ـ[العاملي الحسيني]ــــــــ[03 - 11 - 2007, 04:07 م]ـ
أخي الكريم علي المعشي أشكرك وأشكر جميع الأخوة على صبركم علي.
((وأما القول بأن اسم المفعول هنا بمعنى المضارع فهو قول يطرد في اسم الفاعل واسم المفعول إلا إذا وجدت قرينة مانعة من ذلك، وأما تأويل المشتق بالمصدر فهو قليل جدا ولا يلجأ إليه إلا إذا كان التأويل بالمصدر هو السبيل الوحيد لاستقامة المعنى أو سلامة الصناعة،)) ... اقتباس
مما لا شك فيه أن اسم المفعول يكون عادة بمعنى الفعل المبني للمجهول, لكنني في خصوص هذا المورد أدعي أنه بمعنى المصدر؛ فلو كان اسم مفعولٍ لصح أن تقول: (ليس مأسوفا عليك) كما يصح أن تقول: (ليس مضروبا منك) لكن استعماله بمعنى المصدر دون اسم المفعول منع من صحة وقوعه خبرا لليس دون (مضروب). هذا خلاصة ما أدعيه
((أخي، الفرق الذي تراه بين اسم المفعول (مضروب) وبين اسم المفعول (مأسوف) هو استتار ضمير الرفع في الأول وعدم استتاره في الثاني. أليس كذلك؟)) ... اقتباس
كلا ليس هذا هو الفرق. بل الفرق هو إمكان استتار الاسم في ناسخ مضروب فيصح أن تقول (ليس مضروبا منك) وعدم إمكانه في ناسخ مأسوف فلا يصح أن تقول (ليس مأسوفا عليك)؛ فلو أمكن فلأي شيء يرجع؟. هذا الفرق يضعنا أمام السؤال التالي: لماذا لم يعامل (مأسوف) معاملة (مضروب) فيصح وقوعهما خبرا على حد سواء؟ والجواب: إن في (مضروب) مزية زائدة على (مأسوف) وهي لحاظ شيء وقع عليه الضرب فالمتكلم عندما يلاحظ هذه المزية في استعماله لمضروب يصح عنده إرجاع الضمير المستتر في ليس إليه أما في مأسوف فهذه المزية غير موجودة عند استعمال المتكلم لهذه الكلمة وفقدانها لهذه المزية هو السر في عدم تحمل (ليس) ضميرا يمكن إرجاعه إذ لو حملتها ضميرا مستترا فلأي شيء ترجعه؟
ومن الواضح أن اسم المفعول الفاقد لهذه المزية ليس اسم مفعول إلا هيئة أما استعمالا فقد أريد منه شيء آخر يمكن أن يكون المصدر ويمكن ان يكون غيره لكني استقربت المصدر وبإمكانك التأويل بغيره إذا كان أحسن منه.
((إنما يقصد شيخنا الأغر أنه لو قيل إن اسم ليس مستتر فيها في قولك (ليس مأسوفا عليك) لما دري ما مرجع الضمير، ولم يقصد المستتر في (مأسوف) إذ لا استتار فيها هنا للزوم فعلها.)) ... اقتباس
ليس المراد أن الشيخ الأغر يوافقني على ما ذهبتُ إليه بل أردت الاستشهاد بما ينفعني.
وتقبل من الود أوفره.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[03 - 11 - 2007, 07:53 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ العاملي وفقه الله
لا يحتاج الأمر إلى كل هذا العناء، فإذا كان المتحدث عنه معلوما بينك وبين مخاطبك جاز أن تقول عنه: ليس مأسوفا عليه، فالإشكال كان في (عليك) إذا لا يصح إذا عنيت مخاطبك إلا أن تقول: ليس مأسوف عليك، أو: لست مأسوفا عليك، واجمع كلامي هذا مع كلام الأخ علي في مسألة التعدي واللزوم يتضح لك وجه الحق.
الأخ الكريم الأستاذ علي وفقه الله
إذا أردت أن يكون معمولا الوصف الناقص مغنيين عن خبر ليس تعين رفع الوصف فتقول: ليس زائل زيد منطلقا، لأنه في الأصل مبتدأ، فلا يصح أن تجعله خبرا لليس ويجوز نصب زائل على التقديم والتأخير ولا يكون الأمر من باب التنازع، فتقول: ليس زائلا زيد منطلقا، على أن زيدا اسم ليس المؤخر وزائل خبرها المقدم، ومنطلقا خبر زائل، واسم زائل صمير يعود إلى زيد المتأخر لفظا المتقدم رتبة، وأصل التركيب: ليس زيد زائلا منطلقا، ولكن فيه الفصل بين زائل وخبره باسم ليس، ولا ضير في ذلك لأن اسم زائل ضمير يعود لاسم ليس، ولو لم يكن كذلك كان الفصل قبيحا فيما لو قلت: ليس زائلاعمرو زيد ضاربه، على أن تجعل زيدا اسم ليس، ولو أردت التأخير في مثل هذا فالأفصح أن تقول: ليس زائلا عمرو ضاربه زيد، لئلا تفصل بين اسم زائل وخبره بأجنبي.
مع التحية الطيبة.
ـ[عاملة]ــــــــ[04 - 11 - 2007, 02:02 م]ـ
العزيز الأغر ..
تحقيق لطيف وشيّق .. فجزاك الله عن هذه اللغة وأهلها خيراً ..
ـ[علي المعشي]ــــــــ[04 - 11 - 2007, 08:18 م]ـ
ويجوز نصب زائل على التقديم والتأخير ولا يكون الأمر من باب التنازع، فتقول: ليس زائلا زيد منطلقا، على أن زيدا اسم ليس المؤخر وزائل خبرها المقدم، ومنطلقا خبر زائل، واسم زائل صمير يعود إلى زيد المتأخر لفظا المتقدم رتبة، وأصل التركيب: ليس زيد زائلا منطلقا، ولكن فيه الفصل بين زائل وخبره باسم ليس، ولا ضير في ذلك لأن اسم زائل ضمير يعود لاسم ليس،
أستاذي الجليل د. الأغر حفظه الله
هذا ما أردتُ، ولكني عندما وجدت أن هذا التركيب (ليس زائلا زيدٌ منطلقا) صحيح ولم تشيروا إليه أحببت أن يصل إلى القارئ فطرحته على شكل استيضاح لأنكم أحق ببسطه فهو من تمام قولكم السابق، ولما كان التركيب من حيث صورته قد يلتبس بالتنازع ـ وما هو منه ـ جعلتُ التنازع ضمن استيضاحي فكان جوابكم محققا لما أردت فجزاكم الله خيرا.
ثم إني لا أود أن أشق عليكم باستيضاح آخر، لذلك أستأذنكم لأضيف إضافة يسيرة بخصوص امتناع التنازع هنا:
قد يتساءل متسائل: لم منَع شيخنا الأغر التنازع هنا وفي التركيب عاملان متقدمان بينهما رابط هو وقوع ثانيهما معمولا للأول وبعدهما معمول ظاهر يطلبه كل منهما فعمل أحدهما في الظاهر والآخر في ضميره ولا سيما أن التنازع يقع حتى مع صحة التخريج على التقديم والتأخير؟
أزعم أن شيخنا الأغر لم يكن ليمنع التنازع لولا أن أحد العاملين هناك كان جامدا أي (ليس)؛ لأن العامل الجامد لا يكون من عوامل التنازع، ولو كان التركيب مثلا: (كان قائلا زيدٌ كذا) لصح التنازع، والله أعلم.
فهل أصبتُ ـ أستاذي ـ أو أنك بنيتَ المنع على أمر آخر لم أهتد إليه؟
هذا ولكم خالص الود.
¥