ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 03:54 م]ـ
السلام عليكم
بورك فيك استاذي الأغرّ واسمح لي بمداخلة , إن كنت فهمت ما ترمي إليه حقا من قولك:
الذي جعلني أحكم بأصالة الباء أن كفى المتعدية لمفعول واحد لا تدخل الباء الزائدة على فاعلها ولا مفعولها،
ولكن ابن هشام قال كلاما أظنّه يوحي بغير هذا
قال في المغني عند حديثه عن الباء وزيادتها:
(وكثرت زيادتها في مفعول عرفت ونحوه وقلت في مفعول ما يتعدى إلى اثنين كقولك
167 - (تبلت فؤادك في المنام خريدة ... تسقي الضجيع ببارد بسام)
وقد زيدت في مفعول كفى المتعدية لواحد ومنه الحديث كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع
وقوله
168 - (فكفى بنا فضلا على من غيرنا ... حب النبي محمد إيانا)
وقيل إنما هي في البيت زائدة في الفاعل وحب بدل اشتمال على المحل وقال المتنبي
169 - (كفى بجسمي نحولا أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني)
وفي سر صناعة الإعراب لابن جنّي قوله عن زيادة الباء:
((فكفى بنا فضلا على من غيرنا ... حب النبي محمد إيانا)
إنما تدخل الباء على الفاعل وهذا شاذ يريد أن معناه كفانا وقرأت عليه أيضا عنه
(إذا لاقيت قوما فاسأليهم ... كفى قوما بصاحبهم خبيرا)
وهذا من المقلوب ومعناه كفى بقوم خبيرا صاحبهم فجعل الباء في الصاحب وموضعها أن تكون في قوم إذ هم الفاعلون في المعنى)
وتقبل تحيّاتي
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 07:32 م]ـ
أخي الفاتح حفظه الله
كل الشواهد التي ذكرتها يمكن تخريجها على أصالة الباء، فقوله تسقي الضجيع ببارد بسام، أي: تسقيه رضابها بثغر بارد بسام، فالباء مثل التي في كتبت بالقلم.
وأما كفى بنا فضلا على غيرنا حب النبي، فالتأويل كفى حب النبي إيانا فضلا ملازما لنا.
والقوم هم الخبراء بصاحبهم، فكان الأصل: كفى بالقوم خبيرا بصاحبهم، على أن القوم فاعل، ولكنه جعل الصاحب فاعلا ونصب القوم بنزع الخافض، فصار المعنى بعد القلب: كفى صاحب القوم خبيرا بالقوم.
مع تقديري لابن هشام رحمه الله.
مع التحية الطيبة.
ـ[جمال الشريف]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 07:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مناقشات ثرية بين كبار، أشرف بوجودي بينهم.
الأخ الأغر رأيك أقنعني بعد إجابة أخي عبد العزيز.
هنا من مواضع زيادة حرف الجر (الباء) فالكاف في موضع الفاعل.
بوركتم جميعا، ولا حرمني الله من مناقشاتكم الثرية.
تحياتي للجميع
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 08:04 م]ـ
السلام عليكم: أساتذتنا الأفاضل
شيخنا الأغر: لو قلت: كفاني فخرا أن أنتسب إلى الإسلام. ألا يجوز فيها: كفى فخرا بأن أنتسب إلى الإسلام؟
فكيف تصنف كيف هنا؟
وكيف تصنف في قولنا: كفاكم ذلا أيها العرب؟ وما إعراب الجملة؟
أرجو الرد وسعة الصدر كما تعودنا منكم.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 09:37 م]ـ
وعليكم السلام أخي الكريم
إذا كان الفعل كفى متعديا لمفعول واحد لم تدخل الباء على الفاعل ولا على المفعول، فلا يقال: كفاني بانتسابي للإسلام فخرا، وإنما يقال: كفى بانتسابي للإسلام فخرا. وأما: كفاني فخرا أن أنتسب للإسلام، فجائز، وكفى متعد لمفعول واحد، والأصل: كفاني أن أنتسب للإسلام، ثم جيء بالتمييز لبيان جهة الكفاية، أي: كفاني من فخر انتسابي للإسلام، أي: من جنس الفخر، ولا يجوز في نظري دخول الباء على ياء المتكلم مع بقاء المعنى على ما هو عليه، فإذا قلت: كفى بي فخرا أن أنتسب للإسلام، صار المعنى: كفى انتسابي للإسلام فخرا ملابسا إياي.
وأما كفاكم ذلا، فالفاعل مستتر أي: كفاكم من ذل ما أنتم فيه.
ويجوز في (كفاني فخرا أن أنتسب للإسلام) وفي (كفاكم ذلا) وجه آخر وهو أن يكون الفعل متعديا لمفعولين، أي: كفاني انتسابي للإسلام أن أفتخر، بمعنى: كفاني هذا الأمر فخرا أكبر، فهو غاية الفخر، فيكون من باب: وكفى الله المؤمنين القتال. والله أعلم.
مع التحية الطيبة.
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 11:34 ص]ـ
السلام عليكم:
شيخنا الفاضل: شكرا جزيلا، دمت نبراسا لنا.