ـ[عاملة]ــــــــ[02 - 11 - 2007, 10:45 م]ـ
الأخ العاملي ... الفرق غير ظاهرٍ .. أفَلا ترى أيضاً: أنّك لو قُلْتَ: (ليس ثمّة ضرْبٌ منْكَ)، لَما تغيَّر المعنى بل بقي على حاله ولمْ يتبدّل؟! بل كما أنّ الضرب يستلزم المضروب فكذلك الأسف يستلزم المأسوف عليه.
ثمّ لِمَ كان جريان (مأسوف) مجرْى المصْدر مانعاً له من أخْذ معْمولٍ؟! فهل كان المصْدر محْروماً من العمل؟!
ـ[العاملي الحسيني]ــــــــ[03 - 11 - 2007, 12:59 ص]ـ
إخواني الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم علي المعشي لا أدري إن كان قد تيسر لي فهم مرادك أم لا, ومفاد ما انتهى إليه فهمي من فيضك هو: لا حاجة بنا إلى تأويل اسم المفعول بالمصدر مادام ممكنا تأويله بالفعل المجهول. هل هذا ما كنت تريد أن تقوله؟ إذا كان هذا مرادك فالجواب هو السؤال التالي: كيف صح لديك تأويل الاسم بالفعل وامتناعه بالاسم؟
وإن كان مرادك شيئا آخر فأنا بانتظار توضيحه ببيان يناسب ضعف فهمي. وجزاك الله خيرا.
أما بالنسبة للأخ الكريم عاملة فأقول: الفرق الذي ادعيتُه بين الجملتين واضح فالأولى يجوز وقوع اسم المفعول فيها خبرا لإمكان استتار الضمير في الناسخ وعوده على (فلان المضروب) أما الثانية فلا يجوز وقوع اسم المفعول فيها إلا مبتدأ لعدم إمكان تحمل الناسخ الضميرَ وقد صح عندي تفسير هذا الفرق بما بينته سلفا وأعيده ببين آخر وهو: إن عود الضمير في الجملة الأولى على فلان المضروب كان لأجل كون اسم المفعول فيها مستعملا بما هو اسم مفعول فلوحظ فيه حيثية وجود فلان مضروب وأمكن رجوع الضمير إليه أما الجملة الثانية فكما قال الأستاذ الأغر (لا أدري إلى شيء يرجع الضمير فيها) وسببه عدم ملاحظة حيثية وجود فلان المأسوف عليه في اسم المفعول واسم المفعول إذا كان كذلك لا بد له من تأويل وقد أولته بما يناسب المعنى المراد من الجملة وهو نفي وجود الأسف.
أما بالنسبة لإعمال المصدر فهو ممكن بشروطه وهي: أن ينوب عن الفعل أو أن يقدر له فعل وحرف مصدري وحينئذ يكون معموله في مثالنا فاعلا مستترا وتبقى (عليك) معمولا للخبر المحذوف.
وشكرا لكم جميعا.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[03 - 11 - 2007, 03:01 ص]ـ
مرحبا أخي العاملي
لا حاجة بنا إلى تأويل اسم المفعول بالمصدر مادام ممكنا تأويله بالفعل المجهول. هل هذا ما كنت تريد أن تقوله؟ إذا كان هذا مرادك فالجواب هو السؤال التالي: كيف صح لديك تأويل الاسم بالفعل وامتناعه بالاسم؟
أما مرادي فهو ما فهمتَه تماما، وأما القول بأن اسم المفعول هنا بمعنى المضارع فهو قول يطرد في اسم الفاعل واسم المفعول إلا إذا وجدت قرينة مانعة من ذلك، وأما تأويل المشتق بالمصدر فهو قليل جدا ولا يلجأ إليه إلا إذا كان التأويل بالمصدر هو السبيل الوحيد لاستقامة المعنى أو سلامة الصناعة، وما دام اسم المفعول هنا لا يخل بالمعنى ولا بالصناعة فأرى ألا يُؤول بالمصدر.
الفرق الذي ادعيتُه بين الجملتين واضح فالأولى يجوز وقوع اسم المفعول فيها خبرا لإمكان استتار الضمير في الناسخ وعوده على (فلان المضروب) أما الثانية فلا يجوز وقوع اسم المفعول فيها إلا مبتدأ لعدم إمكان تحمل الناسخ الضمير
أخي، الفرق الذي تراه بين اسم المفعول (مضروب) وبين اسم المفعول (مأسوف) هو استتار ضمير الرفع في الأول وعدم استتاره في الثاني. أليس كذلك؟
لكن هذا الفرق لم يكن مرده إلى أن (مأسوف) مصدر وليس باسم مفعول، وإنما مرده إلى أن (مأسوف) مشتق من فعل لازم لا يتعدى إلا بالجار لذلك لا يستتر فيه الضمير الذي هو مفعول في المعنى، وإنما يكون نائب الفاعل هو الجار مع مجروره أو الظرف أو المصدر بشروط، وهذا ينسحب على كل اسم مفعول من اللازم بل يجري على الفعل اللازم نفسه إذا بنيته للمجهول. فلا يصح: (الدار جُلستْ، الدار مجلوسٌ، الرجلُ ذُهِب، الرجل مذهوبٌ) على اعتبار نائب الفاعل مستترا. فهل يعني عدم تحمل الفعلين والوصفين الضميرَ المستتر أن كلا منها مؤولا بالمصدر؟ الصحيح أن سبب عدم تحملها الضمير هو كونها لازمة، فإذا بني الفعل للمجهول أو اشتق منه اسم المفعول قيل في الأمثلة السابقة: (الدار جُلس فيها، الدار مجلوسٌ فيها، الرجلُ ذُهِب به/ إليه، الرجل مذهوبٌ به/ إليه) فيكون الجار والمجرور فيما سبق نائب فاعل، فقس جملتنا على هذا بارك الله فيك.
فكما قال الأستاذ الأغر (لا أدري إلى شيء يرجع الضمير فيها) وسببه عدم ملاحظة حيثية وجود فلان المأسوف عليه في اسم المفعول واسم المفعول إذا كان كذلك لا بد له من تأويل وقد أولته بما يناسب المعنى المراد من الجملة وهو نفي وجود الأسف.
إنما يقصد شيخنا الأغر أنه لو قيل إن اسم ليس مستتر فيها في قولك (ليس مأسوفا عليك) لما دري ما مرجع الضمير، ولم يقصد المستتر في (مأسوف) إذ لا استتار فيها هنا للزوم فعلها.
أما فلان المأسوف عليه فهو المخاطب، ولما كان الفعل (يأسف) المبني للمعلوم لازما لا ينصب ضمير المخاطب لم يصح: لا يأسفكَ الناس، وإنما يقال: لا يأسف الناس عليك، فإذا بنيت للمجهول قلت: لا يؤسف عليك، وإذا جئت باسم المفعول قلت: ما مأسوفٌ عليك، فإذا جعلت ليس مكان (ما) قلت: ليس مأسوفٌ عليك.
وتقبل من الود أوفره.
¥