ـ[أبومصعب]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 01:54 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
لا شيء
إذا لم يكن عندك شيء يشبهه، فالوصف شيء يشبهه في أمره وخاصة فيما ادعيته في اسم الإشارة في قولك: "فلا إشارة بلا مشار إليه"، فلا وصف بلا موصوف، ويحذف الموصوف ويقام الوصف مقامه فيأخذ حكمه وإعرابه كما مثلت من قبل، وكنت لا أرى حاجه لإعادة ما سقت من أمثلة، لكني أعيده!!
تقول: "جاء الرجل الطويل" والطويل وصفٌ له من الإعراب ما للرجل بالتبعية، فإذا حذفت الرجل وأقمت الطويل مقامه أخذ حكمه وإعرابه، وتقول "جاء الطويل"، والطويل وصف للرجل، وقد أغنى ذكره عن ذكر موصوفه وهذا يشبه أن تقول (مررت هذا اليوم بالشجاع)، فتحذف (هذا) كما حذفت الرجل من قبل، وأعطيت الطويل حكمه وإعرابه، فتقول: (مررت اليوم بالشجاع).
ثم فرقتَ بينه وبين الوصف من حيث ظهورُ علامات الإعراب، فبينت لك أن من الأوصاف التي أغنت عن موصوفها في الذكر ما لا يظهر علامات الإعراب عليه، وهي في هذا ذات محل، لها محل الوصف المحذوف حكما وإعرابا، كما تقول (مررت هذا اليوم بالمصطفى الشجاع) ثم تحذف المصطفى وتقيم الشجاع مكانه فتقول (مررت هذا اليوم بالشجاع)، كما حذفت هذا وأقمت اليوم مقامه فقلت (مررت اليوم بالشجاع)
كلا ليس كذلك؛ فأنت تسوي بين (الطويل) في (جاء الرجل الطويل) والرجل في (رأيت رجلا فأكرمت ذلك الرجل) مع وضوح الفرق بينهما فالطويل مشتق يعبر عن صفة يشتمل عليها الرجل، والرجل ذات لها صفات يمكن إحساسها والتعبير عنها في (الرجل الطويل)، والرجل في (ذلك الرجل) جامد و (هذا) ليس له صفات محسوسة، ولكنهم لقنوك أن ذلك صفة فتلقنت
وهذا خلط منك يا أبا أوس، وتسرع وعدم تدبر، لم أشر في كلامي من قريب ولا من بعيد إلى ما ذكرته من وصف اسم الإشارة، إنما نقضت ما استدللت به، وإني أرجو منك أن تعود إلى كلامي أعلاه وما قبله من ردودي وتدلني أين ذكرت ذلك، إنما بيّنت وجه الشبه بين الموصوف الذي أغنى وصفه عن ذكره فأخذ حكمه وبين اسم الإشارة الذي أغنى عن ذكر المشار إليه، وقد حاولت طرد المسألة ذهابا وإيابا، والإكثار من الأمثلة وإعادتها حتى لا يبقى أدنى شك في وجه الشبه، هذا أمر،
والأمر الثاني، ما ذكرته من جاف القول وغليظه (ولكنهم لقنوك أن ذلك صفة فتلقنت)،
لا أريد أن أرد عليك بمثله، فأقول "قد لقنوني فمن لقنك؟ "، بل أعرض عن مثل ذلك، لأنه ذلك ليس ما عادتي، وأقول: إن بالتلقين حفظ الله دين هذه الأمة من قرآن وسنة وفقه وأصول وعربية ورب مبلَّغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه ليس بفقيه، لولا التلقين لضاع هذا الدين، كما أراد به أعداء الله وأعداء المسلمين: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"، فجزى الله على صبرهم وتجلدهم شيوخا صالحين وعلماء ربانيين، ورثة الأنبياء يلقنون الصبيان القرآن والسنة والفقه والنحو والأصول لا يملون ذلك.
نعم المصطفى في الجملة الأولى وصف (نعت)، ولكنه في الثانية غير موصوف بل هو وصف للمشار إليه وهو المحذوف (الرجل) وأما الطيب فوصف ثان للرجل
لعلك أدركت بعد هذا مأ شرت إليه من قبل يا أبا أوس.
محبك أبو مصعب.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 02:58 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
إذا لم يكن عندك شيء يشبهه، فالوصف شيء يشبهه في أمره وخاصة فيما ادعيته في اسم الإشارة في قولك: "فلا إشارة بلا مشار إليه"، فلا وصف بلا موصوف، ويحذف الموصوف ويقام الوصف مقامه فيأخذ حكمه وإعرابه كما مثلت من قبل، وكنت لا أرى حاجه لإعادة ما سقت من أمثلة، لكني أعيده!!
تقول: "جاء الرجل الطويل" والطويل وصفٌ له من الإعراب ما للرجل بالتبعية، فإذا حذفت الرجل وأقمت الطويل مقامه أخذ حكمه وإعرابه، وتقول "جاء الطويل"، والطويل وصف للرجل، وقد أغنى ذكره عن ذكر موصوفه وهذا يشبه أن تقول (مررت هذا اليوم بالشجاع)، فتحذف (هذا) كما حذفت الرجل من قبل، وأعطيت الطويل حكمه وإعرابه، فتقول: (مررت اليوم بالشجاع).
ثم فرقتَ بينه وبين الوصف من حيث ظهورُ علامات الإعراب، فبينت لك أن من الأوصاف التي أغنت عن موصوفها في الذكر ما لا يظهر علامات الإعراب عليه، وهي في هذا ذات محل، لها محل الوصف المحذوف حكما وإعرابا، كما تقول (مررت هذا اليوم بالمصطفى الشجاع) ثم تحذف المصطفى وتقيم الشجاع مكانه فتقول (مررت هذا اليوم بالشجاع)، كما حذفت هذا وأقمت اليوم مقامه فقلت (مررت اليوم بالشجاع)
وهذا خلط منك يا أبا أوس، وتسرع وعدم تدبر، لم أشر في كلامي من قريب ولا من بعيد إلى ما ذكرته من وصف اسم الإشارة، إنما نقضت ما استدللت به، وإني أرجو منك أن تعود إلى كلامي أعلاه وما قبله من ردودي وتدلني أين ذكرت ذلك، إنما بيّنت وجه الشبه بين الموصوف الذي أغنى وصفه عن ذكره فأخذ حكمه وبين اسم الإشارة الذي أغنى عن ذكر المشار إليه، وقد حاولت طرد المسألة ذهابا وإيابا، والإكثار من الأمثلة وإعادتها حتى لا يبقى أدنى شك في وجه الشبه، هذا أمر،
والأمر الثاني، ما ذكرته من جاف القول وغليظه (ولكنهم لقنوك أن ذلك صفة فتلقنت)،
لا أريد أن أرد عليك بمثله، فأقول "قد لقنوني فمن لقنك؟ "، بل أعرض عن مثل ذلك، لأنه ذلك ليس ما عادتي، وأقول: إن بالتلقين حفظ الله دين هذه الأمة من قرآن وسنة وفقه وأصول وعربية ورب مبلَّغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه ليس بفقيه، لولا التلقين لضاع هذا الدين، كما أراد به أعداء الله وأعداء المسلمين: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"، فجزى الله على صبرهم وتجلدهم شيوخا صالحين وعلماء ربانيين، ورثة الأنبياء يلقنون الصبيان القرآن والسنة والفقه والنحو والأصول لا يملون ذلك.
لعلك أدركت بعد هذا مأ شرت إليه من قبل يا أبا أوس.
محبك أبو مصعب.
أشكرك وغفر الله لك.
محبك أبوأوس
¥