ـ[خالد مغربي]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 08:54 م]ـ
وهمزَ إنَّ افتحْ لسدِّ مَصْدرِ =مسدَّها، وفي سِوى ذاكَ اكْسِرِ
تحت هذا البيت ندرس المواضع التي تفتح فيها همزة إن وتكسر، يقول ابن مالك:
افتح ثم عقب بقوله اكسر ومعنى ذلك أن ثمة مواضع يجب فيها فتح همزة إن ومواضع يجب فيها الكسر، ونتساءل هل ثمة مواضع يجوز فيها الأمران: الفتح والكسر؟! يجيب عن التساؤل شيخنا الكريم بقوله الذي يمر معنا لاحقا: بوجهين نمى! ومعنى ذلك جواز الفتح والكسر ...
والمحصلة أن للهمزة ثلاث حالات:
- وجوب الكسر
- وجوب الفتح
- جواز الكسر والفتح
وفيما يلي نتعرف على المواضع التي تفتح فيها همزة إن وجوبا.
وجوب الفتح:
ونستنتج موضعا من خلال البيت التي تصدر نافذتنا هنا وهو " افتح لسد مصدر مسدها "، فما معنى ذلك؟
معناه أن الهمزة يجب فتحها إذا قدرت بمصدر، أي تقدر إن مع معموليها " الاسم والخبر " بمصدر يسد مسدها، وهذا المصدر يقع في محل رفع أو نصب أو جر
أنظر معي رعاك ربي:
يعجبني أنك فاهم، هنا نستطيع أن نقدر مصدرا من أن ومعموليها (كاف الخطاب اسمها، وفاهم خبرها " فنقول: فهمُك! أي: يعجبني فهمُك .. وإذا تناولنا " فهمك " إعرابيا نجد أنه مصدر مؤول من إن ومعموليها واقع في محل رفع فاعل.
وكذا نحو:
عرفت أنك فاهمٌ / التقدير: عرفت فهمَك، فـ (فهمَك) في محل نصب مفعول به
ومثله:
عجبتُ من أنك فاهم / التقدير: عجبت من فهمِك في محل جر اسم مجرور
الخلاصة إذن: تفتح همزة إن وجوبا إذا قدرت بمصدر.
يتبع
ـ[حازم إبراهيم]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 11:26 م]ـ
نعم أستاذى الفاضل، أنا معك خطوة خطوة، وما فهمته هنا وجوب الترتيب بين اسمها وخبرها، إلا إذا كان الخبر مما يتقدم وجوبا، وكذلك وجوب فتح همزتها إذا قدرت مع اسمها بمصدر.
ـ[دعدُ]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 09:19 م]ـ
بارك الله فيكم وفي علمكم أستاذنا ..
وهذا المصدر يقع في محل رفع أو نصب أو جر
هل لي أن أضيف مافهمتُه أنا أيضًا؟:)
الذي أفهمه أن الهمزة تفتح إذا وقعت (أن) معمولة. لذلك من الخطأ فتحها في صدر الكلام لأنه لاعامل فيها حينئذٍ.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 10:08 م]ـ
نعم أستاذى الفاضل، أنا معك خطوة خطوة، وما فهمته هنا وجوب الترتيب بين اسمها وخبرها، إلا إذا كان الخبر مما يتقدم وجوبا، وكذلك وجوب فتح همزتها إذا قدرت مع اسمها بمصدر.
بارك الله فيكم وفي علمكم أستاذنا ..
هل لي أن أضيف مافهمتُه أنا أيضًا؟:)
الذي أفهمه أن الهمزة تفتح إذا وقعت (أن) معمولة. لذلك من الخطأ فتحها في صدر الكلام لأنه لاعامل فيها حينئذٍ.
بارك الله فيكما، وإضافتك يا دعد في محلها، وسنعرج عليها في مواضع كسر همزة "إن ".
ـ[محمودفهمي]ــــــــ[09 - 12 - 2007, 10:48 ص]ـ
دخلت اليوم لأتعرف علي اهل الفصيح
ووجدت شيخا من شيوخ العلم تربطه بمريديه أواصر المحبة
ويقدم لهم المادة باسلوب شيق لم نعهده في دور العلم
أرجوحجز مقعدي بينهم بعد جولة بين الاقسام
بارك الله له في علمه ونفع به
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[09 - 12 - 2007, 07:53 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمودا
ولا عليك ثمة مكان شاغر بالقرب من أخيك حازم:)
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 10:46 م]ـ
وجوب الكسر:
يقول ابن مالك: وفي سوى ذاك اكسر! أي أنه يجب كسر همزة "إن" إذا لم تقدر بمصدر .. وسنقف على ذلك لاحقا، أما الآن فما هي المواضع التي يجب فيها الكسر:
يقول شيخنا:
فاكسِرْ في الابْتِدا، وفي بَدءِ صِلَه=وحيثُ (إنّ) لِيَمينٍ مُكْمِلَه
أو حُكِيتْ بِالقَولِ، أوْ حلَّتْ محلْ = حالٍ، كَـ (زُرتُهُ وإنِّي ذُو أَملْ)
وكَسروا مِن بعد فِعلٍ عُلّقا = باللام، كـ (اعْلمْ إنَّه لذو تُقى)
- أن تكون فلا أول الكلام " وذاك معنى قوله: " في الابتدا " نحو:
إن الولدَ قائم
- أن تقع في أول الصلة " وفي بدء صلة "، نحو:
أقدر الذي إنه فاهمٌ
- أن تقع جوابا للقسم وفي خبرها اللام " ليمين مكملة " نحو:
والله إن الولد لقائمٌ
- أن تقع في أول جملة محكية بالقول " أو حكيت بالقول " نحو:
قلتُ إن الولدَ نائمٌ
- أن تقع في أول جملة الحال " حلت محل حال " نحو:
أقدر التلميذ إنه مجدٌ
- أن تقع بعد فعل من أفعال القلوب، وقد علق عنها باللام " من بعد فعل علقا باللام " نحو:
علمتُ إن التلميذ لمجدٌ
يتبع
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 11:35 م]ـ
بورك فيك استاذنا
هل تأذن لي بسؤال؟
لم كسرت همزة إنّ في الآية التالية: (فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوى)
هل لأنها وقعت أوّل جملة حاليّة أو لسبب آخرفإنّي أراها في التركيب مثل جملة (أقدر التلميذ إنه مجدٌ) أم أنّ الأمر مختلف؟
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[11 - 12 - 2007, 12:44 ص]ـ
بورك فيك استاذنا
هل تأذن لي بسؤال؟
لم كسرت همزة إنّ في الآية التالية: (فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوى)
هل لأنها وقعت أوّل جملة حاليّة أو لسبب آخرفإنّي أراها في التركيب مثل جملة (أقدر التلميذ إنه مجدٌ) أم أنّ الأمر مختلف؟
تماما كما قلت أخي، ثم أنها لم تقدر بمصدر .. وذاك ما وددت الإشارة إليه فيما سبق حيث نص ابن مالك رحمه الله على مقياس واحد في وجوب كسر الهمزة، وهو "إذا لم يصح سبك مصدر منها ومن معموليها " فقال:
وهمز إن افتح لسد مصدر**مسدها وفي سوى ذاك اكسر
ثم، يعجبني فيك أنك تنظر إلى البنيات في نص وتخضعها بعد ذاك للسياق العام كما رأيت في موضوع " ما هذا " لأخيك قريشي.
فالجملة الحالية "إنك بالواد المقدس طوى "، همزتها وقعت ابتداء، وعليه يلزم كسرها عملا بالموضع الأول من مواضع كسر الهمزة: فاكسر في الابتداء ..
باركك الله
¥