قد يرد لفظ التثنية مجموعا للتوسع في الكلام استنادا إلى القاعدة اللغوية:
"أقل الجمع اثنين"
لأن العرب كانت تتوسّع في كلامها وشعرها فتجعل الاثنين جمعاً
أقل الجمع اثنين
إذا ورد لفظ التثنية مثنى يكون القصد منه الدلالة على العدد وليس الجنس قال تعالى: (لما خلقت بيديّ) وقال (بل يداه مبسوطتان)، فلما اقتصر على اثنين علمنا أنهما يدين، ولو كانت أكثر لكان أولى أن تذكر هنا لأنها أكمل.
وإذا ورد لفظ التثنية مفردا يكون القصد منه الدلالة على الجنس وليس العدد
قال تعالى: (تبارك الذي بيده الملك)، بدليل: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) فنعمة مفردة وتحصوها جمع دليل على أنها جمع وردت بصيغة مفرد .. كما هو في لغتنا أن نقول: رأيت بعيني - سمعت بأذني .. قصدي منه تحديد النوع الذي رأيت به وسمعت به لا العدد.
وقد يرد لفظ التثنية مجموعا للتوسع في الكلام استنادا إلى القاعدة اللغوية: "أقل الجمع اثنين". لأن العرب كانت تتوسّع في كلامها وشعرها فتجعل الاثنين جمعاً.
قال تعالى فى "سورة الأنبياء الآية 78" وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ. داود وسليمان مثنى لماذا ذكرت كلمة لحكمهم ولم يذكر لحكمهما؟
قوله تعالى: وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ {الأنبياء:78}، فيه ضمير الجمع والمراد به اثنان، وذلك بناء على شطر خلاف طويل بين أهل العلم في أقل الجمع: هل هو ثلاثة أم اثنان؟ فقد جاء في تفسير البغوي: وكنا لحكمهم شاهدين، ... قال الفراء: جمع اثنين، فقال: لحكمهم وهو يريد داود وسليمان، لأن الاثنين جمع.
وهو مثل قوله تعالى: (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً) مع أن الأصل في اليدين أن تكونا اثنتين.
وجاء في سورة التحريم 66: 4 (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا). والخطاب (كما يقول البيضاوي). موجّه لحفصة وعائشة. لم يقل صغا قلباكما بدل صغت قلوبكما مع أنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين.
إن الله قد أتى بالجمع في قوله (قلوبكما) وساغ ذلك لإضافته إلى مثنى وهو ضميراهما. والجمع في مثل هذا أكثر استعمالا من المثنى.
فالحواس كلها تُفرَد ما عدا البصر والفؤاد: ومثل ذلك (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة) [النحل 78]، علما بأن التعبير بقلوبكما و إرادة معنى التثنية من الجمع كثير النظير في الاستعمال، نحو قولك "عيوني تؤلمني".
وهو مثل قوله: فإن كان له إخوة فلأمه السدس. وهو يريد أخوين. ومثل هذا كثير الورود في القرآن وفي الحديث الشريف وفي كلام العرب.
ففي الحديث في باب سد الذريعة على الخواطر والوسوسة (أن صفية أم المؤمنين زارت النبي صلى الله عليه وسلم وهو معتكف في العشر الأخير من رمضان في المسجد فتحدثت عنده ساعة من العشاء، فلما قامت تنقلب راجعة قام معها النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا بلغا باب المسجد مر بهما رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نفذا (انطلقا مسرعين) فقال لهما صلى الله عليه وسلم: على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي قالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما ما قال، فقال صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا) رواه الشيخان.
جاء في: كتاب غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للشيخ محمد السفاريني (1114 - 1188هـ)؛ مطلب: في كراهة مناجاة الاثنين دون الثالث حال الرفقة: (وأما كون أقل الجمع اثنين إنما ورد في حجب الأم من الثلث إلى السدس. وهذا الجمع قليل جدا في كلام العرب, لكن ما أحد قال إن الجمع لا يطلق على الثلاثة فأكثر. وصاحب الآداب الكبرى قال مرادهم جماعة دون واحد, واستشهد بكلام الناظم ولم يذكر خلافه). وجاء في كتب التفسير، في تفسير الآية: (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:38). التفسير: {38} قوله تعالى: {قلنا اهبطوا منها جميعاً}: الواو ضمير جمع، وعبر به عن اثنين لأن آدم، وحواء هما أبَوَا بني
¥