ـ[المهندس]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 08:32 ص]ـ
{والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون، وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين، ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل، ... }
أستاذنا الفاضل / أبو محمد
إنه لشرف كبير أن يكون مثلك متابعا لما نكتب، ولو أعلم لتركت المجازاة ولو تلميحا، وأخذت بالعفو كرامة لك، وأنا تحت أمرك الصفحة بين يديك فامح منها ما شئت، ستجدني إن شاء الله من الصابرين.
ـ[المهندس]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 08:44 ص]ـ
الحمد لله الذي ينعم عليّ بالأخطاء كلما أظهرت علمي الهزيل للناس في أبهي صورة، فأخفيت عنهم غثه وأظهرت سمينه، فإذا بالأخطاء تقرعني أن أفق ولا تغتر، ولقد أمسكت على نفسي خطأين أولهما أنني قلت عن واو المعية وما بعدها أنها كالجار والمجرور، والصحيح أنها وما بعدها عاطف ومعطوف، وما قبلها معطوف عليه، وما أوقعني في مثل تلك الأخطاء إلا قلة علمي فأستذكر بابا من العلم وأجادل به فإن ابتعدت عنه انكشفت.
والخطأ الثاني إملائي هو سبق قلم أضفت ياء الملكية دون أن أعدل ما تقتضيه فكتبت (خطأي) وصحتها (خطئي).
أخوكم
المهندس
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 02:45 ص]ـ
ذكرت في بداية كتابتي في هذا الموضوع علة مسوّغة لمجيء الحال مما أضيف إليه (مع)، وذلك عندما قلتُ:
(والعلة في جواز هذا عندي أن (مع) تدل على المصاحبة فهي تشرك المضاف إليه الذي ياتي بعدها مع الفاعل أو المفعول من حيث المعنى، ففي المثال الذي أجزته قياسا على مثال سيبويه: (جاء مع زيد رجل ضاحكا) دخل زيد مع الرجل في المجيء فصار في المعنى مشتركا معه في الفعل جاء.)
واليوم كنت أقرأ في كتاب سيبويه، فإذا به رحمه الله قد ذكر هذا الذي ذهبت إليه في (مع) فالحمد لله الذي هداني لما هدى إليه إمام النحاة، وإني لأحسب أن هذا التوافق بشرى بأن المنهج النحوي الذي أتبعه ثابت الأركان وثيق العرى بفضل الله ومنته وتوفيقه وتسديده، فالفضل فضله سبحانه، والكرم كرمه، والجود جوده، والإحسان إحسانه، وليس لي من الأمر شيء، ولم أوت ما أوتيته على علم مني، وإنما هو فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، وقد سجدت إثر قراءتي هذه لله شكرا.
وسأذكر ما قاله سيبويه وأشرحه، مؤمّلا أن يتحلى القارئ الكريم بالصبر، ففيما سأذكره فوائد نحوية كبيرة بإذن الله. فأقول وبالله التوفيق:
قال سيبويه:
(هذا باب ما ينصب فيه الاسم لأنه لا سبيل إلى أن يكون صفة، وذلك قولك: هذا رجل معه رجل قائمين، فهذا ينتصب لأن الهاء التي في (معه) معرفة، فأشرك بينهما، وكأنه قال: معه امرأة قائمين)
يعني أن (قائمين) انتصب على الحال من الضمير في (معه) والرجل الثاني، فإن قيل: كيف ذلك و (رجل) نكرة؟ فالجواب المفهوم من كلام سيبويه أن المتكلم أشرك بين الهاء التي في (معه) وهي معرفة، و (رجل) الأخير مُغلِّبا المعرفة، أي أعطى لرجل حكم الضمير فعامله معاملة المعرفة فجاء بالحال منهما، كما أن من قال: معه امرأة قائمين، غلَّب المذكر، فأتى بلفظ الحال مذكرا (قائمين) مع أن (امرأة) مؤنث، أي كما يُغَلَّب المذكر إذا أشرك مع المؤنث في لفظ ما، كذلك غُلِّبت المعرفة فجعلت هي السائدة في (هذا رجل معه امرأة قائمين) وكأن (امرأة) أيضا معرفة، فصح مجيء الحال منهما، فوجه الشبه بين مثالي سيبويه هو التغليب.
ثم قال سيبويه:
(ومثله: مررت برجل مع امرأة ملتزمين، فله إضمار في (مع) كما كان له إضمار في (معه) إلا أن للمضمر في (معه) عَلَما، وليس له في (مع امرأة) عَلَمٌ إلا بالنية، ويدلك على أنه مضمر في النية قولك: مررت بقوم مع فلان أجمعون.)
يعني أن (ملتزمين) حال أيضا، لها صاحبان: أولهما الضمير المستتر في الفعل المحذوف الذي تعلق به (مع) وصاحب الحال الآخر هو (امرأة) والتقدير: مررت برجل استقر مع امرأة ملتزمين.
¥