تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

3 - المازني (8):ومذهبه أنها موصول حرفي، فهي حرف كما في سائر الأسماء الجامدة واستدلّ على حرفيّتها بأنّ العامل يتخطاها نحو مررت بالضارب فالمجرور (ضارب) ولا موضع لـ (ال) ولو كانت اسماً لكان لها موضع من الإعراب، وأُجيب بأنه خولف مقتضى الدليل في هذا الاسم لكونه على صورة الحرف فنُقل إعرابه إلى صلته كذا قال الرضي، وردّ عليه ابن هشام في المغني"وليس بشيء لأنها تؤول بالمصدر وربما وصلت بظرف أو جملة اسمية أو فعلية فعلها مضارع وذلك دليل على أنها ليست حرف تعريف، فالأول كقوله:

من لا يزال شاكراً على المَعَه فهو حر بعيشة ذات سعة

والثاني كقوله:

من القوم الرسول الله منهم لهم دانت رقاب بني معد

والثالث كقوله:

يقول الخنى وأبغض العجم ناطقاً إلى ربنا صوت الحمار اليجدعُ" (9)

والصحيح رأي الجمهور أنها اسم موصول لسببين:

1 - وجود ضمير بعدها لا مرجع له سواها, والضمير لا يعود الا على اسم كقوله تعالى: (قد أفلح المؤمنون) ففيها ضمير لا مرجع له سوى (ال).

2 - ان الاسماء التي دخلت عليها ال قد يعطف عليها الفعل احيانا نحوقوله تعالى (ان المصدقين والمصدقات واقرضوا الله قرضا حسنا) وقوله: (والعاديات ضبحا ...... فأثرن به نقعا) والفعل لا يعطف الا على فعل مثله او ما يشبه الفعل وهو هنا ليس بفعل بل احدى مشتقاته ومن ثم كانت ال الداخلة على المشتقات الصريحة المشبهة بالفعل اسم موصول ليعود عليها الضمير ... والحقيقه ان ال لا تكون موصولة اذا وجد في الكلام ما يدل على انها للجنس أو للعهد بل تكون حرف تعريف حتى لو دخلت على مشتق مثل (رأيت طالبا نبيها, فأكبرت الطالب النبيه) فأل هنا للعهد (10)

لقد اختلف النحاة في إعراب (ال) ولعل أفضل رأي هو القائل بأنها مع صفتها التي بعدها بمنزلة الشيء الواحد فكأنهما المركب المزجي يظهر إعرابه على الجزء الأخير منه، فنحن لا نستطيع فصل (ال) عن صلتها .. بل ونتعجّب من كونها اسم موصول مستقل بذاته!! ولذا فإنها لا تُعرب منفصلة ولا يظهر الإعراب عليها وإنما مع صلتها المتصلة بها (11)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر المحيط في أصوات العربية لمحمد الأنطاكي ج1

(2) الرضي: هو محمد بن الحسن الاسترباذي (700_624) وهو شارح متني الكافية والشافية فهو عالم لغة على وجه العموم وعالم نحو على وجه الخصوص.

(3) انظر تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد لمحمد بدر الدين الدماميني، ج1 من ص 212 إلى ص220

(4) الأخفش: هو سعيد بن مسعدة أبو الحسن الأخفش الأوسط البلخي ثم البصري النحوي، نحوي عالم باللغة والأدب، من علماء البصرة، أحد تلامذة سيبويه. توفي عن 75 سنة.

(5) ابن هشام: جمال الدين عبد الله (1309 - 1360) نحوي ولغوي مشهور.

(6) مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام ج1 ص49

(7) شرح التسهيل لابن مالك، لجمال الدين الجياني الأندلسي، ج1 ص201_202

(8) لمازني: أبو عثمان بكر (ت-نحو 863) لغوي من أهل البصرة له: التصريف، وكتاب ما يلحن فيه العامة.

(9) مغني اللبيب لابن هشام ج1 ص49وانظر تعليق الفرائد للدماميني من ص 212 إلى ص220و ارتشاف الضرب من لسان العرب لأبي حيان ص531 - 532،و الجنى الداني في حروف المعاني، للحسن بن القاسم المراد، ص201 - 202

(10) انظر الواضح في النحو .. عبدالعزيز علي صالح رضوان ... ص231

(11) انظر موسوعة النحو والصرف والإعراب .. د/اميل بديع يعقوب ص134، و قواعد اللغة العربية د/مبارك مبارك ص47

ـ[قافية]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 07:36 م]ـ

3ـ من أيّ أصلٍ تنحدر (ال)؟؟

هل هي ابنةٌ لـ (الذي) أم مجرّدُ أُختٍ له؟؟

ذكرنا في التمهيد بأنّ (الذي) ثقلت على ألسنتنا فرُحْنا نطلب الخفّة في بعضها خاصةً في لهجتنا العامية .. واستبدلناها بـ (اللي) واستبدلها آخرون بـ (ال)،كما أنّ القُدامى لم يتركوها وشأنها بل نهكوها بالحذف كما عبّر عن ذلك الزمخشري، فهم تارةً يحذفون الياء ويُسكنون ما قبلها، فيقولون: الذْ والتْ، بإسكان الذال والتاء بعد حذف الياء منهما، كقول أحدهم:

فكنت والأمر الذي قد كيدا كالذْ يزبي زبية فاصطيدا

وقول آخر:

أرضنا التْ آوت ذوي الفقر والذل فأضحوا ذوي غنى واعتزازِ

أو يحذفون الياء ويكسرون ما قبلها، كما في قول أحدهم:

لا تعذل الذِ لا تنفك مكتسباً جهلاً وإن كان لا يبقي ولا يذرِ

وقول آخر:

شغفت بك التِ تيمتك فمثل ما بك ما بها من لوعة وغرامِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير