تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[18 Jan 2007, 02:18 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا شك أن مسألة ترتيب السور وتناسبها وربط الآيات بعضها ببعض مسألة مهمة جداً وفيها فوائد عظيمة ووصف ذلك بالعلم الحقير قليل الفائدة لا ينبغي وإن قاله الشوكاني أو غيره، وقد صنف في ذلك جمع من العلماء، منهم ابو جعفر بن الزبير شيخ ابي حيان في كتاب سماه البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن وصنف فيه ايضا الشيخ جلال الدين السيوطي كتابا سماه تناسق الدرر في تناسب السور وذكر مناسبات السور والايات وكتابه في اسرار التنزيل كافل بذلك جامع لمناسبات السور والايات مع ما تضمنه من بيان جميع وجوه الاعجاز واساليب البلاغة.

قال السيوطي رحمه الله: وقد أردت أن أفرد جزءا لطيفا في نوع خاص من هذه الانواع هو مناسبات ترتيب السور ليكون عجالة لمريده وبغية لمستفيده وأكثره من نتاج فكري وولاد نظري لقلة من تكلم في ذلك أو خاض في هذه المسالك وما كان فيه لغيري صرحت بعزوه اليه ولا أذكر منه الا ما استحسن ولا انتقاد عليه وقد كنت أولا سميته نتائج الفكر في تناسب السورلكونه من مستنتجات فكري كما أشرت اليه ثم عدلت وسميته تناسق الدرر في تناسب السور لانه أنسب بالمسمى وأزيد بالجناس و بالله تعالى التوفيق و إياه أسأل حلاوة التحقيق بمنه ويمنه

في ترتيب السور اختلف العلماء في ترتيب السور هل هو بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم أو باجتهاد من الصحابة بعد الاجماع على أن ترتيب الآيات توقيفي والقطع بذلك فذهب جماعة الى الثاني منهم مالك والقاضي أبوبكر في أحد قوليه وجزم به ابن فارس ومما استدل به لذلك اختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور فمنهم من رتبها على النزول وهو مصحف علي كان أوله اقرأ ثم البواقي على ترتيب نزول المكي ثم المدني ثم كان أول مصحف ابن مسعود البقرة ثم النساء ثم آل عمران على اختلاف شديد وكذا مصحف أبي بن كعب وغيره على بينته في الإتقان وفي المصاحف لابن أشتة بسنده عن عثمان أنه أمرهم أن يتابعوا الطول وذهب جماعة الى الاول منهم القاضي أبو بكر في أحد قوليه وخلائق قال أبو بكر بن الأنباري أنزل الله القرآن كله الى سماء الدنيا ثم فرقه في بضع وعشرين سنة فكانت السورة تنزل لأمر ينزل والآية جوابا لمستخبر ويوقف جبريل النبي صلى الله عليه وسلم على موضع الآية والسورة فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كان عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن وقال الكرماني في البرهان ترتيب السور هكذا هو عند الله تعالى في اللوح المحفوظ وهو على هذا الترتيب وكان يعرض النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل ما اجتمع لديه منه وعرضه صلى الله عليه وسلم في السنة التي توفي فيها مرتين وكذا قال الطيبي وقال ابن الحصار ترتيب السور و وضع الآيات موضعها انما كان بالوحي وقال البيهقي في المدخل كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيبب إلا الأنفال وبراءة للحديث الآتي فيها ومال ابن عطية الى أن كثيرا من السور كان قد علم ترتيبها في حياته صلى الله عليه وسلم كالسبع الطوال والحواميم والمفصل وأن ما سوى ذلك يمكن أن يكون قد فوض الأمر فيه الى الأمة بعده وقال أبو جعفر بن الزبير الآثار تشهد بأكثر مما نص عليه ابن عطيه ويبقى منها القليل يمكن أن يجري فيه الخلاف لقوله صلى الله عليه وسلم اقرأوا

الزهراوين والبقرة وآل عمران رواه مسلم وكحديث سعيد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم صلى بالسبع الطوال في ركعة وأنه كان يجمع المفصل في ركعة أخرجه ابن أبي شيبة وأنه صلى الله عليه وسلم كان اذا أوى الى فراشه قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين أخرجه البخاري وفيه عن ابن مسعود أنه قال في بني اسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء انهن من العتاق الأول وهن من تلادي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير