- ازدواج الكلام وسجعه وتناسبه: بتتبع كلام العرب قد يكون من الأسباب الداعية إلى حذف الفاعل وإنابة المفعول به منابه ازدواج الكلام وسجعه وتناسبه هناك من أقوال العرب وأمثالهم المشهورة:
«من طابت سريرتُه حُمدتْ سيرتُه»
يعني من كانت أموره الخاصة التي لا يعلم بها إلا الله -سبحانه وتعالى- طيبة حسنة فإن الله -سبحانه وتعالى- يلهم الناس حبه فيحمدون سيرته ويثنون عليه ويذكرونه بما يستحق وهذا من فضل الله -سبحانه وتعالى- على من يوفقه للإخلاص له, لو أن هذا الفعل قلنا حُمدتْ سيرته لو افترضنا أنا جئنا بهذا الفعل مبنياً للمعلوم وليس للمجهول، المقصود بمبني للمعلوم يعني له فاعل مبني للمجهول يعني حذف الفاعل وأقيم المفعول به مقامه لو أنا جعلنا هذه الجملة كلها مبنية للمعلوم: من طابت سريرته حمد الناسُ سيرتَه ينكسر الازدواج والسجع ينكسر, لماذا ينكسر؟ من طابت سريرته بالرفع حمد الناس سيرته بالنصب ما فيه تناسب بين الجملتين, حتى نجعل الجملتين متناسبتين نجعل هذه مرفوعة وهذه مرفوعة ولا تكون المرفوعة الثانية إلا بجعلها نائب فاعل ولذلك صيغ الفعل للمجهول وأقيم المفعول به مقامه ورفع حتى يكون آخر الجملتين كلاهما مرفوع فيقولون من طابت سريرته حمدت سيرته ليتم الازدواج والمحافظة على السجع.
- أن يكون الفاعل معلوماً: هناك من الأسباب التي تدعو إلى حذف الفاعل أن يكون الفاعل معلوماً, ومعروف أن العربية مبنية على الإيجاز وحذف ما هو معلوم, الشيء إذا كان معلوماً الأصل ألا تطيل بذكره أنت تذكر فقط ما يحتاج السامع إليه أما ما لا يحتاج السامع وما يعرفه حتى ولو لم يذكر في الكلام فإنه تطوي عنه كشحاً وتأتي مباشرة بما هو محتاج إليه والاختصار من مقاصد البلغاء، ولذلك عندما يقول الله -سبحانه وتعالى-: ? خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ? [الأنبياء: 37] الخالق معلوم هو الله -سبحانه وتعالى- ولكونه معلوماً لكل من يقرأ هذه الآية بني الفعل للمجهول للعلم به هذا إذن سبب ثالث لحذف الفاعل وهو أنه معلوم للسامع فلا حاجة لذكره.
- الخوف من الفاعل: أحياناً يكون أنت تخاف من الفاعل نفسه أن تذكره مثلاً أن تقول: ضُربَ الرجلُ لو أنك ذكرت الضارب تخشى من بطشه لأنك أخبرت عنه وأشعت أنه هو الذي فعل هذه الفعلة الشنيعة وتخشى منه تقول: ضُربَ الرجلُ حتى تسلم, فخوفاً من الضارب تحذف الفاعل وتبني الفعل للمجهول.
- الخوف على الفاعل: وأحياناً يدعوك إلى ذلك الخوف على الفاعل الخوف عليه فإذا قلت مثلاً ضُرب الرجل أنت تخشى أن يعلم من هو الضارب فينتقم منه فلا تذكره.
- الإبهام على السامع: أحياناً يكون أنت تقصد الإيهام والإبهام على السامع, لا تريد أن تخبر من الذي فعل الفعل لأنك تحس أن هذا أمر لا ينبغي الإخبار بسبب ما, لأسباب فتأتي تقول ضُربَ الرجلُ وكأنك تقول: لا يهمك أن تعرف من الضارب؛ لأني لا أريد أن أخبرك أصلاً به.
إذن هناك أسباب كثيرة تدعو إلى حذف الفاعل وإقامة المفعول به مقامه كل هذا الكلام الذي قلته الآن هو جواب عن سؤال قد يعن لبعض السائلين وهو: لماذا يأتي أصلاً باب نائب الفاعل؟ لماذا نحذف الفاعل وهو عمدة وهو أصل في الكلام وننيب مفعول به منابه نقول هناك أسباب وعلل بلاغية ومعاني بلاغية يلجأ إليها المتحدثون ويحذفون معها الفاعل لأغراض معينة وإذا حذفوا الفاعل لابد أن يأتوا بركن بديل عنه لأن الفاعل ركن من أركان الجملة فالبديل عنه هو أن يقيموا المفعول به مقامه ويأخذ حينئذ حكمه.
أتمنى أن أكون وُفقت في الطرح
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
ـ[جمال الشريف]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشكر الجزيل لأخي الدكتور مروان، وجزاك الله خير الجزاء
اسمح لي بإضافة بسيطة:
اسم الشرط (أي) فهو حينما يضاف إلى العاقل أو إلى غير العاقل يعرب كما تعرف الأسماء (من ـ ما ـ مهما) وبنفس الشروط.
تحياتي
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 05:42 ص]ـ
شكرا لك أخي الحبيب سعيد
لقد أغنيت البحث استقصاء وفائدة
جزاك الله خيرا
ـ[الأخفش]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 09:21 ص]ـ
ويستحسن أن نسميه (باب المفعول الذي لم يسمى فاعله) كما يعبر بعض العلماء أو نسميه (باب الفعل مغير الصيغة)
تحياتي