ـ[قمر لبنان]ــــــــ[20 - 12 - 2008, 03:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب أبو العباس المقدسي
أعتقد أن الجملة الأولى "أنت لكل العفو جدير " إذا جعلت ما مصدرية - وكما تعلم المصدر خال من الزمن - صالحة لكل زمان.
أما في الجملة الثانية "أنت لكل الذي تعفو عنه جدير " إذا جعلت ما موصولية - وكما تعلم أن الفعل مقيد بزمن - فالعفو مقيد بزمن.
لذا أرجح أن تكون ما مصدرية، ولا أخطىء من قال بموصوليتها وكذلك قال الأستاذ أبو مصعب في مشاركة سابقة " قياس على شاذ "
والله أعلم
ـ[أبومصعب]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 03:32 م]ـ
شكر الله لأستاذي الحبيب قمر لبنان ما أفادنا به من درر وفوائد، وبارك الله فيك يا أبا العباس،
المقصد البلاغي , هو الإيجاز وعكسه الإطناب كما تعلم , وقد حذف الجار والمجرور , اختصارا لدلالة السياق عليه
لا أدري أي سياق دلك على الحذف، فإن كان السياق قد دلك على الجار والمجرور، فلم لم يدلك السياق على ما قدرته في مشاركتي السابقة غير ما ذكرتَ؟
ا
لثانية مع اسم الموصول
أنت لما تعفو عنه جدير أي أنت جدير لكل ذنب تعفو عنه , أي كريم وخليق للذنب تعفو عنه والمقصود أنك ذو كرم , تتكرّم على عبادك فتعفو عن سيئاتهم
لا أدري أفهمت معنى "أنت للذي تعفو عنه جدير" أم لا؟
ولا تنس أنّ الفعل عفا يعفو متعدّ بحرف الجر "عن" قال تعالى: "ويعفو عن كثير " وقال: " عفا الله عنك لما سلف " , وقال " ويعفو عنهم " وقال " والعافين عن الناس "
وقال " فاعف عنهم واصفح "
ولاتنس أن الفعل يتعدى إلى الفعول المطلق بدون واسطة، "تعفوه"، وهذا أقوى التخريجات وأوجهها، لو أن "الذي" مكان "ما" فتأمل!
وأخيرا قال ابن مالك في التسهيل:
" ولا يجوز حذف العائد المجرور إن خلا مما شرط في جواز حذفه إلاّ قليلا .. "
وقد استشهد بقول الشاعر:
ومن حسد يجوز على قوي ... وأي الدهر ذو لم يحسدوني
الخلاصة: ابن مالك لا ينفي ورود شواهد حذف فيها العائد المجرور على خلاف القاعدة على الإطلاق , ولكنّه قليل
فهذا كما ذكر ابن مالك قليل نادر، والقليل النادر شاذ لا يقاس عليه، فكيف و "ما" مصدرية؟.
تحياتي الحارة
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 06:39 م]ـ
حوار رائع رائق من الأحبة: أبي مصعب أبي العباس قمر لبنان:
ولست خائضا في الحوار ولا مشعلا لفتيله فقط أردت أن أنقل شيئًا مما يتعلق بحذف العائد المجرور:
قال الأشموني في شرحه على الخلاصة: واختلف في المحذوف من الجارِّ والمجرور أولاً، فقال الكسائي: حذف الجار أولا ثمّ حُذف العائد، وقال غيره: حُذفا معًا، وجوّز سيبويه والأخفش الأمرين. قال الصبّان تعليقًا: " تظهر فائدة الخلاف في نحو: {ذّلِكّ الذي يبشِّر الله عِباده} أي: به، فعلى رأي الكسائي الحذف قياسي؛ لآن المحذوف عائد منصوب، وعلى رأي غيره سماعي لعدم جر الموصول بل حذف كل عائد مجرور – على قول الكسائي - من حذف المنصوب بخلافه على قول غيره،، ويلزم حينئذٍ أنّ الكسائي ينكر حذف العائد المجرور ولا يقول به،، اللهم إلا أن تجعل تسميته مجرورًا على قوله باعتبار ما قبل الحذف فتأمّل!! " انتهى.
أخي الحبيب، أبا العباس: ما معنى: فأنت للذي تعفو عنه جدير؟ وأيهما أكثر بلاغة وتأدية للمعنى: أنت للعفو جدير، أو أنت للمعفُوِّ عنه جدير؟؟
دمتم متألقين طيبين.