تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وذلك مثل قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقًاٌ لِّمَا مَعَهُمْ} على قراءة الفتح لـ (مصدقا)

ومثل قوله تعالى: {في أَرْبَعَةِ أيَّامٍ سَواءً للسَّائِلين}

ومثل قوله تعالى: {وَمَا أهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ ولها كِتَابٌ مَعْلُومٌ} فالواو هنا واو الحال

أو كقولِ قَطَريّ بن الفُجَاءة:

لاَ يَرْكَنَنْ أَحَدٌ إلى الإِحْجَامِ * يَوْمَ الوَغَى مُتَخَوِّفاً لِحَمَامِ

أو مثل:

يا صَاحِ هَلْ حُمَّ عَيْشٌ بَاقِياً فَتَرى* لِنَفْسِكَ العُذْرَ في إبْعَادِها الأَمَلاَ

أو كما في الحديث الشريف: " وصلَّى وَرَاءَه رِجَالٌ قِياماً"

وكنت قد أجبت بمجيئها حالا باعتبار أحد الأوجه التالية:

أولا: تأويل مع بمعنى رافعين، فيكون تأويل الجملة:

نعود رافعين الرايات دامية الحواشي

ثانيا: تأويل مع بواو المعية، فيكون تأويل الجملة:

نعود والرايات دامية الحواشي

ثم فعلت كما يفعل المحامي الذي يخشى عدم اقتناع القاضي بأدلته فأضفت:

ثالثا: على قول الفارسي لأنه أجاز أن يكون صاحب الحال مضافا إليه بلا شروط

ثم ظهر لي تأويل أفضل مما سبق وهو الآتي:

إذا ذهبت إلى حفل وصحبت معي طفلا، وقلت:

"أتيت مع طفل أحمله"

فهل هذا الكلام مستوي أم فيه خلل؟ وتجاوز؟

من هو الذي سار وأتى في الأساس أنا أم الطفل؟

أليس حق هذا الكلام أن يكون:

"أتيت ومعي طفل أحمله"؟

فحين يقول الشاعر "نعود مع الرايات"،

فمن هو الحامل ومن هو المحمول؟

من الذي اصطحب الآخر؟

المجاهدون اصطحبوا الرايات؟ أم الرايات اصطحبت المجاهدين؟

تقدير الكلام يجب أن يكون:

"نعود ومعنا الرايات دامية الحواشي"

فقد صارت الرايات مبتدأ مؤخر لجملة (معنا الرايات)

وتحررت من كونها مضافا إليه

هذا التأويل قد فتح الله علي به، وبفضل من توجيهات أساتذتي أن انظر إلى المعنى تنجح في الإعراب.

أخوكم/ المهندس

ـ[المهندس]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 09:39 ص]ـ

أستاذنا الكريم / بديع الزمان

أو من حضر من أساتذتنا مشرفي منتدى النحو

تكررت المشاركة عن غير قصد فأرجو حذف أيتهما، بل أولاهما.

ـ[المهندس]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 03:20 م]ـ

أستاذَنا يا مبدعًا بزمان (1) = يا عطر نادينا لكلِّ أوان

يا ناثرَ الدرِّ البديع بروضنا = شذراتِ تبرٍ لؤلؤٍ مرجانِ

وأضاء نبراسٌ (2) تألّقَ حرفُهُ = حَمَلَ اسمُهُ مِمَّا وصفتُ معاني

أما الأغر فلست أنكر علمه = لكن لينَ الطبع شأنٌ ثانِ

أستاذُنا مُتلأْلئٌ هو حازمٌ = قد حاز قصبَ السبقِ والإتقانِ

قبْلَ البِنَا يسعى إلى تهذيب ما = بالأرْض منْ وهْدٍ ومنْ كثبانِ

حتى إذا أرسى الأساس مقوَّمًا = رفع البناءَ كأمتن البنيانِ

وأطل مشرفُنا الكبيرُ العمدةُ (3) = أوصى بنبذ تناوشٍ وطِعانِ

في الوجْهِ أوْ في النَّحْرِ كلٌ يستوي = ما كان بالتّلْميْح والتبيان

ولقدْ أتيْتُ ولمْ يغبْ عن ناظري = أني هنا في مرتع الأُسدانِ

ما قلت من حق فليس بقوتي = ولَئنْ ضللتُ فذاك من شيطانِ

من يلتفت لبناء مجدٍ زائلٍ = ينسى اليقينَ (4) مُعَمِّرًا للفاني

(1) الأستاذ بديع الزمان

(2) الأستاذ النبراس

(3) الأستاذ أبو محمد

(4) اليقين: يقصد بها الموت

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 08:55 ص]ـ

سأل التلميذ شيخه: ما حروف الزيادة أيها الشيخ؟

فأجاب الشيخ: سألتمونيها.

فظن التلميذ أن الشيخ يقول له: سألتموني عنها وأجبتكم قبل هذه المرة، لذلك بادره قائلا: لم نسألك عن حروف الزيادة قبل هذه المرة أيها الشيخ.

فقال الشيخ: اليوم تنساه.

فظن التلميذ أن شيخه يقصد أن التلميذ سينسى ما سيقول له الشيخ فلا فائدة من ذكرها، فقال التلميذ:

اذكرها لي أيها الشيخ وسأحفظها ولن أنساها.

فقال الشيخ: قد أجبتك عن حروف الزيادة وذكرتها لك مرتين أيها النبيه!

وسأل المبرد المازني عن حروف الزيادة فأجاب المازني:

(هويت السمان) فشيبنني وقد كنت قدما (هويت السمانا)

فقال المبرد: أسألك عن حروف الزيادة وتنشدني شعرا!!

فقال المازني: أجبتك عنها مرتين.

ولشيخ المعرة وشاعرها العظيم رسالة إلى أمير حلب العزيز بلغت مجلدا ضخما معروفة باسم رسالة الصاهل والشاحج، سلك فيها المعري مسلكا طريفا فشبه الناس وأحوالهم بمصطلحات النحو والصرف والعروض والقافية، أذكر منها أنه شبه الوالي الذي كان قبل العزيز بـ (ربت) وكيف تناقصت سلطته إلى أن عُزل وناب عنه نائبه إلى أن تولى العزيز الولاية، حيث إن (ربت) تحذف منها التاء فتصير (ربّ) ثم تخفف الباء، ثم تحذف (رب) من الكلام وينوب عنها الواو.

وأظن أن له تشبيهات للناس وأحوالهم بحروف الزيادة، وأغرب حروف الزيادة عندي اللام التي في (زيدل) أما التي في (عبدل) فقد قيل إنها أصلية لأنها بقية لفظ الجلالة والأصل عبد الله.

وله تشبيهات للناس بالأفعال بأنواعها، ما عدت أذكرها على وجه الدقة، غير أني أقول إنه لو مرّ بهذا المنتدى لنصح بعض مرتاديه من الكتبة أن يتأسوا بالأفعال اللازمة الدالة على المشاعر والأحاسيس الداخلية من فرح وحزن وغضب ورضى من باب (فَعِلَ يَفْعَلُ). رحم الله شيخ المعرة وشاعرها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير