هذا عن مجيء الحال صفة مشبهة، فلا إشكال أن تكون (دامية الحواشي) حالا وإن كانت صفة ثابتة، وقد سبق أن ذكرت أن ابن مالك لا يشترط في الحال أن يكون وصفا منتقلا.
بقي الإشكال في كون الرايات مضافا إليها، ولا يأتي الحال من المضاف إليه إلا بشروط، وقد أجبت بأنه إذا كان المضاف (مع) يجوز أن يأتي الحال من المضاف إليه، كما في أمثلة سيبويه التي مرت.
فالإشكال زائل بإذن الله. فمن شاء رضي، ومن شاء أبى. والله يهدي إلى سواء السبيل.
مع التحية الطيبة.
ـ[المهندس]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 03:46 ص]ـ
أعترف بأنني أسأت فهم مقصد أستاذنا الفاضل المبدع/ بديع الزمان
ولا أدري كيف أعتذر له وكذلك للأستاذ/ نبراس
فالجملة فيها مضافان:
صاحب الحال (الرايات) مضاف إليه (مع الرايات)
والحال نفسه (دامية الحواشي) مضاف ومضاف إليه
فما الذي صرف نظري إلى الحال وليس صاحب الحال كما كان يقصد أستاذنا / بديع الزمان؟
إنه رد الأستاذ الأغر!!
ثم ثناء أستاذنا / بديع الزمان عليه بعد ذلك!! (الذي لم أتمعنه جيدا)
ففهمت من رد الأغر أنه كان يقصد (دامية الحواشي) كمضاف ومضاف إليه
اقرأوا ثانيا ما كتبه الأغر وهو يتكلم عن الحال وكيف أنها ليست من الحالات الثلاث!
وسأضع تحتها خطا
فأقول وبالله التوفيق:
الإضافة في (دامية الحواشي) إضافة لفظية، على نية الانفصال، أي: دامية حواشيها، سواء أكانت (دامية) اسم فاعل، أم صفة مشبهة، وهي من إضافة الصفة إلى معمولها، فلا تفيد تعريفا ولا تخصيصا، وإنما تفيد التخفيف، ولذلك وصفت النكرة بالوصف المضاف إلى المعرفة في قوله تعالى (هديا بالغ الكعبة) لأن المضاف في نية الانفصال، أي: هديا بالغا الكعبة.
ولما كانت (الرايات) معرفة و (دامية الحواشي) نكرة كما بينت لم يصح أن تكون (دامية) صفة للرايات، وإذا لم تكن صفة كانت حالا، ولكن كيف تكون حالا وهي ليست من الحالات الثلاث التي ذكر ابن مالك أنه يجوز فيها أن تأتي الحال من المضاف إليه، فليس المضاف شبيها بالفعل قابل للعمل في المضاف إليه ولا هو جزء من المضاف إليه ولا كالجزء؟؟؟
فلاحظوا أنه يتكلم عن كلمة (دامية) وأنها ليست من الحالات الثلاث
وساهم في تشتيت فكري عن صاحب الحال ثناء أستاذنا بديع الزمان قائلا:
حقا لقد شفيت الصدور ووضعت النقاط التائهة على الحروف فلله أنت من أستاذ مصقع.
....
هل رأيت في مشاركتي ـ يا رعاك الله ـ ما ينص على عدم جواز إعرابها حالا؟
....
ولأنني لم أدقق في كلامه جيدا، فقد اتضح منه أنه كان يقصد صاحب الحال فعلا
فهذا خطأي قد اعتذرت عنه
ولكن هذا الخطأ لن يستفيد منه الأغر شيئا لأن خطأه باق كما هو
وفقد بينت فساده ولا سبيل له إلى الرد إلا بالاعتراف بالخطأ
ولم أسمع يوما أنه اعترف بخطأ
وأحيانا يتراجع عن كلامه دون أن يشير إلى أنه تراجع
ـ[المهندس]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 03:51 ص]ـ
أعود إلى ما أغفلت الكلام عنه، وأراه بسيطا ولا يحتاج كل هذا التعقيد الذي شرحه الأغر.
نعود (مع الرايات) دامية الحواشي
مع ظرف مكان، والرايات مضاف إليه
فكيف يجوز مجيء الحال منها أي كونها صاحب الحال وصاحب الألفية يقول:
وَلاَ تُجِزْ حَالاً مِنَ الْمُضَافِ لَه = إلاَّ إذَا اقْتَضَى الْمُضَافُ عَمَلَهْ
أو كَانَ جُزْء مَالَهُ أُضِيْفَا = أوْ مِثْلَ جُزْئِهِ فَلاَ تَحِيْفَا
الجواب:
أولا: تأويل مع بمعنى (رافعين)
فتكون الجملة: (نعود رافعين الرايات دامية الحواشي)
فتكون في المعنى مثل:
هذا ضارب هند مجردة
وأعجبني قيام زيد مسرعا
ومنه قوله تعالى (إليه مرجعكم جميعا)
ومنه قول الشاعر (تقول ابنتى إن انطلاقك واحدا * إلى الروع يوما تاركي لا أباليا)
فتكون على الشرط الأول وهو أن يكون المضاف مما يصح عمله في الحال (ولا يشترط أن يعمل)
ثانيا: تأويل (مع) بمعنى (واو المعية) فتكون بمعنى الجار والمجرور
فتكون الجملة: (نعود والرايات دامية الحواشي)
ثالثا: على قول الفارسي بعدم اشتراط هذه الشروط إذا جاء الحال مضافا إليه
قال ابن عقيل في شرح الألفية:
(فلا تقول جاء غلام هند ضاحكة خلافا للفارسي - وقول ابن المصنف رحمه الله تعالى إن هذه الصورة ممنوعة بلا خلاف ليس بجيد - فإن مذهب الفارسي جوازها كما تقدم وممن نقله عنه الشريف أبو السعادات ابن الشجري في أماليه)
وتقبلوا أطيب التحية
المهندس
ـ[المهندس]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 04:03 ص]ـ
سلاما أيها المهندس العزيز
سبق أن أبديت إعجابي بتوقيعك، فهل يمكنك مشكورا أن تعرفني بقائل ذينك البيتين؟
الأستاذ الفاضل / الأغر
نعم سبق أن أبديت إعجابك بتوقيعي، وعلمت أن الكلمة التي أعجبتك هي كلمة (جاهل)، فأسررتها في نفسي ولم أبدها لك، ولكنك ظننتني لم أفهم، فأعدتها وأعدت معها كلمة أخرى تجليها (سلاما) لأبحث عن المشترك بين العبارتين، مع أن واحدة تكفيني.
هل أعجبك ما زدته في توقيعي؟
وهل أعجبك الاقتباس من سورة يوسف عليه السلام؟
أرجو ذلك.
¥