2 ـ لأنهم حذفوا الياء والواو لاستعمال الحركات عليها؛ لأنها تستثقل من حرف العلة، أما في الترخيم فإنما وضع الحذف فيه على خلاف القياس لتخفيف الاسم، كثرت حروفه ولم يوجد هاهنا؛ لأنه أقل الأصول وهي في غاية الخفة وهذا يؤدي الترخيم إلى الإجحاف به وذلك لا يجوز.
المسألة التاسعة عشر
هل يقال لولاي ولولاك موضع الضمائر
رأي الكوفيون:
ذهب إلى أن الياء والكاف في لولاي ولولاك في موضع الرفع.
رأي البصريون:
أن الياء والكاف في موضع الجر بلولا، وأبو العباس قال: إنه لا يجوز أن يقال لولاي ولولاك، بل يقال لولا أنا لولا أنتِ، كما جاء في القرآن " لولا انتمَ لكُنَّ مؤمنين ".
حجج الكوفيون:
قلنا أن الياء والكاف في موضع رفع؛ لأن الظاهر الذي قام الياء والكاف مقامة رفع بها على مذهبنا، وبالابتداء على مذهبكم.
حجج البصريون:
قلنا في موضع جر الياء والكاف، لا تكونان علامة مرفوع والمصير إلى ما لا نظير له في كلامهم مُحال، ويجب أن لا يتوهموا بأنها في موضع نصب؛ لأن لولا حرف ليس بفعل له، وإذا لم يكن في موضع رفع ولا نصب وجب أن يكون في كوضع جر.
رد البصريون على الكوفيين:
فإنه قد يجوز أن تدخل علامة الرفع على الخفض، ألا ترى أنه يجوز أن يقال ما أنا كأنت، وأنت من علامات المرفوع، وهو هنا في موضع مخفوض والذي يدل عل أن لولا ليس بحرف خفض أنه لو كان خفضٍ، لكان يجب أن يتعلق بفعل أو معنى فعل وليس ها هنا ما يتعلق به.
وقول الشاعر: وأنت امرؤ لولا عاطحت كما هوى بأجرامة من قلة النيق منهوت
المسألة العشرون
هل تأتي ألفاظ الإشارة أسماء موصولة
رأي الكوفيون:
ذهب الكوفيون إلى أن هذا وما أشبه من اسما الإشارة يكون بمعنى الذي والأسماء الموصولة، نحو: هذا قال ذاكُ زيد، أي الذي قال ذاك زيد.
رأي البصريون:
ذهب إلى أنه لا يكون بمعنى الذي.
حجج الكوفيون:
احتج الكوفيون بالنقل، فقد ورد ذلك في كتاب الله تعالى وكلام العرب، قال تعالى " ثم انتم هؤلاء تقتلون أنفسكم " والتقدير فيه ثم انتم الذين تقتلون أنفسكم.
وقال تعالى " ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة "،
وقولة تعالى " وما تلك بيمينك يا موسى ".
حجج البصريون:
قلنا ذلك؛ لأن الأصل في هذا وما أشبه في الأسماء الإشارة، أن تكون دالاً على الإشارة، والذي وسائر الأسماء الموصولة ليست بمعناها فينبغي أن لا يحمل عليها.
رد البصريون على الكوفيين:
ـ أما قولهم " ثم أنتم هؤلاء تقتلون "، فيرد على ذلك البصريون من ثلاثة أوجه وهي: 1 ـ أن يكون هؤلاء، باقيًا على أصله من كونه اسم الإشارة وليس بمعنى الذي كما زعمتم.
2 ـ أن يكون هؤلاء، تأكيدًا لأنتم والخبر تقتلون، ثم هذا لا يستقيم على أصلكم، فإن تقتلون عندكم في موضع نصب؛ لأنه خبر.
3 ـ أن يكون هؤلاء، منادى مفردًا، والتقدير فيه ثم أنتمَ يا هؤلاء تقتلون، وتقتلون هو الخبر.
ـ أما قولهم ما تلك بيمينك يا موسى، فلا حجة لهم فيه؛ لأن تلك معناها الإشارة وليست بمعنى التي، أي شيء هذه بيمنك.
المسألة الحادية والعشرون
إنِ الشرطية هل تقع بمعنى إذْ؟
رأي الكوفيون:
ذهب الكوفيون إلى أن الشرطية تقع بمعنى إذ.
رأي البصريون:
قالوا إنها لا تقع بمعنى إذ.
حجج الكوفيون:
احتج الكوفيون بالنقل، فقد ورد ذلك في كتاب الله وكلام العرب بمعنى إذ، قال تعالى " وَإن كُنتم في رَيبٍ مما نزّلنا على عبِدنا "، أي وإذا كنتم في ريب؛ لأن إن الشرطية تفيد الشك بخلاف إذ.
وقول الشاعر: وَسَمِعتَ حَلْفَتَهَا التي حَلفَََتْ إنْ كان سَمعكَ غَيْرَ ذِي وَقرِ.
حجج البصريون:
أجمعنا على أن الأصل في إن تكون شرطًا، والأصل في إذ أن تكون ظرفًا، والأصل في كل حرفٍ أن يكون دالً على ما وضع له في الأصل، فمن تمسك بالأصل قد تمسك باستصحاب الحال، ومن عدل عن الأصل بقى مرنهتًا بإقامة الدليل، ولا دليل لم يدل على ما ذهبوا إليه.
رد البصريون على الكوفيين:
¥