غيب: قوم غُيَّبٌ وغُيَّابٌ وغَيَبٌ: غائبون، والأخيرة اسم للجمع، وصحت الياء فيها تنبيهاً على أصل غاب، وإنما تثبت فيه الياء مع التحريك، لأنه شبه بصيد، وإن كان جمعاً، وصيد: مصدر قولك: بعير أصيد، لأنه يجوز أن تنوي به المصدر، وفي حديث أبي سعيد: إن سيد الحي سليم، وإن نفرنا غيب، أي: رجالنا غائبون، والغيب بالتحريك: جمع غائب كخادم. وخدم.
الفرط: فعل بمعنى فاعل، مثل تبع بمعنى تابع، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا فرطكم على الحوض"، أي: أنا متقدمكم إليه، رجل فرط، وقوم فرط، ورجل فارط، وقوم فراط، قال:
فأثار فارطهم غطاطاً جثماً =أصواتها كتراطن الفُرسِ
...... والفرط: اسم للجمع، وفي الحديث: "أنا والنبيون فُرَّاطٌ لقاصفين" جمع فارط، أي: متقدمون إلى الشفاعة، وقيل: إلى الحوض، القاصفون: المزدحمون. وفي حديث ابن عباس قال لعائشة رضي اللّه عنهم: تَقْدَمينَ على فَرَطِ صِدْقِ، يعني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي اللّه عنه، وأضافهما إلى صدق وصفاً لهما ومدحاً، وقولهَ:
إن لها فوارساً وفرطا
يجوز أن يكون من الفَرَط الذي يقع على الواحد والجمع، وأن يكون من الفَرَطِ الذي هو اسم لجمع فارط، وهو أحسن، لأن قبله: فوارساً، فمقابلة الجمع باسم الجمع أولى، لأنه في قوة الجمع. والفرط: الماء المتقدم لغيره من الأمواه.
قَعَدٌ: القَعَد: الذين لا ديوان لهم، وقيل: القعد الذين لا يمضون إلى القتال، وهو اسم للجمع، وبه سمي قعد الحرورية، ورجل قعدي منسوب إلى القعد كعربي وعرب، وعجمي وعجم. ابن الأعرابي: القَعَدُ: الشّراة الذين يُحَكِّمون ولا يحاربون، وهو جمع قاعد، كما قالوا: حارس وحَرَسٌ.
قَفَلٌ: من القفول، وهو الرجوع من السفر، رجل قافل من قوم قُفَّال، والقَفَل: اسم للجمع، قال الأزهري: وهم القفل بمنزلة القعد، اسم يلزمهم، والقفل- أيضاً-: القفول، تقول: جاءهم القَفَلُ والقُفُول، واشتق اسم القافلة من ذلك، لأنهم يقفلون. وقد جاء القفل بمعنى القفول، قال الراجز:
عِلباء، أبْشِرْ بأبيكَ! والقَفَلْ
أتاك، إن لم ينقطَع باقي الأجَلْ
هَوَ لْوَلٌ، إذا ونى القوم نَزَل
نَهَل: إبل نواهِلُ ونِهالٌ ونَهَلٌ ونُهُولٌ ونَهِلَةٌ ونَهْلَى ... قال أبو الهيثم: ناهِلٌ ونَهَلٌ مثل خادِم وخَدَم، وغائبِ وغيَبِ، وحارِسٍ وحَرَس، وقاعِدٍ وقَعَد.
هَمَل: بعير هَامل، مَن إبل هوامل وهُمَّلِ وهَمَلٍ، وهو اسم الجمع، كرائح ورِوَح، لأن فاعلاً ليس مما يكسر على فَعَل، وفي حديث الَحوض "فلا يخلص إليهم مثل هَمَل النّعَم" الهمل: ضوال الإبل، واحدها هامل، أي: أن الناجي منهم قليل في قلة النعم اَلضالةَ، والهَمَل بالتحريك: الإبل بلا راع، مثل النَّفَش، إلا أن الهَمَلَ بالنهار، والنَّفَش لا يكون إلا ليلاً، يقال: إِبلٌ هَمَلٌ وهامِلَة، وهُمَّالٌ وهَوَامِلِ، وفي الحديث: فسألته عن الهَمَل يعني الضوال من النعم، واحدها هامل مثل حارس وحرس، وطالب وطَلَب.
ضَأَن: في ضائن، وسيأتي الحديث عنها.
مَعَز: في ماعز، وسيأتي الحديث عنها.
نشَأٌ: الناشئ هو الحدث الذي جاوز الصغر، أو فويق المحتلم والأنثى ناشئ بغير هاء أيضاً، والجمع منهما نَشَأٌ مثل طالب وطَلَب، وكذلك النّشْءُ مثل صاحِبٍ وصَحْبٍ، وناشئ ونَشَأٌ: جماعة مثل خادم وخَدَم، قال نُصَيْبٌ:
ولولا أن يقال: صباً نصيب=لقلت: بنفسي النَشَأُ الصِّغارُ
وقال ابن السكيت: النَشَأُ: الجواري الصِّغار.
وفي الحديث "نشأ يتخذون القرآن مزامير" يروى بفتح الشين: جمع ناشئ، كخادم وخدم، يريد جماعة أحداثاً، وقال أبو موسى (الأصفهاني): المحفوظ بسكون الشين، كَأَنَّهُ تسمية بالمصدر.
وقال أبو عمرو: النَّشَأُ: أحداث الناس، غلام ناشئ، وجارية ناشئة، والجمع نشأٌ.
نَبَهٌ: اسم جمع، يحتمل أن يكون جمع نابه أو نبيه، أو منقولا من المصدر.
فهذه الألفاظ كلها- كما ترى- لها مفرد على وزن (فاعل) وهذا هو النوع الأول مما ورد له اسم جمع على وزنِ (فَعَلً).
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 01:18 م]ـ
السلام عليكم
تشكر على هذه الفرائد استاذنا أبا الفادي
بورك فيك
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 05:26 م]ـ
وأنا كذلك أشكرك لما قدمته من جهد في سبيل إثرائنا فبارك الله فيك أيها المشرف الجميل.