تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بطل أن تكون المتعدية لمفعولين، وبطل أن تكون المتعدية لمفعول واحد لجواز دخول الباء الزائدة على المصدر المؤول، فتعين أن تكون اللازمة في نحو: كفى بالله شهيدا، وعندئذ يتعين أن تكون الباء أصلية لا زائدة كما ذكرنا. والله أعلم.

مع التحية الطيبة.

ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[25 - 06 - 2008, 10:44 ص]ـ

السلام عليكم

مررت زائرا ولكن الموضوع دفعني للدخول فوجدت مشاركات طيبة أقرت ما ذكره الأخ الفاتح، وهو بلا شك رأي مشهور عند النحويين ومنه الحديث: كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع، ومنه بيت المتنبي الآخر:

كفى بجسمي نحولا أنني رجل****لولا مخاطبتي إياك لم ترني

وبيت الآخر:

فكفى بنا فضلا على من غيرنا****حب النبي محمد إيانا

ولزيادة الباء في المفعول شواهد أخرى كثيرة، ولكنها كلها في نظري يمكن أن تخرج على غير الزيادة، فالباء في بيت المتنبي ليست زائدة، وإنما الأصل:

كفى أن ترى الموت شافيا داء بك، أي داء ثابتا بك، أو فيك، والكون العام المحذوف كان صفة للداء فلما تقدمت عليه صارت حالا، وكفى باقية على أصلها بدون تعدية كما في: كفى بالله شهيدا، لأن كفى المتعدية لمفعول واحد لا تدخل الباء على فاعلها، ففي قولنا: كفاني قليل من المال، لا يجوز أن نقول: كفاني بقليل من المال، أما هذه التي في بيت المتنبي فيجوز أن يقال: كفى بأن ترى الموت شافيا داء.

وبطريقة السبر والتقسيم نقول:

كفى هنا إما أن تكون اللازمة التي تدخل الباء الزائدة على فاعلها

وإما أن تكون المتعدية لمفعول واحد في نحو: كفاني قليل من المال، ولا يجوز دخول الباء على فاعلها.

وإما أن تكون المتعدية إلى مفعولين في نحو: وكفى الله المؤمنين القتال.

بطل أن تكون المتعدية لمفعولين، وبطل أن تكون المتعدية لمفعول واحد لجواز دخول الباء الزائدة على المصدر المؤول، فتعين أن تكون اللازمة في نحو: كفى بالله شهيدا، وعندئذ يتعين أن تكون الباء أصلية لا زائدة كما ذكرنا. والله أعلم.

مع التحية الطيبة.

السلام عليكم شيخنا وأستاذنا الأغر اسما ومعنى،

أرجو مزيدا من التوضيح وحبذا لو تفضلتم بإعراب البيت كاملا.

تلميذكم.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 02:53 ص]ـ

ولزيادة الباء في المفعول شواهد أخرى كثيرة، ولكنها كلها في نظري يمكن أن تخرج على غير الزيادة،

شيخنا الكريم الدكتور الأغر حفظه الله

لا شك أن توجيهك فيما يخص بيت المتنبي ـ أي قولك إن الباء يصح كونها أصلية ـ مستقيم لا عوج فيه إذ المعنى يحتمله، لكن هل يمكن تخريج كل نظائره على أن الباء أصلية؟

ما دفعني إلى هذا التساؤل أنها لو كانت أصلية حتما لوجدنا في بعض النظائر حروفا أخرى غير الباء حسب احتياج المعنى، لكن الملحوظ في نظائر التركيب حضور الباء مهما اختلف المعنى.

ثم ما القول في الحديث: "كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع " وفي مثل: (كفى بك مُلكا أن تحكم بلاد الحرمين)، (كفى بك نُصرةَ أنْ يُثبِّتك الله على الحق)؟

لو كانت الباء أصلية فيما سبق لكان الأصل: (كفى أن يحدث المرء بكل ما سمع إثما به، كفى أن تحكم بلاد الحرمين ملكا بك، كفى أن يُثبِّتك الله على الحق نصرة بك).

والتعليق على هذا النحو لا يستقيم، إذ المعنى يقتضي ـ إن لم تكن الباء زائدة ـ أن يكون الجار في الحديث هو على: ( ... إثما على المرء)، وفي المثالين هو اللام ( ... ملكا لك)، ( ... نصرة لك).

ألا ترى أستاذي أنه ـ حتى إن أمكن عد الباء أصلية في بيت المتنبي ـ يتعين في غيره كما في الحديث والمثالين أن تكون الباء زائدة داخلة على مفعول كفى المتعدي لواحد؟ أي كما يرى كثير من النحاة؟

مع خالص مودتي.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 03:11 م]ـ

الأخ الكريم محمد حفظه الله

الذي جعلني أحكم بأصالة الباء أن كفى المتعدية لمفعول واحد لا تدخل الباء الزائدة على فاعلها ولا مفعولها، فلا يجوز في نحو: كفاني قليل من المال، أن أقول: كفى بي قليل من المال، ولا: كفاني بقليل من المال، فإذا لم يجز مثل هذا في الفاعل والمفعول إذا كان الفاعل صريحا وجب أن يكون غير جائز في الفاعل والمفعول إذا كان الفاعل مصدرا مؤولا.

وإعراب البيت: كفى: فعل ماض وفاعله المصدر المؤول من (أن ترى الموت شافيا) وبك جارومجرور متعلقان بحال من (داء) أي: كفت رؤيتك الموت شافيا داء بك.

الأخ الكريم علي حفظه الله

يجوز استعمال غير الباء قياسا، ولكن استعملت الباء وحدها تشبيها للأصلية بالتي تزاد على الفاعل، ثم إن الباء صالحة بمعناها الأصلي وهو الإلصاق في كل الأمثلة مع شيء من المجاز. أي: كفى حديث المرء بكل ما سمع إثما لاصقا به، وكفى حكمك الحرمين ملكا لاصقا بك، بمعنى ملازما لك. وكفى تثبيت الله لك على الحق نصرا بك، أي ملازما لك، وكل هذا في نظري أقوى في القياس من زيادة الباء في المفعول.

مع التحية الطيبة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير