ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 11:56 ص]ـ
لو افترضنا أن الجاهلي قد يلحن لأي سبب من الأسباب، فإن هذا لا يصح جعله ذريعة لرد المسموع من كلام العرب، بدعوى احتمال وجود اللحن.
هذا أولا
وثانيا: ما معنى اللحن؟ قد يقال: اللحن معناه مخالفة القواعد، وبناء على هذا التعريف لا يصح نسبة اللحن إلى الجاهلي؛ لأن القواعد أصلا مأخوذة من كلامه وكلام غيره من العرب، فلا يصح أن يجعل الفرع مبطلا للأصل.
وثالثا: قد يقال إن اللحن مخالفة كلام العرب، وبناء على هذا التعريف لا يصح أيضا نسبة اللحن إلى الجاهلي؛ لأنه هو من العرب، فأي مخالفة تقع منه لنفسه؟
والحاصل أن بحث مثل هذه المسائل قليل الجدوى إلا في الرد على الطاعنين في كلام العرب ومن ثم في الشريعة.
ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 02:33 م]ـ
بما أن الخطأ بشري فإن اللحن ممكن. يظل حسب رأيي السؤال, ألم يجد هذا اللحن من يرد قائله إلى الصواب, ونحن نعلم أن البعض يعيب على الآخر في صورة أومجاز ويصلنا ذلك, فما بالكم بلحن في النحو نفسه؟ أظن أنه لو ألحن أحد لعرفنا أنه ألحن من الرادين عليه من بني لغته ولو اشتهر قوله لاشتهر معه أنه لحن.
ويقتصر هنا على الجاهلي المكتمل نموه اللغوي, لا الحدث والصبي اللذين لم يبلغا تلك المرحلة.
ـ[خالد عايش]ــــــــ[08 - 05 - 2010, 08:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكن أن يلحن في اللغة شاعر جاهلي؟
يا حبذا لو أيدتم قولكم بنصوص لأئمة اللغة
دمتم سالمين
ذكرني سؤالك يا أبا سهيل، بأبيات كنت أستشهد بها دوماً ًعند الحديث عن اللحن، و الحديث عن السليقة ... فكنت أذكر لمن أدرسهم أن اللحن لم يكن فاشياًعلى لسان العربي؛ لأن لغة العربي سليقة مستحكمة منه، ثم إنَّ النحو قعدت قواعده بناء على استقراء كلام العرب. و كنت أدلل على ذلك بأمثلة من ذلك قول أحد الغلمان حينما كادت الماء أن تندلق من القربة التي يحملها: يا أبت أدرك فاها، غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها.
و لكن مع ذلك كانت تقع بعض السقطات، و من ذلك ماورد عن طرفة بن العبد الشاعر، وذلك أنه كان مع عمه في سفر وهو صبي، فنزلا على ماء، فذهب طرفة بفخيخ له فنصبه للقنابر، وبقي عمه يومه فلم يصد شيئا، ثم حمل فخه ورجع إلى عمه، وتحملوا من ذلك المكان، فرأى القنابر يلقطن ما نثر لهن من الحب فقال:
يا لك من قنبرة بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري ... قد رحل الصياد عنك فابشري
ورفع الفخ فماذا تحذري ... لا بد أن تُصادي يوما فاصبري
فالفعل (تحذري) من الأفعال الخمسة، و حقه الرفع، غير أنَّ نون الإعراب قد سقطت منه. فعده اللغويون من الأمثلة على ورود اللحن في الجاهلية.