الزواج أقصى أماني المرأة ولو صارت عضوة البرلمان , وصاحبة السلطان. والفاسقة المستهترة لا يتزوجها أحد وحتى الذي يغوي البنت الشريفة بوعد الزواج , ان هي غوت وسقطت تركها وذهب إذا أراد الزواج , فتزوج غيرها من الشريفات , لأنه لا يرضى أن تكون ربة بيته وأم بنته , امرأة ساقطة.
والرجل اذا كان فاسقا ً داعرا ً , اذا لم يجد في سوق اللذات بنتا ً ترضى أن تريق كرامتها على قدميه , وأن تكون لعبة بين يديه , اذا لم يجد البنت الفاسقة أو البنت المغفلة , التي تشاركه في الزواج على دين إبليس , وشريعة القطط في شباط , طلب من تكون زوجته على سنة الاسلام , فكساد الزواج منكن يا بنات , لو لم يكن منكن الفاسقات ما كسدت سوق الزواج ولا راجت سوق الفجور .. فلماذا لا تعملن؟ لماذا لا تعمل شريفات النساء على محاربة هذا البلاء؟ أنتن أولى به وأقدر عليه منا لأنكن أعرف بلسان المرأة وطرق افهامها لأنه لا يذهب الفساد إلا أنتن: البنات العفيفات الشريفات البنات الصينات الدينات في كل بيت من بيوت الشام بنات في سن الزواج لا يجدن زوجا ً , لأن الشباب وجدوا من الخليلات ما يغني عن الحليلات ولعل هذا في غير الشام أيضا ً .. فألفن جماعات منكن من الأديبات والمتعلمات ومدرسات المدرسة وطالبات الجامعة تعيد أخواتكن الضالات إلى الجادة , خوفنهن الله , فإن كن لا يحذرنه , فخاطبنهن بلسان الواقع , قلن لهن: أنكن صبايا جميلات فلذلك يقبل الشباب عليكن , ويحومون حولكن , ولكن هل يدوم عليكن الصبا والجمال؟ ومتى دام في الدنيا شيء حتى يدوم على الصبية صباها وعلى الجميلة جمالها فكيف بكن إذا صرتن عجائز محنيات الظهور , مجعدات الوجوه؟ ّ! من يهتم يومئذ بكن؟ ومن يسأل عنكن؟ أتعرفن من يهتم بالعجوز ويكرمها ويوقرها؟ أولادها وبناتها , حفدتها وحفيداتها. هنالك تكون العجوز ملكة في رعيتها , ومتوجة على عرشها على حين تكون (الأخرى ... ) أنتن أعرف بما تكون عليه؟
فهل تساوي هذه اللذات تلك الآلام؟ وهل تشتري بهذه البداية تلك النهاية؟
وأمثال هذا الكلام , لا تحتجن إلى من يدلكن عليه ولا تعدمن وسيلة إلى هداية أخواتكن المسكينات الضالات , فان لم تستطعن ذلك معهن , فاعملن على وقاية السالمات من مرضهن , والناشئات الغافلات من أن يسلكن طريقهن.
وأنا لا أطلب منكن أن تعدن بالمرأة المسلمة اليوم , بوثبة واحدة إلى مثل ما كانت عليه المرأة المسلمة حقا ً , لا وأني لأعلم أن الطفرة مستحيلة في العادة , ولكن أن ترجعن إلى الخير خطوة خطوة , كما اقبلتن على الشر خطوة خطوة , انكن قصرتن شعرة شعرة , ورققتن الحجاب , وصبرتن الدهر الأطول , تعملن لهذا الانتقال والرجل الفاضل لا يشعر به , والمجلات الداعرة تحث عليه والفساق يفرحون به حتى وصلنا إلى حال لا يرضى بها الاسلام؟ ولا ترضى بها النصرانية , ولم يعملها المجوس الذين نقرأ أخبارهم في التاريخ , إلى حال تأباها الحيوانات.
إن الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة وذودا ً عنها , وعلى الشواطىء في الاسكندرية وبيروت رجال مسلمون , لا يغارون على نسائهم المسلمات أن يراهن الأجنبي , لا أن يرى وجوههن ... ولا أكفهن ... ولا نحورهن ... بل كل شيء فيهن! كل شيء إلا الشيء الذي يقبح مرآه ويجمل ستره , وهو العورتين , وحلمتا الثديين ... وفي النوادي والسهرات (التقدمية) الراقية , رجال مسلمون يقدمون نساءهم المسلمات للأجنبي ليراقصهن ويضمهنن حتى يلامس الصدر الصدر , والبطن البطن , والفم الخد , والذراع ملتوية على الجسد , ولا ينكر ذلك أحد , وفي الجامعات المسلمة شبان مسلمون يجالسون بنات مسلمات متكشفات باديات العورات , ولا ينكر ذلك الآباء المسلمون ولا الأمهات المسلمات , وأمثال هذا كثير , لا يدفع في يوم واحد ولا بوثبة عاجلة , بل أن نعود إلى الحق من الطريق الذي وصلنا منه إلى الباطل وجدناه الآن طويلا ً – وان من لا يسلك الطريق الطويل الذي لا يجد غيره لا يصل أبدا ً – وأن نبدأ بمحاربة الاختلاط , والاختلاط غير السفور , وأنا لا أمنع من كشف الوجه , ان كان لا يتحقق بكشفه الضرر على الفتاة والعدوان على عفافها , وأراه عند أمن الفتنة خير من هذا الذي نسميه في بلاد الشام حجابا ً , وما هو إلا ستر المعايب , وتجسيم للجمال وإغراء للناظر.
¥