ـ[أحمد القصير]ــــــــ[25 Dec 2006, 01:02 م]ـ
http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=162
ـ[أبو جواد]ــــــــ[25 Dec 2006, 04:30 م]ـ
أشكر الأخوين الأستاذ أحمد والأستاذ مروان على هذا التجاوب والتفاعل المثمر مع الموضوع، وأريد أن أطرح سؤالا: ألا ترون ـ سادتي ـ أن بعض المهتمين بالتفسير يعيبون على الإسرائيليات والموضوعات، ويدافعون عن آيات الكتاب العزيز من أن تتناولها القصص المختلقة، في حين أنهم يجعلونها منطلقا في تفسير الآيات المناقضة لها؟؟ وكان الأولى بهم ـ في ظني القاصر ـ أن لا يعيروها اهتماما، وأن يسيروا بعيدا عنها في تفسير الآيات، وأن لا يكون ورود تلك الإسرائيليات مشوشا ـ ولو بدرجة ما ـ على تناول المفسر لمعنى الآيات ..
وعليه؛ فإذا ضربنا صفحا عن المختلقات في تفسير هذه الآية، فكيف يكون تفسيرها؟
ـ[محمدغراب]ــــــــ[26 Dec 2006, 09:33 م]ـ
ومن اراد زيادة الانتفاع بأدلة بطلان القصه فعليه بكتاب العلامه الالبانى
نصب المجانيق فى نسف قصة الغرانيق
وفقنا الله تعالى لما يحب ويرضى
ـ[روضة]ــــــــ[27 Dec 2006, 02:25 م]ـ
كتب الدكتور أحمد نوفل بحثاً ـ من سلسلة (مشكلات تفسيرية) ـ حول قوله تعالى: { ... إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} الحج 52، وفي نهاية البحث لخص نتائج البحث بما يلي:
1. المعنى اللغوي ـ كما تورده المعاجم والقواميس ـ هو المدخل لتفسير آيات كتاب الله، ومعنى كلمات القرآن ومفردات تركيبه، ولكن المشكل في المعنى اللغوي أن كل ما صح لغة ليس يصح بالضرورة في تفسير الكلمة أو المفردة أو التركيب في السياق القرآني، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المعاجم عكست اتجاه السير أحياناً، فأخذت من التفاسير وضمّنت المعاني في المعاجم حتى ليظن الظانّ أن المعنى هو هكذا بأصل الوضع اللغوي، وربما لا يكون كذلك، وهي مسألة تحتاج إلى جهد كبير، ولكنا نكتفي بالإشارة إلى المشكل وطرحه على بساط البحث، ونقول تفريعاً: إن (تمنى) تجلٍّ كامل لهذا المشكل، فإننا في شكّ كبير من أن من معاني (تمنى) لغة (تلا)، وإنما التمني هو المعروف. . .
2. ليس لقوله تعالى: {إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} سبب نزول، حتى نضطر إلى ربط الآية بسبب نزول حسب من توسعوا في البحث عن أسباب النزول، كما توسعوا في الناسخ والمنسوخ، ذلك أن الآية تبين سنة عامة وناموساً جرى على كل الرسل ليس يرتبط بسبب نزول، ثم إن الذي ذكروه سبب نزول ترتب على نزول الآية ولم تترتب الآية عليه، والأصل أن سبب النزول هو الذي يترتب على وروده أو وجوده وحدوثه نزول آيات، لا الذي يترتب هو على نزول الآيات، فسجود المشركين حدث ترتب على آيات النجم ـ إن سلم سنداً ومتناً ـ والإلقاء المزعوم من الشيطان في الآيات ليس يتصور سبب نزول.
3. الربط بين آيات النجم وآية الحج ليس عليه دليل ولا ثمة إشارة إلى تزامن السورتين سوى هذه الرواية المتهافتة سنداً ومتناً، وكما قال بعض سادتنا، فإن أعداء الله لم يكتفوا بالإساءة إلى سورة النجم، فتعدوه بالإساءة إلى أختها سورة الحج، وحاشا لسور كتاب الله، وحاشا لأنوار كتاب الله أن تطفئها أفواه الكفرة: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ} التوبة 32.
4. جاء على الأمة وقت لعبت فيه الرواية والإسناد والتفسير بالمأثور دوراً رئيساً في حياة التفسير وسائر العلوم، واستغل أعداء الله هذه المسألة فركّبوا الأسانيد لروايات موضوعة، وركبوا السهل والوعر والذلول والصعب، حتى الذين نقدوا روايات الغرانيق، أقصى ما وصلوا إليه أنها روايات مرسلة، واختلفوا بعد ذلك بين معتمد للمرسل، ومضعّف له، مع أنها مسالة أصل الأصول، وكلية كبرى من الكليات كان ينبغي أن ينصبّ النقد على رفض مثل هذه الترهات؛ لأنها تمسّ أصل الوحي وتمسّ بالتالي مجمل العقيدة ... لا التركيز على علة الإرسال، وهو عند قوم يحظى بالقبول، وعند قوم لا يلقى الإقبال.
5. القرآن علمنا قاعدة ذهبية، وسلّمنا مفتاحاً مهماً من مفاتح فهم آياته، ذلكم هو ردّ المتشابه إلى المحكم، وإنّا إن طبقنا هذه القاعدة على الآية المشكلة التي معنا استبان لنا أن معنى الآية لن يكون على ما قالت معظم التفاسير، وإنما سيستبين لنا في ضوء ذلك المحكم أن كتاب الله لا تتسلط عليه الشياطين، ولا تتنزل على القلب الطهور الأطهر، ولا تقترب من الحمى الأقدس، وإنما أوقعنا في هذه الغثاثات والأضغاث من الفهم عدم ردّ المتشابه إلى المحكم.
6. على ضوء سياق سورة الحج واستقراء اللفظة في القرآن والتفاسير الأصولية الأصلية المعتمِدة صحيح النقل وصريح العقل، نجد أن التمني لا يخرج عن معناه المشهور المتبادر، في اللسان وفي السياق سيان، وهو ترجّي إسلام القوم وهدايتهم، ولكن الشيطان الذي نذر نفسه وجندها لحرب كلمة الله ودعوة الله قعد للمدعوين بالمرصاد يثير في عقولهم الشبهات، وفي نفوسهم الشهوات؛ ليصدهم عن سبيل الله ودعوة الله وأنبياء الله، لكن الله الذي كتب لرسله الغلبة، ولكلماته التمام والفلج، وللحق الظهور والبقاء في الأرض، أزهق وساوس الشياطين وإلقاءاتها، وأظهر دعوة رسله وخاتمهم، وذهب الزبد جفاءً، وانتشرت شمس الحق وظهرت، واندحرت جيوش الظلام، ثم داول الله الأيام، ولكن تمام الكلام، وسير الأمور قدماً إلى الأمام، كل ذلك من سنن الله؛ لنرى كيف يظهر دين الحق على الدين كله، ويذهب الزبد جفاء من جديد، ويقذف الله الحق على الباطل فيدمغه ويزهقه، وتتم كلمة الله صدقاً وعدلاً ... أما أن يتمكن الشيطان من الوحي ومن رسول الله، فهذا وهم المبطلين وصدّقهم مغفلة المؤمنين ...
¥