تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ضاد]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 02:16 م]ـ

سلام عليك وأنا سأرد عليك بما أراه حقا فليتسع لي صدرك وليصغ إلي سمعك

1 - لغة العرب أفضل اللغات

زعمت أخي الفاضل أن اللغة العربية ليست إلا لغة مثل لغات الأمم الأخرى فيها ما تفضل به عليها وفي اللغات الأخرى ما تفضل به عليها وأنا لا أوافق في هذا أبدا لأن الله عز وجل اختار -وكفى باختياره - لنبيه الذي هو أفضل الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ولكتابه الذي هو أفضل الكتب ولأهل جنته الذين هم صفوة خلقه ولأمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين هم أفضل الأمم ولدين الإسلام الذي هو أفضل الأديان وأكملها وأشملها اختار لذلك كله اللسان العربي وما كان أقدره أن يجعل ذلك بلغات العجم وهذا كافيك وحسبك

ثم لو كنت منصفا وتأملت بديع كلام العرب نثره وشعره ثم نظرت إلى اللغات الأخرى لعلمت أن لغة العرب أفضل اللغات وأبينها وأشملها وأوصلها إلى مقصودِ ناطقٍ وأخصر كَلِما وأكثر تنوعا بتنوع تراكيبها، فهل (إياك نعبد) كنعبدك، وهل تجد في كلام غيرهم هذا الحسن البيان والتنوع

ثم أعد نظرا في كلامهم تر فيه من الجزالة والفصاحة والحلاوة والطلاوة ما لا تجده عند غيرهم، حتى إن القلب ليطرب أحيانا من سماع قصيدة أو بيت فرد أو منثور من الكلام بديع

هذا قول جميل ولكنه لا ينبني على تناول علمي للمسألة, فسهل أن نقول أن العربية أجمل لغة ما دمنا لا نعرف غيرها. أما فيما يخص اختيار الله تعالى لها لتكون لغة كتابه فليس لأنها خير لغة, بل لأن آخر نبي أرسله للناس كانت هي لغته, كما كانت لغة إبراهيم الكنعانية ولغة موسى العبرية (على اختلاف) , فالمسألة ليست في خيرية اللغة من قبل, بل بتشريفها من بعد, أي أن اللغة من قبل التنزيل لم تكن أفضل لغة, ولما تصره بعد, ولكن بالتنزيل تشرفت وباتت لغة عليها مدار أمة كاملة, ولو أنزل الله كتابا بلسان الفرنسيين لكان معجزا كذلك, لأن الله قدير مقتدر. أما فيما يخص الجماليات والبديعيات فهن في كل اللغات على اختلاف أساليب التعبير عنها, فقولك بثراء التراث الأدبي العربي لا يلزم منه خلو الحضارات الأخرى من مثيله. والجمال في كل لغة, والشعر فن كوني ورثه البشر جميعا, فلو قرأت قصائد جوته أو مسرحيات شيكسبير لوجدت فيها من الجمال ما تقول فيه بالتفرد, على اختلاف الحضارات في التعبير بلغاتها عما يخالج شعراءها. وأنا لا أريد أن أدخل القرآن في المقارنة بين اللغات لأن القرآن أمر إلهي معجز ومقارنته بكلام البشر أمر لا يقبله عقل, بل نقارن نتاج البشر بنتاج البشر, وبذلك نقارن متكافئين.

2 - قولك

فصل الخطاب في هذا أن المعنى هو الذي يحدد التركيب والإعراب عند المتكلم، وأن التركيب والإعراب هو الذي يحدد المعنى عند السامع

نعم, ولكن المقصود هنا هو تعامل السامع للغة مع نتاجاتها اللغوية, وهو مجال تحليل التركيبية.

وأنا أريد أنبه إلى أن الإعراب من التركيب فلا وجه للتفريق بينهما

بلى, فالفرق بينهما موجود, فالإعراب هو ما يسمى case marking أي الوسائل التي تستعملها لغة ما للتعبير عن الفاعلية والمفعولية والظرفية, وفي ذلك تختلف اللغات, وأما التركيب فهو word order وهو مواضع الكلمات في الجملة من تقديم وتأخير وأولية وثانوية.

3 - اختيار النحاة للتقسيم لم يكن عبثا

وهي المسألة الأصل وعليها مدار الكلام بيننا وسوف أتكلم عنها إن شاء الله

أنا لم أقل أن ذلك كان عبثا, ولن أقوله أبدا. ولكن أقول أن إذا كان من الممكن مراجعة ذلك بغرض التطوير فلم لا؟

شكرا لك كثيرا.

ـ[جلمود]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 05:56 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى

وبعد؛

فالحديث عن عبقرية اللغة العربية حديث ذو شجون؛ لأن هذه اللغة الكريمة الشريفة تمتلك من وسائل الجمال، وطرائق الحسن، وأدوات التأثير، وأساليب الروعة، وأدلة الإقناع، ما لاتمتلكه لغة أخرى على وجه هذه البسيطة من أقصاها إلى أقصاها.

أليس نزول القرآن الكريم " بلسان عربي مبين " دليلا على: " أن سائر اللغات قاصرة عنها، وواقعة دونها " كما يقرر أحمد بن فارس في كتابه: (الصاحبي في فقه اللغة العربية وسنن العرب في كلامها "؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير