تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[أبومصعب]ــــــــ[20 - 12 - 2008, 05:37 ص]ـ

أخي أبا مصعب , حفظه الله

ما ذكرته أخي صحيح في شروط حذف الرابط المجرور بحرف الجر

ولكن أجاز النحاة حذف العائد إذا تعين المحذوف ولم يوقع في لبس تطبيقًا للقاعدة العامة التي تنص على أنّه ما لا ضرر في حذفه لا خير في ذكره

ومن أمثلته قوله تعالى: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَه}، أي: يبشّرُ به

وقول الشاعر:

ومن حسد يجوز على قوي ... وأي الدهر ذو لم يحسدوني

أي لم يحسدوني فيه

وقد استحسن الأستاذ عبّاس حسن هذا الرأي , وقال:

"وهذا رأي حسن، والأخذ به في جميع الشئون اللغوية مقصد بلاغي قويم."

ألا ترى معي أخي أنّه في مثالنا

يمكن التقدير:

"فأنت لكل ما تعفو عنه جدير"

وهنا لا ضرر من حذف العائد المجرور لأنّه لا لبس في حذفه

وتقبّل تحيّاتي

أستاذنا أبا العباس،

رأي المحققين من النحاة أن العائد المجرور بحرف جر لا يجوز حذفه إلا إذا جر الموصول بمثل ذلك الحرف لفظا ومعنى، أما استشهدت به من الآية الكريمة ففيها تخريجات أخرى كثيرة تجد شيئا منها في ملحق الفوائد، وبعضها أقوى بكثير مما ذهب إليه عباس حسن، وأنت تعلم أن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال، وأما البيت الشعري فلا يعرف قائله ولا زمنه، فإن سلم من هذا الطعن وأنه مما يستشهد به، فجائز أن يكون المحذوف ضمير نصب عائدا على الدهر، أو أن يكون المحذوف حرف جر فنصب الضمير الذي كان مجرورا على التوسع، أو أن يكون المحذوف حرف الجر ومجروره لضرورة الشعر،

وهذا الذي قدرته في قولك: " فأنت لكل ما تعفو عنه جدير "، فجائز لو كان "الذي" مكان "ما"، مع ما تضيف إليه من الضرورة شعرية،

وجائز أيضا أن تقدره: " فأنت لكل ما تعفو به جدير " أي " فأنت لكل ما تعفو بسببه جدير من التوبة والاستغفار والشكر"،

وجائز أيضا أن تقدره: " فأنت لكل ما تعفوه جدير" أي " فأنت لكل العفو الذي تعفوه جدير"

وجائز أيضا أن تقدره: " فأنت لكل ما تعفو عليه جدير" لأن "على" تأتي مكان "عن"

وجائز أيضا أن تضع مكان "عن" حرفا آخر من حروف الجر فتحصل على تقديرات كثيرة، ولا تستغرب هذا الأمر فمجموعة من النحاة قالوا بنيابة حروف الجر بعضها عن بعض

وجائز أيضا ...

وهذه بعض أضرار حذف العائد المجرور الذي لم يدخل على موصوله مثل الحرف الذي جره،

لكن ما كانت "ما" مصدرية أصالة، وكان المعنى لما كانت مصدرية أعلى بلاغة وأكثر شمولا " فأنت لكل عفو جدير " ولم نحتج معها وهي مصدرية إلى محذوف، ولم يزاحمها وهي مصدرية كثرة الجوازات كان الحمل على هذا أولى وأقرب، وكان التخريج على غيره بعيد.

بارك الله فيك ونفع بك يا أبا العباس

فائدة:

قال الزمخشري في الكشاف ص:977؛ عند تفسيره لقول الله عز وجل: "ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ [الشورى: 23] "

والأصل: ذلك الثواب الذي يبشر الله به عباده، فحذف الجار، كقوله تعالى: "وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلا" ثم حذف الراجع إلى الموصول، كقوله تعالى: "أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا"، أو ذلك التبشير الذي يبشره الله عباده. اهـ.

ـ[قمر لبنان]ــــــــ[20 - 12 - 2008, 11:46 ص]ـ

وقد استحسن الأستاذ عبّاس حسن هذا الرأي , وقال:

"وهذا رأي حسن، والأخذ به في جميع الشئون اللغوية مقصد بلاغي قويم."

ألا ترى معي أخي أنّه في مثالنا

يمكن التقدير:

"فأنت لكل ما تعفو عنه جدير"

وهنا لا ضرر من حذف العائد المجرور لأنّه لا لبس في حذفه

أخي الحبيب أبو العباس المقدسي

ما المقصد البلاغي من حذف العائد المجرور؟؟

وما الفرق من حيث المعنى بين الجملتين التاليتين؟

1 - أنت لكل العفو جدير. (ما مصدرية)

2 - أنت لكل الذي تعفو عنه جدير (ما موصولة للضرورة)

تحياتي الحارة

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[20 - 12 - 2008, 02:15 م]ـ

السلام عليكم

بارك الله فيك أخي قمر لبنان

ما المقصد البلاغي من حذف العائد المجرور؟؟

المقصد البلاغي , هو الإيجاز وعكسه الإطناب كما تعلم , وقد حذف الجار والمجرور , اختصارا لدلالة السياق عليه

وما الفرق من حيث المعنى بين الجملتين التاليتين؟

1 - أنت لكل العفو جدير. (ما مصدرية)

2 - أنت لكل الذي تعفو عنه جدير (ما موصولة للضرورة)

في الجملة الأولى: مع ما المصدريّة يكون المعنى: وأنت لكل عفو جدير , أي أنت أهل لكل عفو

الثانية مع اسم الموصول

أنت لما تعفو عنه جدير أي أنت جدير لكل ذنب تعفو عنه , أي كريم وخليق للذنب تعفو عنه والمقصود أنك ذو كرم , تتكرّم على عبادك فتعفو عن سيئاتهم

ولا تنس أنّ الفعل عفا يعفو متعدّ بحرف الجر "عن " قال تعالى: "ويعفو عن كثير " وقال: " عفا الله عنك لما سلف " , وقال " ويعفو عنهم " وقال " والعافين عن الناس "

وقال " فاعف عنهم واصفح "

وأخيرا قال ابن مالك في التسهيل:

" ولا يجوز حذف العائد المجرور إن خلا مما شرط في جواز حذفه إلاّ قليلا .. "

وقد استشهد بقول الشاعر:

ومن حسد يجوز على قوي ... وأي الدهر ذو لم يحسدوني

الخلاصة: ابن مالك لا ينفي ورود شواهد حذف فيها العائد المجرور على خلاف القاعدة على الإطلاق , ولكنّه قليل

تحيّاتي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير