تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو جواد]ــــــــ[27 Dec 2006, 03:30 م]ـ

أشكر الأخت الفاضلة روضة جزيل الشكر على هذه المداخلة الرائعة والتي حققت بها ـ بفضل الله عز وجل ـ هدفي من طرح مثل هذا الموضوع في هذا المنتدى المبارك ..

بالفعل فإن من يطالع أقوال سادتنا العلماء رحمهم الله تعالى ممن تناولوا كتاب الله عز وجل بالتفسير يقف في بعض المواضع حائرا من عدم إشباع المعنى القرآني حقه رغم الإطالة في تناول الآيات وألفاظها كما هو معنا في هذه الآية .. هذا من جانب، ولقد عزمت على أن أستعرض مواضع من أقوال بعض كبار المفسرين كالطبري والرازي والقرطبي وابن كثير وغيرهم في هذه الآية كدليل على الوقوف حيرة من عدم إشباع المعنى القرآني أو الاضطراب الذي قد يصيب ذهن القارئ أثناء مطالعة كلامهم رحمهم الله تعالى؛ ولكن مداخلة الأخت الكريمة روضة جعلتني أستبق المراحل التي كنت أنوي اتباعها لأصل إلى المرحلة الأخيرة ..

ومن جانب آخر: عدم الاستفادة من بعض الأقوال المأثورة والتي ينقلها مثل الطبري والتي تكون أوجه في بيان المعنى القرآني، وأقرب لطبيعة اللغة من الأقوال التي اعتمدها أو على الأقل دار حولها جل المفسرين تباعا، وتتضح هذه النقطة من النقل الذي سأنقله تاليا إن شاء الله تعالى ..

والجانب الأخير: وينبغي ـ في ظني ـ أن يكون محور اهتمام المفسرين أو المهتمين بالتفسير في هذا العصر، وهو الاهتمام الكلي بتفسير القرآن بالقرآن، وهو الذي أجمع العلماء والمفسرون على أنه أولى وأعلى مراتب التفسير، لست أعني به النهج المتبع في مثل تأليف الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى في (أضواء البيان) أو نهج ابن كثير في تفسيره لبعض الآيات، لست أعني هذا النهج فقط، فهو وإن كان نهجا مفيدا ومهما في التفسير إلا أنه ليس الوحيد، وما أعنيه هو الاهتمام بترابط الآيات في الموضع الواحد من السورة، وعدم اجتزاء الآية وتفسيرها على أنها وحدة مستقلة مجتزأة من سياقها الذي قد لا يكون هو بالضرورة الآيتين أو الثلاث قبلها أو بعدها، وإنما هو سياق عام قد يطول ليشمل السورة كلها في وحدة موضوعية، لها أهميتها البالغة في توجيه معنى الجزء من الآية أوترجيح معنى على معنى آخر، وقد يقصر ليشمل الآيتين قبلها أوبعدها، وطبعا أعني الارتباط الوثيق بالمعنى القرآني وليس مجرد الاشتراك في نفس القصة أو سبب النزول، وإنما هو ارتباط قد يكون من باب القصة والدروس المستفادة منها مثلا، أو الأحكام المترتبة عليها ونحو ذلك مما له تأثير في المراد من سياق الآيات على حسب الطاقة البشرية .. ولعل هذا الكلام النظري كله يتضح مما سأنقله الآن من كلام سيد قطب في تفسيره الرائع الماتع (في ظلال القرآن)، وهو أول من رأيته يتبع هذا النهج القرآني البديع في التفسير، ولعل ذلك كونه من المعاصرين، واستفاد من رواد التجديد الذين لم أطلع على تفاسيرهم ـ للأسف ـ أو نظراتهم في بعض الآيات بقدر ما اطلعت على تفسير الظلال، من أمثال طنطاوي جوهري، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا في (المنار)، ولعل كونهم من الرواد وكون سيد متأخرا عنهم مما ساعده على تلافي ما وقعوا فيه وشُنّع عليهم به، فرحمهم الله تعالى جميعا وأثابهم على ما قدموا لكتاب الله عز وجل .. ثم سمعت فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله يختار هذا الرأي في تفسير هذه الآية بالذات على ما سأنقله بإذن الله تعالى .. وعذرا على الإطالة

ـ[أبو جواد]ــــــــ[27 Dec 2006, 05:41 م]ـ

أود أن أضيف قبل أن أبدأ في النقل عن سيد قطب رحمه الله؛ أن الأكثرين على أن معنى (تمنى) في قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم. ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ... } تتابع الأكثرون على أن معناها: (قرأ وتلا)، وفسروا الآية بناءا على ذلك، ولاحظ هنا أنهم جعلوا قصة الغرانيق التي طعنوا فيها وأنكروا سندها تكئة ومنطلقا لهذا المعنى الذي اختاروه.!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير