إلى آخر الآيات التي جاءت فيها هذه المفردة بأحوال الكلمة الثلاث؛ الماضي، والمضارع، والأمر.
ثم إن مفردة (حكى) من الحكاية أي: أتى بمثله وشابهه.
وعليه فإن قول القائل حكى الله قصة كذا، تفيد أنها مماثلة لما وقع من القصة ومشابهة لها، لا نقل عين ما وقع! والله جل في علاه قد قصَّ لنا ما قع حقيقة وكما وقع لا غير ألبتة، ولهذا قال سبحانه (بالحق) أي المطابق للواقع بعينه. .
ولذا يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله {بِالْحَقِّ}:
أي: على الجلية والأمر الذي لا لبس فيه ولا كذب، ولا وَهْم ولا تبديل، ولا زيادة ولا نقصان، كما قال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقّ} [آل عمران:62] وقال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ} [الكهف:13] (3/ 82 السلامة)
فإذا عُلِمَ هذا؛ فالصواب والله أعلم أن نتابع كلام ربنا سِيَّما فيما يخبر الله به عن نفسه.
فيقال: قصَّ الله لنا في كتابه عن سيرة نبيِّه موسى عليه السلام.
وقصَّ لنا عن أحوال بني إسرائيل. وهلمَّ جرَّا.
وقد بحثت في السنة (الكتب التسعة) فلم أظفر بهذه المفردة.و الله أعلم
هذه حلقة من حلقات (مصطلحات خاطئة في التفسير) هذه باكورتها
وستكون القادمة بحول الله قولهم: (القرآن صالح لكل زمان ومكان)
فأرجو من الشيخ العلامة الدكتور مساعد النظر فيما رُقِم وإفادتي بالصواب.
ونظركم اوجه رفع الله قدركم.
أما موضوع النقاش فلن آتي بجديد ومن خير ما قرأتُ ما سطَّره الشيخ الفاضل فهد الوهبي في موضوعه المتميز وبتنكيتٍ رائع بعنوان:
نظرات في موقف المعاصرين من الإسرائليات
فانظره هنا على حلقات:
1) الأولى ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=209)
2 ) الثانية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=249)
3 ) الثالثة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=343&highlight=)
وأمَّا الأسئلة التي ذكرتموها رفع الله قدركم؛ فلعلي أنشط بتسطير ما يكون فيه نفع إن شاء الله.
ودمتم على الخير أعواناً
والله أعلم.
ـ[خادم الكتاب والسنة]ــــــــ[30 Nov 2006, 01:56 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Nov 2006, 02:35 م]ـ
أحسنت أبا العالية، وشكر الله لك هذا التنبيه المفيد، ولقد كنت قرأت في هذه العبارة نقدًا لبعض العلماء، ومنه ما هو مسطور في مقدمة تفسير ابن عطية في باب عقده بعنوان (في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى).
وهي عبارة قد شاعت بين المفسرين وغيرهم، ولاشكَّ أن التأدب في التعبير عن الله هو المقام الأمثل، وهو المطلب المرتجى، لكن قد يجيء الإخبار عنه بعبارات مثل هذه العبارة، وليس في ذهن القائل بها ذلك النقص المتوهم الذي أشرتم إليه، فيوخذ هذا من باب المسامحة في التعبير، والله أعلم.
ولعلي أتنبه لهذه اللفظة في ما يستجد، فأبدلها بما ذكرتم من عبارة القرآن ما دامت موفية بالمقصود، والله الموفق.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Nov 2006, 02:58 م]ـ
أخي أبا مجاهد، أحسن الله إليك بهذه النقول النافعة، ولازال الموضوع يحتاج إلى بحث ومدارسة، ومن باب الفائدة أقول:
إن لبعض السلف مذهبًا، وهو التحرُّز من الرواية عن بني إسرائيل، ويشير إلى هذا ما رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (5: 476)، قال: (قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش قال: قلت للأعمش ما لهم يتقون تفسير مجاهد؟ قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب).
ولا يخفى ما سبق طرحه من قول ابن عباس فيما رواه البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدث تقرؤونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا؟ ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم). (رقم الحديث:6929).
ومن النقول في اعتذار العلماء لمن يروي الإسرائيليات ماقال الذهبي ـ في ميزان الاعتدال في ترجمة محمد بن إسحاق ـ: (وقال ابن أبي فديك: رأيت ابن إسحاق يكتب عن رجل من أهل الكتاب.
قلت: ما المانع من رواية الاسرائيليات عن أهل الكتاب مع قوله صلى الله عليه وسلم: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج.
وقال إذا حدثكم أهل الكتاب فلا
تصدقوهم ولا تكذبوهم، فهذا إذن نبوى في جواز سماع ما يأثرونه في الجملة، كما سمع منهم ما ينقلونه من الطب، ولا حجة في شئ من ذلك، إنما الحجة في الكتاب والسنة.
ولعلنا نشترك في استخراج نصوص العلماء في هذا الموضوع، لتكون عونًا لمن أراد أن يحرر هذا الموضوع، ويخرج برأي معتدل صائب، بدلاً من النتائج المسيقة التي نراها في بعض الكتب التي كُتِبت عن الإسرائيليات، والله الموفق.
¥