ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 06:33 م]ـ
أخي الكريم معمر
أرحب بك في هذا المنتدى ويسرني أن تكون أول مشاركة لك - في أول يوم من تسجيلك - في الموضوع الذي كتبته. (في الموضوع) خبر (تكون)
أخي الكريم أرجو أن تعمل الفكر معي قليلا ليزول الإشكال إن شاء الله.
مثال سيبويه: مررت برجل معه صقر صائدا به.
العامل في الحال فعل الاستقرار، والتقدير:
مررت برجل استقر معه صقر صائدا به. فالعامل هو الفعل (استقر) الذي ناب عنه الظرف (معه)
لناخذ جملة الصفة وحدها: استقر معه صقر صائدا به.
ولنوازنها بالجملة المقيسة: جاء مع زيد رجل ضاحكا
الفعل (جاء) يقابل الفعل (استقر)، و (زيد) يقابل الهاء في (معه) و (رجل) يقابل (صقر) و (ضاحكا) يقابل صائدا.
فالعامل في (ضاحكا) هو الفعل (جاء) الذي يقابل الفعل (استقر).
قد تقول كيف نقيس الفعل (جاء) على الفعل (استقر)؟
أقول: إذا جاز أن يعمل الفعل (استقر) المضمر الذي ناب عنه الظرف (معه) في الحال فأن يعمل في الحال الفعل المظهر (جاء) أولى وأجدر.
فالعامل في المثال الذي ذكرته ليس الظرف (معه) كما في مثال سيبويه وإنما هو الفعل (جاء) الذي تعلق به الظرف مع، كما كان العامل هو الفعل (استقر) الذي تعلق به الظرف (معه) في مثال سيبويه، فلا حاجة لأن يعتمد الظرف في المثال المقيس على موصوف.
وأما ما قدرته في البيت: (جاء رجل مع الرايات دامية الحواشي) فيجوز أن يكون الظرف (مع) متعلقا بالفعل (جاء) فيكون الفعل (جاء) هو العامل في الحال، ويجوز أن يكون متعلقا بالفعل (استقر) المضمر بعد (رجل) إذا جعلنا الظرف صفة، ويكون العامل في الحال عندئذ هو هذا الفعل المضمر.
هذا والله أعلم.
مع تحياتي ...
ـ[حازم]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 10:13 م]ـ
وأنَّا النَّازِلونَ بِكلِّ ثَغرٍ * يَخافُ النَّازِلونَ بِهِ المَنُونا
توضيح
كثر الجدل حول صحَّة مجيء الحال من المضاف إليه، في جملة:
" مع الراياتِ دامية الحواشي "
وتساءل القوم عن مدى تحقُّق شروط الحال من المضاف إليه، في هذه الجملة.
ثمَّ انبرَى " الأغرّ "، وافتتح مشاركة جديدة لحلِّ هذا الإِشكال، وكان الواجب عليه، أن يستمرَّ في تلك المشاركة، الخاصة بهذه الجملة، حتَّى لا يتشتَّت ذهن مَن يتابعها، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله.
ورأَى أنَّ وقوعها حالاً، ليس من باب " مجيء الحال من المضاف إليه ".
وإنما من باب وجود كلمة " مع " قبلها، حيث نظر " الكتاب "، فوجد فيه مثالاًُ يحكي الحال بوجود كلمة " مع "، فالتقطه بسرعة، لوجود " مع " في الجملتين، دون تثبُّتٍ أو رويَّة، أو إمعان نظر.
وقاس الجملة " " مع الراياتِ دامية الحواشي " على مثال " الكتاب ": " مررت برجل معه صقر صائدا به ".
وكما كانت " صائدًا " حالاً في ذاك المثال، فقد رأى أنَّ كلمة " الرايات " تعتبر حالاً هنا، لنفس السبب، وعلى القياس.
أقول – وبالله التوفيق -: هذا القياس غير صحيح، بل هو قياس فاسد.
وأنا هنا، لن أتعرَّ ض للإعراب، ولن أحكم عليه الآن.
وإنما أقول، تعليل إعرابها حالاً قياسًا على مثال " الكتاب " لا يصحُّ.
ولولا أنَّ هذا المنتدى الشامخ، يقصده أهل العلم، من مختلف الطبقات، والباحثون، والزائرون، ثمَّ يلحظ أحدهم هذا الخطأ، مع السكوت عنه، فيظن بنا جهلاً، فيوسعنا ذمًّا، لَمَا تدخَّلتُ، ولكنَّها الأمانة التي حُمِّلتُها، ويجب بيان الصواب.
فإن قيل لي: أيصحُّ أن يقال: قياس فاسد؟
قلت: نعم، يصحُّ، أليس علماء الفقه يقولون: قياس فاسد، فكذا يقال لمسائل النحو التي لا يصحُّ قياسها، قاله العلاَّمة ابن عثيمين – رحمه الله -.
فإن قيل: ما دليلك على أنَّ قياس الجملة التي نحن بصددها، على مثال " الكتاب " قياس فاسد؟
قلتُ: من وجهين:
الأول: عقد سيبويه هذا الباب، وهو " باب إجراء الصفة فيه على الاسم في بعض المواضع أحسن، وقد يَستوي فيه إجراء الصفة على الاسم، وأن تجعله خبرا فتنصبه "
وقد أوضح أنَّ الكلمة تعرب صفةً، أو حالاً
فكيف يتأتَّى هذان الإعرابان، ونحن نعلم أنَّ إعراب الصفة يختلف عن إعراب الحال؟
الجواب: لأنَّ أمثلة " الكتاب " كلها نكرات، فجاز أن تكون الكلمة التي بعد النكرة صفة لها.
وجاز إعرابها حالاً، على أنها قربت من المعرفة بالوصف، أو على أنها حالاً من الضمير، كما قال في نفس الباب:
¥