ولكننا لا نُخبر بـ (ال) إلا عن الجملة الفعلية. وخلاصة القول: أن الإخبار بـ (الذي) أعم من الإخبار بـ (ال) حيث أن (الذي) تدخل على الجملة الاسمية والفعلية بينما لا تدخل (ال) الا على مشتق من الجملة الفعلية (8)
و (ال) للعاقل ولغيره وتكون اسما موصولاً وإن كانت على صورة الحرف .. وتجيء بلفظ واحد للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث (أي أنها موصول مشترك) بشرط أن تدخل على الصفة الصريحة كاسم الفاعل واسم المفعول وصيغة المبالغة ..
ومثال دخولها على اسم الفاعل: الشاكر .. واسم المفعول: المشكور .. وصيغة المبالغة: الشكور .. ولا تدخل على (أفعل التفضيل) بتاتاً .. وفي دخولها على الصفة المشبهة نحو (الحسن وجهه) خلاف .. وعلى الفعل المضارع نحو (إلى ربه صوت الحمار اليجدعُ) خلاف أيضاً بين قائلٍ بدخولها اختياراً في الشعر والنثر، وبين مُثبتٍ بأن دخولها مجرّد ضرورة شعرية قبيحة لا يقاس عليها .. أما دخولها على الاسم والظرف نحو (من القوم الرسول الله منهم) و (من لا يزال شاكراً على المعه) فبلا شك ضرورة .. اتفاقاً ..... (9)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شرح الكافية الشافية لجمال الدين الطائي الجتّاني، ج1 ص297
(2) المقتصد في شرح الايضاح ... لعبد القاهر الجرجاني ... ص1145
(3) الجمل في النحو، لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، ص367
(4) همع الهوامع شرح جمع الجوامع في علم العربية، جلال الدين السيوطي، ص85
(5) التوضيح والتكميل. لشرح بن عقيل ... محمد عبد العزيز علي النجار ... ص117
(6) المقتضب للمبرد، ج3 ص89
(7) المقتضب للمبرد، ج3 ص90
(8) انظر الاشباه والنظائر في النحو ... د/جلال الدين السيوطي ... ص138
(9) انظر أ-القواعد الاساسية للغة العربية .. سيد أحمد الهاشمي .. ص103
ب- جامع الدروس العربية ... للشيخ مصطفى غلاييني .. ص152
ج- موسوعة النحو والصرف والإعراب ... د/أميل بديع يعقوب .. ص133
د- قواعد اللغة العربية ... د/ مبارك مبارك ... ص47
ـ[قافية]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 07:23 م]ـ
2 - هل هي اسمٌ أم حرف؟؟
ذكرنا سابقاً بأنّ (ال) اسم موصول كحقيقةٍ مُسَلّمٍ بها .. على أن العلماء اختلفوا حول ماهيّة (ال) هل هي اسمٌ أم حرف؟؟ فمنهم من يُصِر على بقاء الشخصية الحرفية لها ويجعل الإعراب لما بعدها، نحو: جاء الكاتبُ رسالةً، حيث يكون فاعل المجيء هو (كاتب)، ومنهم من يعدّها اسماً ويعطيها الإعراب، فيقول: (ال) فاعل لـ (جاء) و (كاتب) صلة لـ (ال) لا محل له من الإعراب، وأما الضمة الظاهرة على كاتب فهي علامة رفع (ال) التي لم تستطع تحمّلها بسبب بنائها على السكون فألقتها على صلتها. (1) وقد انقسم النحاة في ذلك إلى ثلاثة مذاهب:
1 - الجمهور: ومذهبهم أنها اسم موصول بمعنى الذي وفروعه وهي الداخلة على أسماء الفاعلين والمفعولين .. وقد استدلّ الرضي (2) لمذهب الجمهور برجوع الضمير عليها في السعة نحو: المبرور به زيد، ولو كانت موصولاً حرفياً لأوّلت مع ما بعدها بمصدر، ولو كانت حرف تعريف لامتنع دخولها على الفعل وقد دخلت نحو (الترضى) و (اليجدع). (3)
2 - الأخفش (4):ومذهبه أنها حرف تعريف وليست موصولة وعنده أن اسم الفاعل واسم المفعول إذا دخلت لا يعملان فإن وجد منصوب بعدهما فعلى التشبيه بالمفعول به .. قال ابن هشام (5)
في المغني في سياق الرد على اعتبارها حرف تعريف (ولو صحّ ذلك لمنعه من إعمال اسمي الفاعل والمفعول كما منع التصغير والوصف) (6) ولقد كان استدلال ابن برهان على مذهب الجمهور من القوة بمكان بحيث لا يترك مجالاً للشك فقد علّل موصوليتها بدخولها على الفعل لأن حرف التعريف في اختصاصه بالاسم كحرف التنفيس في اختصاصه بالفعل فكما لا يدخل حرف التنفيس على اسم لا يدخل حرف التعريف على فعل فوجب اعتقاد (ال) في (الترضى) و (اليجدع) و (اليرى) و (اليروح) أسماء بمعنى الذي لا حرف تعريف. (7)
¥