تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ ويظهر من هؤلاء الذين ذكر أسماءهم أنه نقل عن بعض المحدثين أحاديث من طرقهم تتعلق بالتفسير، كما نقل عمن عُرفَ بالتفسيرِ.

ـ كما يظهر من قراءة كتابه أنَّ له أراءه الخاصَّة التي بثَّها في هذه النقول التي ذكر رواتُه الذين رواها عنهم.

ـ وقد ذكر راوي التفسير الهذيل بن حبيب بعض الآثار المتعلقة بالقرآن وتفسيره من طريق مقاتل ومن طريق غيره.

ومن ذلك ما ورد في الإسناد الآتي: (حدثنا عبيد الله، قال: وحدثني أبي، عن الهذيل، عن صيفي بن سالم، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن في قوله: ((أكاد أخفيها) قال: أخفيها من نفسي.

قال هذيل: ولم أسمع مقاتلاً) تفسير مقاتل: (3: 23)

كما قد يذكرها من بعده ممن روى التفسير عن الهذيل، ومن ذلك: (قال أبو محمد: قال أبو العباس ثعلب: قال الفراء: ((وما جعلناهم جسدًا)) إلا ليأكلوا الطعام) تفسير مقاتل (3: 72).

ـ وقد يورد آثارًا خلال التفسير لكنها قليلة.

ـ وهذا التفسير كاملٌ، وقد ذكر تفسير القرآن آية آية

ـ فيه عناية بتفسير القرآن بالقرآن، وبذكر النظائر.

قال: (((وعمل صالحًا ثم اهتدى)) [طه: 82]؛ يعني: عرف أن لعمله ثوابًا يجازى به؛ كقوله تعالى: ((وبالنجم هم يهتدون)) [النحل: 16]؛ يعني: يعرفون الطريق) تفسير مقاتل: (3: 36).

وقال: (((يومئذ يتبعون الداعي)) [طه: 108] يعني صوت الملك، وهو قائم على صخرة بيت المقدس، وهو إسرافيل عليه السلام، حين ينفخ في الصور ـ يعني: في القرن ـ لا يزيغون ولا يروغون عن يمينًا ولا شمالاً ـ يعني: لا يميلون عنه ـ؛ كقوله سبحانه: ((تبغونها عوجًا)) [آل عمران: 99]؛ يعني: زيغًا، وهو الميل.

((لا عوج له) يعني: عنه، يستقمون قِبَلَ الصوت. نظيرها: ((ولم يجعل له عوجًا)) [الكهف: 1] تفسير مقاتل: (3: 41)

ـ فيه عناية بذكر قصص الآي، ومنها أخبار بني إسرائيل.

ومن ذلك ما أورده في خبر عصا موسى عليه السلام، قال: (دفع جبريل عليه السلام العصا إلى موسى عليه السلام، وهو متوجه إلى مدين بالليل، واسم العصا نفعة) تفسير مقاتل: (3: 25).

ـ فيه عناية بمبهمات القرآن.

ومثاله ما ورد في تفسير قوله تعالى: (((إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى) [طه: 38]. قال: ((واسمها يوخاند)) تفسير مقاتل: (3: 27)

ـ عنايته بأسباب النُّزول، وبمن نزل فيه الخطاب، فيحمل بعض الآيات على أنها نزلت في فلان، أو قال فلان كذا فنزلت.

ومن ذلك ما ذكره في تفسير قوله تعالى: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي)) [طه: 124] قال: (يعني: عن إيمان بالقرآن. نزلت في السود بن عبد الأسود المخزومي، قتله حمزة بن عبد المطلب يوم بدر على الحوض) تفسير مقاتل: (3: 44).

وفي قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) [الحج: 3]، قال: (نزلت في النضر بن الحارث القرشي، وأمه اسمها صفية بنت الحارث بن عثمان بن عبد الدار بن قصي) تفسير مقاتل: 3: 115)

حال الاستفادة من التفسير:

1 ـ الكتاب نفيس جدًّا من جهة تفسير القرآن بالقرآن، وبحث هذا الموضوع من خلال الكتاب صالح، وفيه مادة علمية كثيرة.

2 ـ يمكن بحث ما قيل في معتقد مقاتل من تفسيره، ليظهر ما قيل فيه من الانحراف من عدمه.

فمثلاً تجد قوله في الاستواء، قال: (((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)) [طه: 5] في القديم، قبل خلق السموات والأرض، يعني: استقر) تفسير مقاتل: (3: 20 ـ 21)

كما ستجد غيرها مما يمكن أن يكوِّن بحثًا في هذه القضية.

3 ـ الكتاب بحاجة إلى عناية، ودراسة متوازنة في تفسير مقاتل، ومنهجه في هذا التفسير

.................................................

(1) هذا أحد رواة تفسير مقاتل، وسند الرواية لهذا التفسير كما يأتي: (أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عقيل بن زيد الشهرزوري ?، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن علي بن زادلج، قال: حدثنا عبد الخالق بن الحسن، قال (كذا): عبيد الله بن ثابت بن يعقوب الثوري المقرئ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الهذيل بن حبيب: أبو صالح الزيداني، عن مقاتل …). تفسير مقاتل بن سليمان، تحقيق: عبد الله شحاته (1: 25)، وقد ذكر البيهقي سنده إلى تفسير مقاتل، قال: (وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أنبأ عبد الخالق بن الحسن ثنا عبيد الله بن ثابت عن أبيه عن الهذيل عن مقاتل بن سليمان قال ثم إنما قال الله عز وجل إلا ما قد سلف يعني في نساء الآباء لأن العرب كانوا ينكحون نساء الآباء ثم حرم النسب والصهر ولم يقبل إلا ما قد سلف لأن العرب كانت لا تنكح النسب والصهر وقال في الأختين إلا ما قد سلف لأنهم كانوا يجمعون بينهما فحرم جمعهما جميعا إلا ما قد سلف قبل التحريم إن الله كان غفورا رحيما لما كان من جماع الأختين قبل التحريم). السنن الكبرى (7: 163).

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير