ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 01:06 ص]ـ
وكيف تكون جملة: "التهمت الكتاب التهاما" حسب نحوك الخاص؟ هل هي سليمة أو خاطئة؟ وما محل المجاز من نحوك الخاص؟ أسئلة لن تجد عليها ردا, لأن تفكيرك في بلد والنحو في بلد آخر. سلاما.
ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 02:17 م]ـ
لمزيد التوضيح بين مستوى النحو ومستوى المعنى, إذا قلت:
"رَكبْنَ البنتين في الحافلة" فماذا سيعيب عليّ العربي؟ سيقول أن تصريف الفعل خاطئ وأن الفاعل يأتي مرفوعا, وهذه من أمور النحو, رغم أن المعنى يمكن استقراؤه على خطإ التركيب.
وإذا قلت:
"شربتُ كوكبَ الأرضِ" فإنه لن يناقشني في نصب المفعول أو جر المضاف إليه, لأنه يعلم أنهما سليمان نحوا, ويعلم أن الجملة سليمة نحوا لا خطأ فيها, وإنما سيناقشني في المعنى المستفاد منها ويسألني كيف شربت كوكب الأرض, وغير ذلك من الأسئلة المعنوية.
ولو قال أحد: "إن في الكون إلهين اثنين" أو قال "أنا نبي من بعد رسول الله" أو قال "يوحى إليَّ بقرآن جديد" فلن يناقشه أحد في أبنية الجمل لأنها كلها سليمة في بنائها, ومعانيها موضوع نقاش في مستوى المعنى.
والنحو يسمح لي أن أحلل أي جملة سواء أفادت معنى أم لا, لأن النحو يتعامل مع البنى والتراكيب والإعرابات, فيعرف من جملة "شربت كوكب الأرض" أن "كوكب الأرض" مفعول به, ومن التاء في "شربت" أن الفاعل هو المتكلم, ومن الجر في "الأرض" أن علاقتها بـ"كوكب" علاقة إضافة. ولن يسأل النحو: "هل "كوكب الأرض"من المشروبات أو لا؟ " لأن ذلك مستوى المعنى وليس مستواه.
وحتى جملة "السماء زرقاء" وإن اعتبرت ليست بكلام, فهي جملة سليمة نحوا تامة تتكون من مبتدإ وخبر.
وهذا لأن النحو يوفر لنا الآليات التي بها يمكننا تحليل الجمل وتركيبها.
ـ[أبو حازم]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 02:39 م]ـ
ليس لي بعد هذا كلام
ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 02:42 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا وعلمني وإياك ونفعني وإياك بما علمنا.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 02:42 م]ـ
لله دركما:)
أنتما في واديين، يلتقيان مرة ويفترقان مرات ..
فأنت يا ضاد تتحدث عن التركيب البنيوي ومعك بعض الحق، وأبو حازم يتحدث عن البنية والدلالة معا وله وجهة مصيبة، لذا أخلصا إلى حقل واحد وتناقشا فيه ثم صبا في الآخر نظركما
دمتما متحابين فاعلين
ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 02:53 م]ـ
بارك الله فيك أستاذي المغربي. علم الدلالة ليس هو علم النحو, وأنت تعلم ذلك. ربما يتقاطعان ويحتاجان بعضهما بعضا, غير أنهما علمان مختلفان. وهما يعملان في الوقت نفسه في دماغ المتكلم والمستمع, ويؤتي عملهما معا المعاني التي نفهمها والتي نقبلها والتي نرفضها وهلم جرا.
ومن الأمثلة التي توردها اللسانيات في هذا الشأن الجملة:
"عض الرجل كلبه" ثم يطلب تحديد الإعرابات الممكنة فيسمح النحو باثنين والدلالة بواحد فقط, وهذا نتاج عمل المستويين معا.
بوركت أستاذي الفاضل.