تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[علي المعشي]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 09:20 م]ـ

أنت تعلم استاذي أنني لست ممن ينتصرون لآرائهم , فكم تراجعت عن قول قلته وعدلت إلى ما كان صوابا

في هذه المسألة ما زلت غير مطمئنّ حتى أصل إلى قناعة تامّة , وهذا من حقّي استاذي الحبيب

أخي الغالي الفاتح، نعم أعلم هذه السمة فيك وأقدرها حق قدرها، ولو علمتك مجادلا لزهدت في استمرار الحوار! فحياك الله أخي، وما مطلبنا إلا الوصول إلى الصواب.

لو رجعت أستاذي إلى كلامي لوجدت أنني لم أقل: إنّ المبتدأ " الولايات " يتضمّن معنى الشرط , وإنّما الجملة السابقة للفاء كلّها فيها رائحة الشرط وهي "الولايات وإن طابت لذائقها "

ما قبل الفاء شيئان: مبتدأ لا يتضمن شرطا (الولايات)، وأداة شرط مع فعلها (إن طابت) إذان لا نقول رائحة شرط وإنما هو شرط صريح، وما دامت الجملة مقترنة بالفاء وقبلها شرط صريح وهي تصلح جوابا له بل لا تصلح إلا جوابا له فالجواب للشرط، بدليل أنك حينما قدرت المعنى قلت:

فصار المعنى " إن طابت الولايات لذائقها " فالسمّ في ذاك العسل " فجعلت الجواب للشرط وهو الصحيح.

وفي بيت المعرّي (بغض النظر عن الوزن الشعري) ألا يصح أن يقول هو أو غيره:

وإنّي وإن كنت الأخير زمانُه فلآتينّ بما لم تستطعه الأوائل؟

هل من مانع لهذه الصيغة؟

أين خبر إنّ إذن؟ ولماذا اقترن بالفاء إذا صح اقترانه بها

لا مانع من هذه الصيغة، لكن التركيب قد تغير على النحو الآتي:

*اللام لم تعد لام ابتداء وإنما هي هنا واقعة في جواب قسم محذوف.

* جملة (لآتين) جواب القسم المحذوف وليست خبرا لإن.

* الفاء مقترنة بجواب الشرط وليست مقترنة بخبر إن، وجواب الشرط هنا هو القسم المحذوف مع جوابه والتقدير ( ... فوالله لآتين بما لم تستطعه الأوائل)

* خبر إن محذوف أغنى عنه جواب الشرط.

ومثل ذلك خبر (الولايات) محذوف أغنى عنه جواب الشرط، هذا في حال اعتباره محذوفا، أما على اعتباره مذكورا فهو جملة (نصب المنصب أوهى جلدي) على صفة الربط التي بينتها في مشاركة سابقة.

أمّا في مسألتنا فأرى الجملة المقترنة بالفاء هي الخبر بتقدير محذوف اقتضاه الوزن الشعري أو لأنّه مفهوم من السياق مما أغنى عن ذكره , التقدير: فالسم منها في ذاك العسل

تقتضي الصناعة أن تكون جملة (فالسم في ذاك العسل) جوابا للشرط لاقترانها بالفاء، ولكنها تغني عن خبر المبتدأ لذلك نقول إن خبر المبتدأ محذوف أغنى عنه جواب الشرط ولا نقول إن الجملة المقترنة بالفاء خبر المبتدأ بدون مسوغ للفاء، وذلك أنك تستطيع تقدير الخبر المحذوف بصورة تصلح لأن تكون خبرا، لكنك لا تستطيع جعل الصورة الحالية (فالسم ... ) خبرا للمبتدأ لوجود مانع هو الفاء وعدم الرابط.

تحياتي وخالص ودي.

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 12:04 ص]ـ

السلام عليكم

بارك الله فيك استاذي على سعة صدرك

ولكن ما زال عندي بعض التساؤلات لم تشف غليلي أو ترح صدري

اتّفقنا على أنّ " إن " في قول المعرّي:

وإنّي وأن كنت الأخير زمانه لأت .. أنّها هي الوصليّة محذوفة الجواب , اي لا وجود للجواب لها , وهي ليست شرطيّة

ولقد أقررت بصحة النص المعدّل عن قول المعرّي , وهو:

وإنّي وإن كنت الأخير زمانه فلآتيَنّ بما لم تستطعه الأوائل

فقد استعضنا عن اسم الفاعل المقرون بلام التوكيد المزحلقة (لآت) بجملة جواب القسم الموصولة بنون التوكيد والمقترنة بالفاء (فلآتيّنّ)

هل تغيّر المعنى؟

بظنّي لم يتغيّر لأنّ اسم الفاعل يدل على الحال أو الاستقبال كما هو معنى الفعل المضارع , وهناك أكّدنا المشتق بلام التوكيد , وهنا أكّدنا الفعل المضارع بالقسم وبنون التوكيد

سؤالي هو: أليست جملة (وإن كنت الأخير زمانه) في الجملتين معترضة وإن هي الوصلية التي لا تحتاج إلى جواب؟ وهي ليست شرطيّة , بل هي حرف لا محل له من الإعراب غير عاملة؟

وقد قلتَ:

الفاء مقترنة بجواب الشرط وليست مقترنة بخبر إن، وجواب الشرط هنا هو القسم المحذوف مع جوابه والتقدير ( ... فوالله لآتين بما لم تستطعه الأوائل)

فأين هو الشرط وأين فعله؟ حتى نعتبر جملة " فلآتيَنّ " جوابه؟

أليس الأولى أن تظل جملة " فلآتينّ " هي خبر إنّ؟

واعذرني على كثرة إلحاحي

وتقبل منّي خالص تحيّاتي واحترامي

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 01:06 ص]ـ

للرفع

ـ[أبو حازم]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 07:44 م]ـ

سلام عليكم

قد كنت أسلفت القول أن الخبر هو قوله (وإن طابت ... العسل)

ولما قرأت كلام الفاتح غير شيئا من قولي، فالخبر هو قطعا (فالسم في ذاك العسل)، ولكني سالك في الربط غير سبيله

فأقول إنه لما شبه الولايات بالعسل ثم ذكر العسل في الخبر وأشار إليه باسم الإشارة فأرى أن الرابط هو اسم الإشارة على سبيل قوله تعالى (ولباس التقوى ذلك خير)

وإنما قطعت بأن الخبر هو (فالسم في ذاك العسل) لأنه يحسن السكوت عليه، ومعلوم أن الجملة الاسمية إذا لم تستكمل خبرها لم يحسن السكوت عليها

فلو كان قوله (نصب المنصب أوهى جلدي) هو الخبر لما حسن السكوت على ما قبله فتأمل يا علي

وأيضا لو كان (نصب المنصب أوهى جلدي) هو الخبر لكان يحتاج إلى رابط، ولم يأت أخونا علي بشيء تطمئن إليه النفس في هذا الصدد

وأيضا لو كان (نصب المنصب أوهى جلدي) هو الخبر فما هو محل الجملة (فالسم في ذاك العسل)؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير