تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا المختصرَ، وتوخَّيْتُ فيه أن يضيءَ جانِباً مشرِقاً من حياةِ الشيخِ، فعلاقَتي به امتدَّتْ من عام 1399هـ حتى توفَّاه اللهُ سبحانَه وتعالى، ولن أتحدَّثَ حديثاً شخصياًّ، وإنَّما جمعتُ بعضَ المهمِّ الذي يمكنُ توثيقُه، ويكونُ في تدوينِه تصويرٌ للجانبِ العلميِّ الرحبِ من حياةِ الشيخِ، وهناكَ أمورٌ كثيرةٌ، منها ما هو غيرُ مدوَّن، ومنها ما دوِّنَ ولم أتمكنْ من توثيقِه، فأعرضْتُ عن تقييدِهما في هذا المختصرِ، وربما أعودُ إلى ذلكَ في وقتٍ أوسعَ، ومجالٍ أرحبَ.

أشكرُ الأخَ الفاضلَ د. إبراهيمَ الشمسانَ على حسنِ ظنِّه بي؛ إذ حملنِي على الكتابةِ عن شيخِي، مهدىً إلى شيخٍ جليلٍ يستحقُّ الثناءَ والإشادةَ، فلهما منِّي جزيلُ الشكرِ، وعظيمُ الامتنانِ، والدعاءُ بأن يوفقَهما اللهُ ويمدَّ في عمريهما، وأن يزيدَهما من فضلِه.

وصلَّى اللهُ على سيِّدِنا ونبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه وسلَّمَ.

سوفَ يكونُ الحديثُ عن الأستاذِ الدكتورِ / محمَّدِ عبدِالخالقِ عضيمةَ مقسَّماً على فقرات، تتناول مختصراً عن حياته، وإليك ما دونت. وبالله التوفيق وعليه التكلان.

اسمه:

هو الأستاذُ الدكتورُ / محمّدُ بنُ عبدِالخالقِ بنِ عليِّ بنِ عضيمةَ؛ وكانَ – رحمَه اللهُ تعالى – يكتبُ اسمَه دائماً: محمدُ عبدِالخالقِ عضيمةَ، فيظنُّ من لا يعرفُ الشيخَ أنَّ اسمَه مركَّبٌ من محمدٍ وعبدِالخالقِ، كما جرَتْ عادةُ بعضِ المعاصرينَ من إضافةِ اسمِ محمَّدٍ إلى أسمائِهم تبرُّكاً، وكانَ الشيخُ يضيقُ بمن يكاتبُه باسمِ الشيخِ عبدِالخالقِ عضيمةَ، فيحذفُون محمَّداً ظنّاً منهم أنَّ هذا الأمرَ منطبقٌ عليه، - رحمَه اللهُ تعالى -.

مولدُه:

أشارَت الأوراقُ الرسميَّةُ إلى أنَّ الشيخَ ولدَ في تاريخِ 4/ 1 /1328هـ الموافق 15/ 1/1910م، وذكر معاصرُه ورفيقُ دربِه أستاذي د. أحمدُ كحيل أنَّه ولدَ في قريةِ (خبَّاطةَ) من قرى طنطا.

وأشارَتِ الباحثةُ التي أعدَّتْ رسالةَ ماجستيرٍ عن الشيخِ إلى أنَّها قريةٌ كانَتْ من أعمالِ مديريةِ الغربيةِ، وأنَّها الآنَ من قرى محافظةِ كفرِ الشّيخِ.

تعلُّمُ الشيخِ وبعضُ شيوخِه:

درسَ الشيخُ محمّدُ عبدِالخالق عضيمةَ – رحمَه اللهُ تعالى – في القريةِ، وحفظَ القرآنَ الكريمَ، وأتمَّ تعليمَه الأوليَّ فيها، وهو ما أهَّلَه للالتحاقِ بمعهدِ طنطا الأزهريِّ وأنهى الدراسةَ فيه عامَ 1930م.

بعدَها التحقَ بكليةِ اللغةِ العربيةِ في الأزهرِ، وتخرَّجَ فيها عامَ 1934م.

التحقَ بالدِّراساتِ العليا التي أنشئت في ذلكَ الوقتِ، وحصلَ على شهادةِ التخصُّصِ، وهي الماجستيرُ في الأعرافِ الأكاديميّةِ الآن عام 1940م، وكانَ بحثُه بعنوانِ (المشترك في كلام العربِ).

حصلَ على العالميّةِ العاليةِ الدكتوراه (تخصص المادةِ) عام 1943م، وكانَت رسالتُه بعنوانِ (أبو العباسِ المبرّدُ وأثرُه في علومِ العربيةِ).

لقد بذلَ جهداً كبيراً مضاعَفاً في هذه الرسالةِ غيرِ ما دوَّنَه فيها، فلم يدوَّنْ فيها إلا ما اقتضَتْه خطَّةُ البحثِ، أمَّا الجهدُ الآخرُ فيصوِّرُه معاصرُه د. كحيل فيقولُ: " وفي يومِ مناقشةِ الرسالةِ دخلَ إلى لجنةِ المناقشةِ يحملُ الرسالةَ وبعضَ المراجعِ، ودخلَ خلفَه أحدُ أقربائِه يحملُ حقيبةً كبيرةً، وفي أثناءِ تقديمِه للرسالةِ فتحَ الحقيبةَ، وأخرجَ منها لفائفَ البطاقاتِ، ووضعَها أمامَ اللجنةِ، وقالَ: هذه آراءُ المبرّدِ مستخرجةً من كتابِ المقتضبِ، وهذه آراؤه مستخرجةً من الكاملِ، وهذه آراؤه مستخرجةً من خزانةِ الأدبِ للبغداديِّ، وهذه آراءٌ يذهبُ فيها مذهبَ سيبويهِ مقرونةً بنصوصِ سيبويهِ، والحقُّ أنَّه بهرَ اللجنةَ؛ إذ لم ترَ طالباً قبلَه يعتمدُ على نفسِه، ويطّلعُ على هذه المراجعِ، وبعدَ مناقشةٍ طويلةٍ ظهرَ للجنةِ ذكاؤُه وسرعةُ بديهتِه وفهمِه لكلِّ جزئيةٍ من جزئياتِ الرسالةِ، فتمنحُه اللجنةُ الشهادةَ العالميةَ (الدكتوراه) بدرجةِ ممتازٍ، وكانَ أوَّلَ من أخذَ درجةَ امتيازٍ ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير