تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كتبتْ رسالةٌ: \رسالةٌ\ فاعل نظرا إلى الرفع في الكلمة حتى وإن لم يستقم المعنى

وبخصوص التركيب:

كلمت سلمى ليلى: \سلمى\ فاعل لأنها جاءت في المحل الثاني بعد الفعل وهو المحل الذي يتخذه الفاعل في العربية عموما.

فالمعنى هو نتيجة التفاعلات بين عناصر الجملة وفق نظام التركيب (مواضع الكلمات) ونظام الإعراب (الرفع والنصب والجر)

نعود:

ما يخطر ببال متناول للغة عند تحليل هذه الجملة حسب النحو العربي التقليدي

البنتُ تقرأ الرسالةَ

هو افتراض النحاة أن هذه الجملة تحتوي جملتين, وأن الأولى اسمية والثانية فعلية فاعلها مستتر أو مضمر تقديره \هي\ العائدة على \البنت\ معنى.

أليس افتراض جملتين أمرا فيه نظر؟

أليست تلك الجملة واحدة تامة فيها فاعل فعل فعلا؟

ثم أليس الفعل في تلك الجملة متعلقا بالاسم الذي قبله قبل الفاعل المفترض أن يكون بعده؟ أي أنه يتبع الاسم الذي قبله في الجنس والعدد قبل أن يتبع الفاعل المستتر الذي يليه؟

مثال: البناتُ يقرأن الرسائلَ

أفليس من الأجدر ربط الفعل بالاسم الذي قبله لا بفاعل مفترض بعده لا يظهر أبدا؟ وإذا افترضنا أنا ربطنا الفعل بالفاعل المفترض بعده, أليس في العربية لا يتبع الفعل فاعله في الجنس والعدد إذا جاء الفعل قبل الفاعل,

فلو قلنا:

1 البنات يقرأن (البنات) الرسائل

2 البنات يقرأ (البنات) الرسائل

لكانت الجملة الثانية هي الأقرب للصواب. وحينها يتغير تصريف الفعل بسبب ظهور الفاعل المفترض واتباعه له. وبما أن فعلنا في الجملة الأولى متصرف, فهو يتبع لا محالة الاسم الذي قبله, فكيف نفصل بينهما ونجعله يتبع اسما مفترضا بعده لو ظهر فسيتغير بظهوره تصريفه.

إذا قيل أن الفاعل المفترض هو القرينة التي تلحق الفعل عند تصريفه, فكيف نرد على هذه الجملة؟

البنت تكتب رسالة

أليست \تكتب\ مشتركة بين المخاطب المذكر والغائب المؤنث في المضارع؟

وإذا قيل أن معنى الجملة واضح من أن البنت تكتب رسالة, فأقول أن المعنى ثانوي, كما وضحت.

وفي حالة جملة كهذه:

البنت يكتب الأخ رسالتها

نجد أن \يكتب\ يتعلق هنا بفاعل بعده نظرا إلى عدم توافقه مع الاسم الذي سبقه في الجنس ولا العدد, وهو ما يدعم القول بأن الفاعل المفترض إذا ظهر لا بد أن يتغير بظهوره تصريف الفعل فيصبح في الجملة فعلان وبما أن الأصل في العربية هو \فعل + فاعل\ فنعود للأصل لنربط بين الفعل والاسم الثاني الذي يليه.

بخصوص تغيير التصريف, فهو ليس دائما إذا جاء الاسمان من جنس واحد مثل

البنت تكتب الأخت رسالتها

ناهيك عن نقاش جملة مثل:

البنت تكتب الأخت رسالة

فهي سليمة التركيب والتصريف, ولكن العربية تلزم المتكلم إدراج قرينة تربط طرفي الجملة بعضهما البعض من حيث ارتباط الخبر بالمخبر عنه.

أتوقف هاهنا للنقاش, وتبادل الأفكار. لست متعصبا لرأي إذا رأيت ما هو خير منه.

أرجو النقاش في حدود الاحترام الأخوي والعلمي.

ـ[أبو حازم]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 12:53 م]ـ

سلام عليك وأنا سأرد عليك بما أراه حقا فليتسع لي صدرك وليصغ إلي سمعك

1 - لغة العرب أفضل اللغات

زعمت أخي الفاضل أن اللغة العربية ليست إلا لغة مثل لغات الأمم الأخرى فيها ما تفضل به عليها وفي اللغات الأخرى ما تفضل به عليها وأنا لا أوافق في هذا أبدا لأن الله عز وجل اختار -وكفى باختياره - لنبيه الذي هو أفضل الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ولكتابه الذي هو أفضل الكتب ولأهل جنته الذين هم صفوة خلقه ولأمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين هم أفضل الأمم ولدين الإسلام الذي هو أفضل الأديان وأكملها وأشملها اختار لذلك كله اللسان العربي وما كان أقدره أن يجعل ذلك بلغات العجم وهذا كافيك وحسبك

ثم لو كنت منصفا وتأملت بديع كلام العرب نثره وشعره ثم نظرت إلى اللغات الأخرى لعلمت أن لغة العرب أفضل اللغات وأبينها وأشملها وأوصلها إلى مقصودِ ناطقٍ وأخصر كَلِما وأكثر تنوعا بتنوع تراكيبها، فهل (إياك نعبد) كنعبدك، وهل تجد في كلام غيرهم هذا الحسن البيان والتنوع

ثم أعد نظرا في كلامهم تر فيه من الجزالة والفصاحة والحلاوة والطلاوة ما لا تجده عند غيرهم، حتى إن القلب ليطرب أحيانا من سماع قصيدة أو بيت فرد أو منثور من الكلام بديع

2 - قولك

العلاقة بين التركيب والمعنى علاقة مختلف فيها كثيرا, فهل تتحدد إعرابات الكلمات في جملة ما حسب معانيها في الجملة أو حسب النظم الإعرابية الداخلية في الجملة من رفع ونصب وجر في العربية؟

أي: هل أن المعنى هو الذي يحدد الإعراب أو علامات الإعراب في الجملة وتركيبها أو العكس؟

الرأي الراجح في علم اللسانيات هو أن النظام التركيبي في الجملة هو المحدد للمعنى في أي لغة ما وأن المعنى أمر ثانوي أو أنه نتيجة للتركيب والإعراب, فنحن نعرف المفعول به من علامة إعرابه والفاعل من علامة إعرابه وهلم جرا, حتى ولو خالف المعنى الفهم السليم

فصل الخطاب في هذا أن المعنى هو الذي يحدد التركيب والإعراب عند المتكلم، وأن التركيب والإعراب هو الذي يحدد المعنى عند السامع

وأنا أريد أنبه إلى أن الإعراب من التركيب فلا وجه للتفريق بينهما

3 - اختيار النحاة للتقسيم لم يكن عبثا

وهي المسألة الأصل وعليها مدار الكلام بيننا وسوف أتكلم عنها إن شاء الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير