مع التحية الطيبة.
ـ[نبراس]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 03:31 م]ـ
أساتذتي الأعزاء:
منذ متى كانت المقررات الدراسية مرجعا لنا؟
فقد قال الأخ أبوجهاد في بداية الأمر أن (دامية) منصوبة في مقرر الثالث الثانوي. وعلى هذا الأمر سرتم,
وطفقتم تبحثون عن مخرج لها _ على أنها منصوبة_ في حالة إعرابية واحدة.
وربما كانت (دامية) ليست منصوبة أصلا,
فكثير من المقررات الدراسية لاتخلو من الأخطاء, وهي كما تعلمون لايقاس عليها.
فما نريده هو البحث عن القصيدة من مصدرها الأصلي, ومن ثم نرى كيف ظُبطت هذ الكلمة.
وحتى لو وجدناها منصوبة كما يُقال, فليس الشعراء بمعصومين عن الأخطاء وخاصة النحوية.
على كل حال هذه هي القصيدة:
سنعود
للشاعر الفلسطيني: أبو سلمى عبد الكريم الكرمي
المصدر: ديوان الشاعر
لعلها القصيدة الأشهر في الشعر الفلسطيني الذي ارتبطت ذاكرته بضياع فلسطين، فاسم القصيدة الذي يوحي بحتمية الانتصار بعودة الغريب إلى أرضه ووطنه، هذا التصميم لا يوحي به للوهلة الأولى ذلك التوجع اللامحدود للفراق، بل ذلك الخيال السكن في فضاء فلسطين، يحلق عند زيتونها ويجلس عند سهولها، أسئلة الرفاق والاصحاب واحتراق الأيام في الشتات لا يثني من عزيمته بل يظل مبشرا بالعودة، عودة كريمة تٌفتح فيها الأبواب، وتٌذاب فيها القيود.
خَلعتُ على ملاعبها شَبابي وأحلامي على خُضرِ الرَّوابي
ولي في كُلِّ مُنعَطَفٍ لقاءُ مُوَشّي بالسَّلام وبالعِتاب
وما رَوَت المروجُ سوى غنائي وما رَوّى الكرومَ سوى شرابي
سلي الأفُقَ المُعَطَّرَ عن جَناحي شذاَ وصباً يرفُّ على السحاب
ولي في غوطتيك هوى قديم تَغلغل في أمانيّ العِذاب
وفي ((برداك)) تاريخ الليالي كأني كنت أقرأ في كتابي
درجت على ثراك وملء نفسي عبير الخالدين من التراب
ألملم من دروبك كل نجم وأنثرة , أضيء به رحابي
وعدت إلى حماك خيال شعب يطوف على الطلول وفي الشعاب
أتنكرني دمشق؟ .. وكان عهدي بها أن لا تلوح بالسراب
أتنكرني؟ .. وفي قلبي سناها وأعراف العروبة في إهابي
أمالي في ظلال الديار حب شفيع صبابتي عند الحساب
فلسطين الحبيبة كيف أغفو وفي عيني أطياف العذاب
أطهر باسمك الدنيا ولو لم يبرح بي الهوى لكتمت ما بي
تمر قوافل الأيام تروي مؤامرة الأعادي والصحاب
فلسطين الحبيبة .. كيف أحيا بعيداً عن سهولك والهضاب
تناديني السفوح مخضبات وفي الآفاق آثار الخضاب
تناديني الشواطىء باكيات وفي سمع الزمان صدى انتحاب
تناديني الجداول شاردات تسير غريبة دون اغتراب
تناديني مدائنك اليتامى تناديني قراك مع القباب
ويسألني الرفاق ألا لقاء وهل من عودة بعد الغياب
أجل .. سنقبل الترب المندى وفوق شفاهنا حمر الرغاب
غداً سنعود والأجيال تصغي إلى وقع الخطى عند الإياب
نعود مع العواصف داويات مع البرق المقدس و الشهاب
مع الأمل المجنح والأغاني مع النسر المحلق والعقاب
مع الفجر الضحوك على الصحاري نعود مع الصباح على العباب
مع الرايات دامية الحواشي على وهج الأسنة والحراب
ونحن الثائرين بكل أرض سنصهر باللظى نير الرقاب
تذيب القلب رنة كل قيد ويجرح في الجوانح كل ناب
أجل! .. ستعود آلاف الضـ حايا ضحايا الظلم تفتح كل باب
وسوف أبحث عنها لعلي أجد (دامية) مظبوطة بالشكل.
تحياتي
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 03:35 م]ـ
موضع القياس يا حازم جواز أن يأتي الحال مما أضيف إليه (مع) أي: الوجه الثاني الجائز في (صائد) وكأن الموصوف غير موجود، فسيبويه يجيز الإخبار عن رجل معه باز ابتداء أن يقال: معه باز صائدا به، دون ذكر الموصوف أي (معه باز) مبتدأ وخبر، و (صائدا) حال من الضمير في معه، وعليه يجوز أن نقول: مع زيد صقر صائدا به، ويكون (صائدا) حالا من زيد، كما كان حالا من الضمير، فإذا جاز هذا في الجملة الاسمية فجوازه في الفعلية أولى، فلا مانع أن نقول: أتيت مع الرايات دامية الحواشي، أو جاء رجل مع الرايات دامية الحواشي، وقد ذكرت للاخ معمر تعليلا آخر في جواز مثل هذا الأسلوب وهو أن الظروف تشبه الجوار والمجرورات، فقولنا: جاء رجل مع الرايات دامية الحواشي، يشبه: جاء رجل بالرايات دامية الحواشي، ولا خلاف في جواز أن تكون (دامية) حالا من الاسم المجرور، فليكن المجرور بـ (مع) كالمجرور بالباء.
أخي حازم: الحق واضح عرفه من عرفه، وجهله من جهله، ولست هنا للجدل العقيم، فخل الطريق لسالكيه، ودع عنك الشغب، وأخلص نيتك لله تؤت نورا .. بارك الله فيك.
أين أنت يا بديع الزمان وربيعه؟
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 03:56 م]ـ
أخي نبراس حفظه الله
واضح أن الظرف (مع) متعلق بما قبله أو معتمد عليه، فذكر ما قبله لا يغير من الأمر شيئا، ولكنك أحسنت بذكر هذه الأبيات الجميلة، وقد تبين منها أن الظرف متعلق بالفعل (نعود) والشاعر مصيب غير مخطئ، ففي قوله:
نعود مع الرايات دامية الحواشي، (دامية) حال من الرايات، والعامل فيها الفعل (نعود)، فكأنه قال: نعود بالرايات دامية الحواشي، فـ (دامية) حال من الاسم المجرور بالباء لا خلاف في جواز ذلك وأنت تعلم أن الظروف والجوار والمجرورات حكمها في الغالب واحد والنحويون يسمون الجار والمجرور ظرفا في كثير من الأحيان فإذا أضيف الظرف صار مع المضاف إليه كالكلمة الواحدة مثل الجار والمجرور. وانظر ما كتبته للأخ معمر أيضا.
مع تحياتي الطيبة
¥