تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[علي المعشي]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 12:22 ص]ـ

أخي الحبيب الفاتح

بعد أن تغير التركيب وأصبح:

وإنّي وإن كنت الأخير زمانه فلآتيَنّ بما لم تستطعه الأوائل

قلت مستفهما:

هل تغيّر المعنى؟

أليس الأولى أن تظل جملة " فلآتينّ " هي خبر إنّ؟

وأجيب:

لقد تغير التركيب ومع تغيره يتغير الإعراب وإن ظل المعنيان متقاربين، فقولك: يقوم زيد، وزيد قائم، بالمعنى نفسه تقريبا، لكن هل يتطابق الإعراب؟

ألا ترى أنه في التركيب الأصلي لبيت المعري يمكن أن تكون (إنْ) محذوفة الجواب، أو لا تحتاج إلى جواب ـ على رأي من يرى ذلك ـ بدليل أنه يمكن الاستغناء عن الجملة الشرطية لنقول: إني لآت بما لم تستطعه الأوائل؟

أما بعد تغير التركيب، فإن كنت ترى أنه لم يتغير شيء وأن جملة (فلآتين) لا علاقة لها بالشرط فافعل ما فعلته في التركيب الأساس أي احذف جملة الشرط وانظر هل يستقيم (إني فلآتين بما لم تستطعه الأوائل)؟

فإن استقام عندك هذا فإنه يستقيم عندك: (الولايات فالسم في ذاك العسل)!!

فأقول إنه لما شبه الولايات بالعسل ثم ذكر العسل في الخبر وأشار إليه باسم الإشارة فأرى أن الرابط هو اسم الإشارة

أخي الكريم أبا حازم

إنما ذكر العسل مرة واحدة ليس غير، أي في جملة (فالسم في ذاك العسل)، فإذا قلتَ إن التشبيه مقدر أي (الولا يات كالعسل) فقد أقررت بأن الخبر محذوف لا مذكور، وعليه تصبح جملة (فالسم ... ) خالصة لجواب الشرط!!

لكنك (قطعتَ) بأن الجملة المقترنة بالفاء هي خبر المبتدأ، فهل يستقيم عندك: (الولايات فالسم في ذاك العسل)؟!!

وأما قولي بأن الخبر جملة (نصب المنصب أوهى جلدي) فإنما هو وجه محتمل جعلتُه (ثانيا) بعد أن قدمت وجه حذف الخبر، ثم إن الربط ـ على الوجه الثاني ـ قد تم بيانه في مشاركة سابقة.

أخيرا أقول لكما:

أيها العزيزان، هل علمتما أحدا من النحاة قد قال ما قلتماه: أي إذا ولي المبتدأ شرط، وبعدهما جملة مقترنة بالفاء فإن هذه الجملة المقترنة بالفاء خبر المبتدأ؟!!

أما أنا فإني أستند إلى القاعدة الآتية:

"متى اجتمع مبتدأ وشرط وكان المبتدأ مقدماً فإن لم يقترن ما وقع بعدُ بالفاء ولم يصلح لمباشرة الأداة كان خبراً والجزاء محذوف، وإن اقترن بالفاء أو صلح لمباشرة الأداة كان جواب الشرط والخبر محذوف ... " اهـ، حاشية الصبان على شرح الأشموني للألفية (الشاملة).

وأستأنس بقول عباس حسن على قول عامر بن الطفيل:

" وإني وإنْ كنت ابنَ سيد عامرٍ، وفي السر منها والصريح المهذب

فما سودتني عامر عن وراثة ...

(قال عباس حسن) فما دخلت عليه الفاء هو الجواب، وخبر (إن) محذوف"اهـ

النحو الوافي، ج1 ص69، ط5، دار المعارف ..

ملحوظة: هناك رأي حسن ـ لكنه لا ينطبق على مسألتنا ـ مضمونه أنه إذا ولي المبتدأ شرط وبعدهما جملة مقترنة بالفاء فإن الجملة المقترنة بالفاء جواب الشرط، والجملة الشرطية الكبرى خبر المبتدأ. وهذا لا ينطبق على جملتنا لوجود الواو قبل أداة الشرط، وإنما قد يصح هذا لو أنه قال: (الولايات إن طابت ... فالسم في ذاك العسل) إذ يمكن في غياب الواو أن نقول إن الجملة الشرطية الكبرى (إن طابت ... فالسم في ذاك العسل) خبر المبتدأ، أما مع وجود الواو فلا.

تحياتي ومودتي الخالصة.

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 11:40 ص]ـ

السلام عليكم

الشكر لك موصول أستاذي عليّا

منذ البداية عرفت أنّه لا بد أن يكون الخبر محصورا في البيت الأول في نفس النص الذي فيه المبتدأ لأن المعنى قد تم به

وكان أمامنا أحد خيارات ثلاثة في الخبر:

1 - أن يكون هو نفسه الجملة المقترنة بالفاء " فالسم في ذاك العسل "

2 - أن يكون مؤوّلا من الجملة ذاتها " سمها في عسلها" أو بتقدير محذوف يربط الخبر بالمبتدأ " السم منها في ذاك العسل "

3 - أن يكون محذوفا يدل عليه جواب الشرط , وهو ما دافعت عنه أنت

أما وقد جئتنا بالقاعدة والشاهد فإليه قد استراحت النفس واطمأنّ الفؤاد

أجزل الله لك الثواب ونفع بك وبعلمك

ـ[أبو حازم]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 12:25 م]ـ

سلام عليكم

قال علي أيده الله

أما أنا فإني أستند إلى القاعدة الآتية:

"متى اجتمع مبتدأ وشرط وكان المبتدأ مقدماً فإن لم يقترن ما وقع بعدُ بالفاء ولم يصلح لمباشرة الأداة كان خبراً والجزاء محذوف، وإن اقترن بالفاء أو صلح لمباشرة الأداة كان جواب الشرط والخبر محذوف ... " اهـ، حاشية الصبان على شرح الأشموني للألفية (الشاملة).

قلت ليس هذا مما نحن منه في شيء، لأنه كان يتكلم عن الشرط الواقع بعد مبتدأ كقول القائل (زيد إن جاء جاء عمرو) ومعلوم أن الشرط هو تعليق حدث بحدث حيث يعقب أحدهما الآخر

وأما البيت الذي نحن بصدده فليس فيه معنى الشرط ألبتة، لأن الشاعر لم يعلق وجود السم في العسل بالذوق، بل إن السم حاصل سواء ذاق أو لم يذق

فهو يخبر عن هذا الأمر دون تعليق

وجملة (وإن طابت لمن ذاقها) هي ليست بمعنى الشرط بل هي على تقدير المعية أي (الولايات مع طيب مذاقها فالسم في ذاك العسل)

والشبهة الحاصلة في إعراب هذا البيت هو أن تشبيه الولايات بالعسل لم يكن صريحا، وإنما أشار إليه بقوله (وإن طابت لن ذاقها)، لذلك لم يجز حذف هذه الجملة لأنها هي المبينة عن الرابط في الخبر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير