تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Jan 2007, 10:34 ص]ـ

لما جررتنا إلى اقتناص الفوائد في هذا الموضوع أيها الشيخ الجكني الفاضل، فلا بأس بإيراد بعض اللطائف من تفاسير الأئمة، ومنها ما قاله الطبري في سبب ورود كلامه في حال الكهولة، مع أن الأصل كلامه في ذلك الوقت كغيره من الناس، قال:

(وأما قوله:"وكهلا"، فإنه: وُمحتَنِكًا فوق الغُلومة، ودُون الشيخوخة، يقال منه:"رجل كهل = وامرأة كهلة"، كما قال الراجز:

وَلا أَعُودُ بَعْدَهَا كَرِيَّا ... أُمَارِسُ الكَهْلَةَ وَالصَّبِيَّا

وإنما عنى جل ثناؤه بقوله:"ويكلم الناسَ في المهد وكهلا"، ويكلم الناس طفلا في المهد = دلالةً على براءَة أمه مما قَرَفها به المفترون عليها، وحجة له على نبوّته = وبالغًا كبيرًا بعد احتناكه، بوحي الله الذي يوحيه إليه، وأمره ونهيه، وما ينزل عليه من كتابه.

وإنما أخبر الله عز وجل عبادَه بذلك من أمر المسيح، وأنه كذلك كان، وإن كان الغالب من أمر الناس أنهم يتكلمون كهولا وشيوخًا = احتجاجًا به على القائلين فيه من أهل الكفر بالله من النصارى الباطلَ، وأنه كان = [منذ أنشأه] مولودًا طفلا ثم كهلا = يتقلب في الأحداث، ويتغير بمرُور الأزمنة عليه والأيام، من صِغر إلى كبر، ومن حال إلى حال = وأنه لو كان، كما قال الملحدون فيه، كان ذلك غيرَ جائز عليه. فكذّب بذلك ما قاله الوفدُ من أهل نجران الذين حاجُّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، واحتج به عليهم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأعلمهم أنه كان كسائر بني آدم، إلا ما خصه الله به من الكرامة التي أبانه بها منهم، كما:-

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير:"ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين": يخبرهم بحالاته التي يتقلب بها في عمره، كتقلب بني آدم في أعمارهم صغارًا وكبارًا، إلا أن الله خَصّه بالكلام في مهده آيةً لنبوته، وتعريفًا للعباد مواقع قدرته.

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Jan 2007, 10:37 ص]ـ

ما ذكر الشيخ جمال الشرباتي نقلاً عن الإمام الرازي (رحمه الله تعالى) قد قال به من أعلام مفسري أتباع التابعين عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (رحمهم الله تعالى)، وقد نقل ذلك عنه الطبري، فقال:

(وقال آخرون: معنى قوله:"وكهلا"، أنه سيكلمهم إذا ظهر.

ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، سمعته - يعني ابن زيد - يقول في قوله:"ويكلم الناس في المهد وكهلا"، قال: قد كلمهم عيسى في المهد، وسيكلمهم إذا قتل الدجال، وهو يومئذ كهلٌ).

ـ[الجكني]ــــــــ[04 Jan 2007, 01:28 ص]ـ

جزيت خيراً و (0000راً) أستاذنا الفاضل، وما أنا لكم إلا كمن يجلب التمر لأهل هجر، على حد قولهم 0

ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[08 Jan 2007, 12:11 ص]ـ

ماشاء الله لا قوة إلا بالله.

نعم هكذا عوَّدتمونا أيها المشايخ الفضلاء ..

فأساله تعالى أن يفتح علينا وعليكم، ويزيدنا واياكم بسطة في العلم.

وإلى مزيد من الفتح والفوائد والتمحيص ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير