تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قبل أن أدلف إلى صلب الموضوع، يحسن بي، أن أبين بكلامٍ موجزٍ عن الوصف بـ (الرافضة) المذكور في العنوان، وحقيقته وأصله، وموقف الشيعة منه. إن التسمية بـ (الرافضة) قد أطلقه جماعة من العلماء على الطائفة الشيعية الإثنى عشرية، وممن أطلق عليهم تلك التسمية ابن حزم (الفصل في الملل والأهواء 4/ 157)، والأشعري (مقالات الإسلاميين1/ 88)، وغيرهما. ولما كان إطلاق تلك التسمية كان على سبيل الذم، بدأت الرافضة في اختلاق أحاديث - وهو عندهم أمر مستساغ وطبعي - في مدح هذا الاسم، تطييباً لنفوس أتباعهم، ومن ذلك ما أورده شيخهم المجالسي في كتابه (بحار الأنوار) حيث روى في حديث طويل (( .. ولقد حدثني الصادق عليه السلام أن أول من سمي الرافضة السحرة الذين لما شاهدوا آية موسى في عصاه آمنوا به واتبعوه، ورفضوا أمر فرعون، واستسلموا لكل ما نزل بهم، فسماهم فرعون الرافضة لما رفضوا دينه، فالرافضي كل من رفض جميع ما كره الله، وفعل كل ما أمره الله، فأين في هذا الزمان مثل هذا؟ ... )) (65/ 157) وذكر أحاديث كثيرة في ذلك .. ولكن الرافضة لا تجيب عن سبب تسمية ذلك على سبيل الذم والسب لهم؟؟ وقد ذكرت المصادر الأخرى سبباً يتعلق بموقفهم من خلافة الشيخين يقول أبو الحسن الأشعري " وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر " (1/ 88)، ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية قول الأشعري وعقب عليه بقوله " قلت: الصحيح أنهم سموا رافضة لما رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما خرج بالكوفة أيام هشام بن عبدالملك " (2/ 130). وقد ذكر القفاري الجمع بين ذلك فقال " وهذا الرأي لابن تيمية يعود لرأي الأشعري لأنهم ما رفضوا زيداً إلا لما أظهر مقالته في الشيخين ومذهبه في خلافتهما .. (1/ 105) فمن هنا يتبين أن إطلاق اسم (الرافضة) على الشيعة، لا تحبه الشيعة ولا ترضاه، بل وتنفر منه، مع ما ورد عندهم من أحاديث تثني على تلك التسمية - كما سبق -، فمن الأفضل أن لا يطلق عليهم ولا يسمون إلا بما يكرهون، للدلالة على خبثهم، وأصلهم الذي بنوا عليه مذهبهم وهو سب الصحابيين الجليلين أبي بكر وعمر - رضي الله تعالى عنهما -. ولهذه الطائفة أصول في التفسير بنوا عليها تفاسيرهم الكثيرة، والطويلة، وسأبين في المباحث القادمة أصولهم مع ذكر الأمثلة عليها من كتبهم، والتعريج على كتبهم القديمة، والحديثة. المبحث الأول: أصول التفسير عند الرافضة. طرقهم في التفسير تتفق مع بعض طرق أهل السنة والجماعة، وذلك في تفسيرهم القرآن بالقرآن، ثم بأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم .. ومن الأمثلة على تفسيرهم القرآن بالقرآن ما ورد في تفسير أبي حمزة الثمالي-وهو أحد التفاسير المعتمدة عندهم- عند قوله تعالى: (وأما القسطون فكانوا لجهنم حطباً ولو استقموا على الطريقة لأستقينهم ماءً غدقاً لنفتنهم فيه) الآية. قال (((لنفتنهم فيه) أي لنختبرهم بذلك، ودليله (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبوب كل شئ حتى إذا فرحوا بمآ أوتوا أخذنهم بغتة))) (62) وكذلك ما أورده الطباطبائي في (الميزان) في بيان منهجه في التفسير ((وثانيهما: أن نفسر القرآن بالقرآن ونستوضح معنى الآية من نظيرتها بالتدبر المندوب إليه في نفس القرآن، ونشخص المصاديق ونتعرفها بالخواص التي تعطيها الآيات، كما قال تعالى: (و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) الآية، وحاشا أن يكون القرآن تبيانا لكل شئ ولا يكون تبيانا لنفسه .. )) (1/ 11). أما تفسيرهم بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم ما أورده الثمالي عند قوله تعالى (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا) قال ((الأسير المرأة، ودليل هذا التأويل: قول النبي صلى الله عليه وآله " استوصوا بالنساء خيرا فهن عوان عندكم " أي أسيرات)) (63). ولكنهم يرفضون ما رواه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويردون رواياتهم كلها إلا ما صح من طرق أهل البيت حيث يقول محمد الحسين آل كاشف الغطاء عن فرقته الإمامية ومذهبهم في قبول الروايات ((إنهم لا يقبلون من السنة إلا ما صح لهم من طرق أهل البيت)) (أصل الشيعةوأصولها79) أما الإجماع فليس حجة بنفسه إلا إذ كان الإمام المعصوم من المجمعين، يقول محمد باقر الحكيم في حديثه عن البسملة في تفسير سورة الحمد (140) ((

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير