ـ[الميموني]ــــــــ[05 Dec 2006, 05:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كنتُ مسافراً ولم أطلع على ما دار من حوار مفيد. وأشكر مداخلتكم الكريمة. و هذا جواب موجز كتبته اليوم.
و أقول مقصود كلامي واضح في قولي: (ترجيحات الأئمة الكبار في التفسير ينبغي أنْ يتأمّلها من أراد التمكّن من التفسير وينظر إلى ما فيها من دقائق الترجيح و الاستدلال، ولنضرب مثلاً .. و إمام المفسرين الطبري له ترجيحات غاية في الأهمية و النفاسة تدلّ عظيم منزلته من العلوم الشرعية و تبرهن على إمامته .. ) الخ.
و ما ذكرته هو مجرد مثال على قضية خاصة من قضايا أهم و أشمل تدخل تحت عبارتي و القضية الخاصة هي ما قد يقع من التعجل في الحكم على كلام الإمام الطبري و لم أقصد إلى التمثيل بما يتعلق بدقائق و نفائس ترجيحاته و تدليلاته و هو المقصود من كلامي.
و بخصوص كلام الشيخ محمود شاكر – رحمه الله - الذي تكرم بنقله أخي الكريم الشيخ أبي مجاهد العبيدي – حفظه الله – فقد كنت اطلعت قبل أن أضع المشاركة على كلام الشيخ محمود شاكر و لم ترق لي بعض عباراته هنا ..
وعندي أن في بعض كلام الشيخ محمود الشاكر ما لا يلزم الطبري و فيه نوع تحامل على إمام المفسرين فهو لم يأت ببدع من القول فقد سبق إلى هذا القول.
و أمّا ترجيح الطبري هنا لمعنى الكرسي أنه العلم فلا تناقض فيه فقد بين أنّ الأولى الأخذ بما دلّ عليه الحديث ثم بين أن السياق القرآني عنده دلّ على ترجيح القول الآخر، والترجيح بالسياق لا يتعارض مع الترجيح بالحديث هنا إذ ليس في صحيح الحديث هنا أنّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فسّر المراد بالكرسي في الآية فالمقصود أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لم يثبت عنه أنه فسر الكرسي في الآية لا بعلم الله ولا بالكرسي أو العرش
ثمّ لا شك أنّ في تفسير الكرسي بالعلم خروجاً عن الظاهر لكنه خروج باجتهادٍ صحيح و إن كان في نظري اجتهادا مرجوحاً. و خبر عبد الله بن خليفة الذي رواه عنه السبيعي بين ابن كثير علته. وموضوع الترجيح بين الأقوال هنا لم يكن هو المقصود من كلامي أصالة.
ـ[الميموني]ــــــــ[05 Dec 2006, 05:20 م]ـ
و أما سؤال د/ جمال جزاه الله خيراً فأقول نعم يوجد في كلام الطبري و غيره أيضا اختلاف الترجيح في الكلمة باختلاف سياقها و هو كثير و مما يحضرني الآن:
اختلاف ترجيحه لمعنى ظن فردّ على من جعلها بمعنى أيقن في قوله تعالى: (إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ) في سورة البقرة هذا مع كونه يثبت مجييء ظن بمعنى اليقين و يقول بأن معنى (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) أنه اليقين و يقول في معنى قوله: (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ) إنه بمعنى علمتُ و كمثل ترجيحه لمعنى الظلم بحسب السياق و ولمعنى الفرقان بحسب السياق و لمعنى القنوت بحسب السياق.
و الكلام هنا في هذه المشاركات بنبغي في نظري أن يبنى على الإيجاز لأن القص و اللزق مما يسهل اليوم فلهذا آثرت الإيجاز ههنا
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[11 Dec 2006, 10:56 ص]ـ
ماذكره الدكتور مساعد حفظه الله هو ماقال به الاستاذ طه محد نجار رمضان في كتابه أصول الدين عند الإمام الطبري من ان الأمر يرجع إلى تنازع القواعد عند الطبري إلا أنه نبه إلى أمرين أن الطبري يثبت الكرسي على ماجاء به الأثر بغض النظر عما إذا كان هو المراد بهذه الاية والثاني أن ماروي عن ابن عباس رضي الله عنهما هو مع ضعفه مخالف لما صح عنه ثم ذكر الرواية الصحيحة عن ابن عباس وقول ابي منصور الأزهري وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم فقد أبطل)
ص 287 أصول الدين عند الطبري وهو رسالة ماجستير مقدمة إلى قسم الفلسفة الإلسلامية في كلية دار العلوم جامعة القاهرة بإشراف ا. د مصطفى محمد حلمي
ـ[الميموني]ــــــــ[22 Dec 2006, 10:14 م]ـ
القول بأن المراد بالكرسي العرش أرجح من غيره لأن إطلاق الكرسي بمعنى العلم لغة إما لغة قليلة أو شاذة و حمل ألفاظ الكتاب على المتبادر من معانيها لغة ما لم يدل الدليل على صرفه عن ظاهره أقوى. ...
و ما تفضل بذكره د/ مساعد حفظه الله و د / فهد الرومي مفيد. و أمّا كلام الأزهري (ت: 370هـ) فقد أحلت عليه وكلام الإمام ابن الأنباري: (ت: 328هـ) أحسن منه مع أن ابن الأنباري أجل و أقدم و أعلم بالحديث و بعلوم القرآن من الأزهري رحمهما الله.
و المقصود أن الطبري لم ينكر ورود الكرسي بمعنى العرش كما هو بين من كلامه و لكن التطرق بمثل هذا الترجيح للقدح في الأئمة الكبار كالطبري أو لمزهم مما يحذر منه و يخشى على أصحابه.