تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فكتبتُ رداً مع بعض الإخوة قديماً على قولك ولقائك الغريب العجيب.

ولما شاء الله أن أرحل للأردن والتقيت بك عرفت ذلك عنك عن قرب، فأعطيتُك الردَّ في مجموعة أوراق، ولكنك للأسف لم تقرأها! والسبب أني رأيت بأمَّ عيني أنها مكثت في مكتبك شهوراً بل على زاوية من الأوراق المهملة. (الأرفف التي أمامك الموضوعه على الحائط في المكتب الذي أجلس عليه)

فبالله عليك يا أستاذ كيف تريد أن تعرف الحق في المسألة؟ وقد لمست منك أمران وكنتُ حريصاً على تغيير هذه الفكرة عندك (من باب نصح التلميذ للأستاذ):

الأول: وهو خطير؛ أنك لم تتجرَّد من رأيك السابق؛ وعلمت هذا من خلال التحاور معك لسرعة ردك قبل إنهاء الدليل؛فالعجلة ظاهرة في ردك غفر الله لك.

الثاني: عزوفك عن القراءة حين طلبت الردَّ وأحضرته لك، ولم تفعل.

أستاذي الكريم:

ربما قسوت بكلامي عليك، وأخشى ان يكون هذا من سوء أدب التلميذ مع أستاذه، وما كان ينبغي علي أن أفعل لو لا أن بعض النصح قد يحتاج إلى ... ! غير أن محبة الحق أحب إلينا من محبة الخلق. (ومثلك يعذر)

على كل الشيخ القرطبي رحمه الله أجاب على هاته الأسئلة في تفسيره لآية سليمان عليه السلام الآنفة الذكر. ولا أقول إلا زادك الله توفيقاً وعلماً نافعاً ومعتقداً صالحاً وعملاً متقبلاً.

واما الشواهد الشعرية في لغة العرب فكثيرة , ومنها:

1_ قال السراج القاري في كتابه (مصارع العشاق) عن ابن دريد الأزدي (ت 321هـ):

صارَمتِهِ فَتَواصَلَت أَحزانُهُ ... وَهَجَرتِهِ فَتَهاجَرَت أَجفانُهُ

قَالَت تُعَرِّضُ مَسُّ شَيطانٍ بِهِ ... بَل أَنتِ حينَ مَلَكتِهِ شَيطانُه 2_

2_ وقال أبو منصور الثعالبي في كتابه (يتيمة الدهر):

في ترجمة أبي طالب عبد السلام بن حسين المأموني (ت383 هـ)، وله في الجمر والمدخنة:

وقوارة من أديم الصخور ... تخيم في حلل الخيزران

تفري قطاعا كعرف الحبيب ... وترقى وليس بها مس جان

3_ _ وقال ابن المقرِّب العيوني (ت 629 هـ):

فَتُزعِجُها حَتّى كَأن قَد أَصابَها ... مِنَ المَسِّ ما لا يُتَّقى بِالتَمائِمِ

وقال أيضاً:

وَهَيبَةٌ لَو سُلَيمانُ النَبيُّ أَتى ... بِها الشَياطِينَ أَهلَ المَسِّ وَاللَمَمِ

4_ وقال ابن درَّاج القسطلي (ت 421 هـ):

فَمنْ ذا الَّذِي مِنْ بُعْدِ أَرْضِي ومَشْهَدِي ... تَخَبَّطَهُ شيطانُ ضِغْني من المَسِّ

5_ وقال أبو العتاهية (211هـ):

أُمسي وَأُصبِحُ مِن تَذَكُّرِكُم ... وَكَأَنَّ بي طَرفاً مِنَ المَسِّ

6_ وقال أبو المعالي الطالوي (1014هـ):

وَجئنا حمى التَقديس وَاللَيلُ راقِدٌ ... وَقَد جُنَّ حَتّى لا يَفيقُ مِنَ المَسِّ

7_ وقال أبو نوَّاس (198هـ):

كَنَظَرِ المَجنونِ أَو ذي المَسِّ ... حَتّى إِذا أَقصَدَ بَعدَ الحَبسِ

8_ وقال الشريف الرضي (406هـ):

جِنَّيَّةٌ وَقَبيلُها بَشَرٌ ... عَظُمَ البَلاءُ بِها عَلى الإِنسِ

عَجَباً لَهُ إِذ جاءَ يَسأَلُ مِن ... مَسِّ الفُؤادِ رُقىً مِنَ المَسِّ

وفي ما ذكر كفاية لمن رام الحق

وذكرها ا يطول كثيراً؛ إذ بعضها صريح، وبعضها تلويح وآخر تعريج مليح.

وقد رفعتها لك ذات مرة ولكن كما سبق ذكره.!!

وإن كنت أعجب شدة اهتمامك الشديد من سنين على هذه المسألة الفرعية.

و سواء حصلت الموافقة أم لم تحصل؛ فماذا يكون بعد ذلك؟!.

ولكن أظنها: ردة الفعل من سوء تصرفات بعض الرقاة أصحاب الأموال هو ما دفعكم للنقم الشديد على المسألة ولكن ما هكذا تورد الإبل يا أستاذ.

ولله درُّ العلامة النقاد المعلمي اليماني رحمه الله رحمة واسعة حين قال:

((الناس تختلف مداركهم وأفهامهم وآراؤهم ولا سيما في ما يتعلق بالأمور الدينية والغيبية لقصور علم الناس في جانب علم الله تعالى وحكمته، ولهذا كان في القرآن آيات كثيرة يستشكلها كثير من الناس وقد ألفت في ذلك كتب، وكذلك استشكل كثير من الناس كثيراً من الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما هو رواية كبار الصحابة أو عدد منهم كما مر، وبهذا يتبين أن استشكال النص لا يعني بطلانه. ووجود النصوص التي يستشكل ظاهرها لم يقع في الكتاب والسنة عفواً وإنما هو أمر مقصود شرعاً ليبلو الله تعالى ما في النفوس ويمتحن ما في الصدور. وييسر للعلماء أبواباً من الجهاد يرفعهم الله به درجات.)) الأنوار الكاشفة

والله أعلم.

محبكم المقصر في حقكم

ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[06 Nov 2006, 12:08 م]ـ

اشكرك على هذه القسوة وانا ان شاء الله اتحمل من المخالف كل شيء ما عدا الشتائم ما دام يريد الحق لكن انا ايها التلميذ النجيب لم أسال عما كتبت انما سالت عن شيئ واضح لا علاقة له بالجواب فانا الان لا ابحث عن اصل المسالة وانما ابحث بحثا علميا عن وجه الاستدلال وهذا مطلب شرعي اظن انه لاغبار عليه ولا يستدعي تلك القسوة واما ما اشرت اليه فانا لم اهمل شيئا مما ياتيني وعدم الجواب وعدم الرد لا يعني الاهمال اذ قد يقرا الانسان شيئا يحسبه صاحبه ذا بال ولا يكون فما الداعي لاثارة الكلام حوله ولا داعي لهذه الظنون بي يا شيخ محمد

وانا استغفر الله من الخطا ولا اصر على شيء منه لكن عندما يستبين الخطا والمسالة كلها في ظني مسالة شهرت بغير تحقيق علمي

واما ماذكرته من الابيات فليس فيها ما يشهد على المعنى المبتكر والا فاين هو؟ ومن قال ان الشاعر اذا نطق بكلمة مس الجان اراد بها الدخول الى البدن وفعل ما تعلم

وفقك الله فانا اعلم انك من الطلبة المجدين ولست اظنك في حاجة الى القسوة على من يخالفك مهما كانت المخالفة فالله امر بالجدل بالتي هي احسن مع الكفار واهل الكتاب فان يكون مع المسلمين من باب اولى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير