تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإلاَّ لما عرفها أما المشهور في الأحرف التي نكتب بها الآن فكما قال السيوطي في المزهر ونقله عنه صاحب المطالع المصرية ما نصه المشهور عند أهل العلم ما رواه ابن الكلبي عن عوانة قال أول من كتب بخطنا هذا وهو الجزم مرامر بن مرة وأسلم بن سدرة وعامر بن حدرة كما في القاموس وهم من عرب طيء تعلموه من كتاب الوحي لسيدنا هود عليه السلام ثم علّموه أهل الأنبار ومنهم انتشرت الكتابة في العراق والحيرة وغيرها فتعلمها بشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل وكانت له صحبة بحرب بن أمية فتعلم حرب منه ثم سافر معه بشر إلى مكة فتزوج الصهباء بنت حرب أخت أبي سفيان فتعلم منه جماعة من أهل مكة فبهذا كثر من يكتب بمكة من قريش قبيل الإسلام ولذا قال رجل كندي من أهل دومة الجندل يمن على قريش بذلك ولذا قال رجل كندي من أهل دومة الجندل يمن على قريش بذلك:

لا تجحدوا نعماء بشر عليكم ** فقد كان مَيمون النقيبة أزهرا

أتاكم بخط الجزم حتى حفظتموا ** من المال ما قد كان شتى مبعثرا

وأتقنتموا ما كان بالمال مهملا ** وطأمنتموا ما كان منه مبقرا

فأجريتم الأقلام عوداً وبدأة ** وضاهيتم كتاب كسرى وقيصرا

وأغنيتم عن مسند إلى حميرا ** وما زبرت في الصحف أقلام حميرا

قال وكذلك ذكر النووي في شرح مسلم نقل عن الفراء أنه قال إنما كتبوا الربا في المصحف بالواو لأن أهل الحجاز تعلموا الخط من أهل الحيرة ولغتهم الربوا فعلموهم صورة الخط على لغتهم. تنبيه آخر" الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ " لا يمنع تعليمه تعالى بغير القلم كما في قصة الخضر مع موسى عليه السلام في قوله تعالى فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَآ ءَاتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا " وكما في حديث نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها الحديث وكما في حديث الرقية بالفاتحة لمن لدغته العقرب في قصة السرية المعروفة فلما سأله صلى الله عليه وسلم وما يدريك أنها رقية قال شيء نفث في روعي وحديث علي لما سئل هل خصكم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعلم قال لا إلا فهماً يؤتيه الله من شاء في كتابه وما في هذه الصحيفة وقوله واتقوا الله ويعلمكم اللَّه نسأل الله علم ما لم نعلم والعلم بما نعلم وباللَّه التوفيق كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّءَاهُ اسْتَغْنَى ظاهر هذه الآية أن الاستغناء موجب للطغيان عند الإنسان ولفظ الإنسان هنا عام ولكن وجدنا بعض الإنسان يستغني ولا يطغى فيكون هذا من العام المخصوص ومخصصه إما من نفس الآية أو من خارج عنها ففي نفس الآية ما يفيده قوله تعالى أَن رَّءَاهُ أي إن رأي الإنسان نفسه وقد يكون رأياً واهماً ويكون الحقيقة خلاف ذلك ومع ذلك يطغى فلا يكون الاستغناء هو سبب الطغيان ولذا جاء في السنة ذم العائل المتكبر لأنه مع فقره يرى نفسه استغنى فهو معنى في نفسه لا بسبب غناه أما من خارج الآية فقد دل على هذا المعنى قوله تعالى فَأَمَّا مَن طَغَى وَءاثَرَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِىَ الْمَأْوَى فإيثار الحياة الدنيا هو موجب الطغيان وكما في قوله الَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلاَّ ومفهومه أن من لم يؤثر الحياة الدنيا ولم يحسب أن ماله أخلده لن يطغيه ماله ولا غناه كما جاء في قصة النفر الثلاثة الأعمى والأبرص والأقرع من بني إسرائيل وقد نص القرآن على أوسع غنى في الدنيا في نبي الله سليمان آتاه الله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ومع هذا قال: " إِنِّى أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِى حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَىَّ " وقصة الصحابي الموجودة في الموطأ لما شغل ببستانه في الصلاة حين رأى الطائر لا يجد فرجة من الأغصان ينفذ منه فجاء إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم وقال يارسول اللَّه إني فتنت ببستاني في صلاتي فهو في سبيل اللَّه فعرفنا أن الغنى وحده ليس موجباً للطغيان ولكن إذا صحبه إيثار الحياة الدنيا على الآخرة وقد يكون طغيان النفس من لوازمها لو لم يكن غنى إن النفس لأمارة بالسوء وأنه لا يقي منه إلا التهذيب بالدين كما قال تعالى:" وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِى الاٌّ رْضِ وَلَاكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير