وروى عنه: سفيان بن عيينة (ت: 197)، وعبد الصمد بن عبد الوارث، والهذيل بن حبيب، وغيرهم.
متهم بالكذب، والقول بالتشبيه، وهو مع هذا عالم واسع المعرفة.
قال علي بن الحسين بن واقد المروزي عن عبد المجيد من أهل مرو: (سألت مقاتل بن حيان، فقلت يا أبا بسطام: أنت أعلم أو مقاتل بن سليمان؟
قال: ما وجدت علم مقاتل في علم الناس إلا كالبحر الأخضر في سائر البحور) ينظر: تهذيب الكمال (28: 436).
وقال أبو الحارث الجوزجاني حكي لي عن الشافعي أنه قال: (الناس كلهم عيال على ثلاثة على مقاتل في التفسير، وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر، وعلى أبي حنيفة في الكلام) ينظر: تهذيب الكمال (28: 436).
وروي عن الربيع بن سليمان قال: (سمعت الشافعي يقول: من أراد التفسير، فعليه بمقاتل بن سليمان ... ).
وروي عن حرملة بن يحيى قال: (سمعت الشافعي يقول: من أحب الأثر الصحيح فعليه بمالك ومن أحب الجدل فعليه بأصحاب أبي حنيفة ومن أحب التفسير فعليه بمقاتل).
وفي رواية أخرى قال: (الناس عيال على هؤلاء الأربعة، فمن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ومن أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان).
قال إبراهيم الحربي: (وإنما جمع مقاتل تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع. ولو أن رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة، وشيبان عن قتادة كان يحسن أن يفسر عليه.
قال إبراهيم: لم أدخل في تفسيري منه شيئا.
قال إبراهيم: تفسير الكلبي مثل تفسير مقاتل سواء).
وقال حامد بن يحيى البلخي: (عن سفيان بن عيينة: أول من جالست من الناس مقاتل بن سليمان وأبو بكر الهذلي وعمرو بن عبيد وإنسان يقال له صدقة الكوفي، فكانوا يجتمعون خلف المقام، فيتذاكرون القرآن بينهم، فيقول مقاتل بن سليمان: حدثنا الضحاك، ويقول الهذلي: حدثني الحسن، ويقول صدقة: حدثني السدي، ويقول عمرو بن عبيد: حدثني الحسن.
فقال لي مقاتل بن سليمان ـ وأردت أن أخرج إلى الكوفة ـ إن كنت تريد التفسير فسل عن الكلبي، قال: فقدمت الكوفة، فسألت عن الكلبي، فقلت إن بمكة رجلا يحسن الثناء عليك، قال: من هو؟ قلت: مقاتل بن سليمان، فلم يحمده) ينظر في هذه النقول: تهذيب الكمال (28: 442).
وصف الكتاب:
ألَّف مقاتل تفسيرًا للقرآن، وكان طريقته في التأليف أنه ذكر من سيروي عنهم التفسير، ثمَّ سرده بدون إسناد، ولا نسبة الأقوال إلى قائليها، وقد انتقد على طريقته هذه.
قال راوي تفسيره أبو صالح الزيداني: الهذيل بن حبيب: (عن مقاتل بن سليمان، عن ثلاثين رجلاً؛ منهم اثنتي عشر رجلاً من التابعين، منهم من زاد على صاحبه الحرف، ومنهم من وافق صاحبه في التفسير، فمن الاثني عشر: عطاء بن أبي رباح، والضحاك بن مزاحم، ونافع مولى ابن عمر، والزبير (كذا)، وابن شهاب الزهري، ومحمد بن سيرين، وابن أبي مليكة، وشهر بن حوشب، وعكرمة، وعطية الكوفي، وأبو إسحاق الشعبي (كذا)، ومحمد بن علي بن الحسين بن علي، ومن بعد هؤلاء قتادة ونظراؤه، حتَّى ألَّفت هذا الكتاب.
قال عبد الخالق بن الحسن (1): وجدت على ظهر كتاب عبيد الله بن ثابت، عن أبيه = تمام الثلاثين الذين روى عنهم مقاتل؛ قال: حدثنا الهذيل، قال: رجال مقاتل الذين أخذ عنهم ـ سوى من سمَّينا ـ: قتادة بن دعامة، وسليمان بن مهران الأعمش، وحماد بن أبي سليمان، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن طاووس اليماني، وعبد الكريم وعبد القدوس صاحبي الحسن، وأبو روق، وابن أبي نجيح، وليث بن سُليم، وأيوب، وعمرو بن دينار، وداود بن أبي هند، والقاسم بن محمد، وعمرو بن شعيب، والحكم بن عتبة، وهشام بن حسان، وسفيان الثوري.
ثمَّ قال أبو محمد: قال أبي: فقلت لأبي صالح: لم كتب عن سفيان، وهو أكبر منه؟ فقال: لأنَّ مقاتل عُمِّرَ، فكتب عن الصغار والكبار.
قال أبو محمد: قال أبي: قال أبو صالح: بذلك أخبرني مقاتل) تفسير مقاتل بن سليمان، تحقيق: عبد الله شحاته (1: 25 ـ 26).
¥