجدت الألوسي رحمه الله قد جمع أقوالهم كلها – أي التفاسير التي وقفت عليها – فقال ما نصه:
" {قَالُواْ} استئناف كما مر غير مرة {ءامَنَّا بِرَبّ * هارون وموسى} تأخير موسى عليه السلام عند حكاية كلامهم المذكورة في سورة الأعراف المقدم فيه موسى عليه السلام لأنه أشرف من هارون والدعوة والرسالة إنما هي له أولاً وبالذات وظهور المعجزة على يده عليه السلام لرعاية الفواصل، وجوز أن يكون كلامهم بهذا الترتيب وقدموا هارون عليه السلام لأنه أكبر سناً، وقول السيد في «شرح المفتاح»: إن موسى أكبر من هارون عليهما السلام سهو. وأما للمبالغة في الاحتراز عن التوهم الباطل من جهة فرعون وقومه حيث كان فرعون ربى موسى عليه السلام فلو قدموا موسى لربما توهم اللعين وقومه من أول الأمر أن مرادهم فرعون وتقديمه في سورة الأعراف تقديم في الحكاية لتلك النكتة.
(قال همام بن همام: ولعله يزاد على ذلك أنهم لما قدموا موسى عليه السلام ذكروا قبله إيمانهم برب العالمين فأمن توهم اللعين وقومه)
وجوز أبو حيان أن يكون ما هنا قول طائفة منهم وما هناك قول أخرى وراعى كل نكتة فيما فعل لكنه لما اشترك القول في المعنى صح نسبة كل منهما إلى الجميع. واختيار هذا القول هنا لأنه أوفق بآيات هذه السورة." انتهى.
وجزى الله خيراً المشايخ على فوائدهم.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[05 Nov 2006, 02:17 م]ـ
بارك الله فيكم على الردود الطيبة لكن ليس هناك تعليق على كلام الشيخ فضل عباس عندما قال بان السبب هو ان موسى عندما اوجس خيفة في نفسه عند ما خيل له ان العصي تحولت الى افاعي فأخر الله ذكره من باب العتاب
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[04 Oct 2008, 05:59 م]ـ
كل ما جادت به أقلام الإخوة كلام جميل، ولا يعني أن كله صواب وغيره خطأ. فليس مجرد الشبه بين الصوت والإيقاع يجزم بأن مصطلح "السجع" يتفق في معناه مع مصطلح "الفاصلة".
هذه واحدة، الثانية، للأسف الشديد تتم معالجة الموضوع بمعزل عن كتب اللغة والمعاجم التي توضح أبعاداً لأصل الكلمتين في اللغة العربية مما يؤكد تباينهما تماما في الوضع اللغوي والدلالة. ويتضح من ذلك أن تسمية العلماء للفاصلة بهذا الاسم كانت عن دراية بما تحمله من معان تفيد في موضعها ما لا تفيده لفظة "السجع" في هذا المقام. فلكل اختصاصه ومتعلقاته. ولذا لا يمكن بأي وجه من الوجوه اعتبار "السجع"- وإن كان لا يشبه سجع الكهان في تكلفه وإقناع الساميعن بالباطل وهديرهِ المتكلف- هو ذات "الفاصلة" في القرآن. وأنا في طريقي إلى إعداد تفصيل لهذه الوجوه في القريب إن شاء الله.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Oct 2008, 12:46 ص]ـ
إليكم إخوتي الكرام ما سمعته في محاضرة للشيخ بسام جرار مدير مركز نون للدراسات القرآنية:
يقول الشيخ بسام:" تربى موسى عليه السلام في بيت فرعون، ومن هنا كان هناك تربية له من قبل فرعون، أي أن فرعون كان ربا له بهذا المعنى. فقولنا:" رب موسى وهارون" يلتبس على السامعين لأن فرعون يُعتبر مربياً لموسى - إن لم يكن هو بشخصه فوالده الفرعون السابق - فناسب أن يقال:" رب هارون وموسى" لأن فرعون لم يرب هارون عليه السلام. أما عندما قال:" رب العالمين" لم يعد هناك احتمال أن يحصل الالتباس فقيل:" رب موسى وهارون".
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[05 Oct 2008, 05:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
يظهر لي والله أعلم وأحكم
أن الذي دفع السحرة إلى ذلك، والمقصود قولهم:
{آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} (طه:70).
كونهم علموا وعرفوا حق المعرفة أن الذي ظهر على يد موسى معجزة لا يستطيعها بشر، فانتابهم شعور قوي بعظمة الخالق، فخافوا أن يقدموا موسى لشدة خوفهم من الله تعالى، فهم بذلك يؤكدون بأن موسى لايد له فيما رأوه، لأنهم الأخبر بالسحر.أي أنا نعلم أن الذي ظهر من عندك يا رب،
وهذا يظهر جليا من قوله تعالى:
{فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} (طه:70)
وانظر إلى أي درجة من الإيمان وصلوا، قال تعالى:
{إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (طه:73)
والله أعلم وأحكم.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[06 Oct 2008, 06:14 ص]ـ
بارك الله في هذه العقول النيرة والأقلام النضرة،،
وما ذكره الإخوة من الوجوه محتمل، وإن كان على بعضها إيراد قوي،
وقول من قال إن هذا لمراعاة الفاصلة قول معتبر له أدلته، وقد قال السكاكي في مفتاح العلوم (ج 1 / ص 104): " .. ومنها أن قال في سورة طه " أمنا برب هرون وموسى " وفي الشعراء " رب موسى وهرون " للمحافظة على الفاصلة ".
والذي يظهر لي ـ والعلم عند الله ـ في علة التفريق:
أن عبارات السحرة كانت مختلفة، كما ذكر ذلك أبو حيان رحمه الله وأشار إليه د مساعد سلمه الله،
فحكى الله عز وجل عنهم عبارتين مختلفتين:
الأولى: من زاد لفظ (رب العالمين):
كما في سورة الأعراف و الشعراء، فهؤلاء قدموا ذكر موسى على هارون عليهما السلام على الأصل لزوال خوف اللبس، ففرعون لم يكن يدعي أنه رب العالمين (فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء/16] .. (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء/23].
الثانية: من لم يذكر هذا اللفظ منهم:
وهؤلاء قدموا ذكر هارون للعلة التي أشار إليها الشيخ بسام وهي خوف اللبس من أن المراد بالرب هو الطاغية فرعون لأن موسى عليه السلام قد تربى عنده، فلو ذكر موسى أولا ثم هارون فقد يرد هذا الوهم الفاسد ويكون هارون تابعا له في ذلك، أما مع تقديم هارون وعطف موسى عليه عليهما السلام فقد أُمِنَ اللبس.
والعلم عند الله،،