ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[07 - 05 - 2005, 02:57 ص]ـ
يا حازم يهديك يزيد بن الحكم الثقفي هذه الأبيات:
أراك إذا لم أهوَ أمرا هويتَه ****** ولستَ لما أهوى من الأمر بالهوي
وإنك إن قيل ابن عمّك غانم ****** شجٍٍ أو عميدٌ أو أخو مَغْلة لَوِي
تملأتَ من غيظ عليه فلم يزل ***** بك الغيظ حتى كدت بالغيظ تنشوي
فليت كفافا كان خيرك كله ****** وشرّك عني ما ارتوى الماء مرتوي
أحسبت أنك باستهزائك وغمزك ولمزك قادر على إخفاء جهلك وأخطائك أو أنك بأسلوبك المفتقر إلى أدب الحوار بالغ أن توهن عزمي، إنما أنت يا حازم بشغبك هذا:
كناطح صخرة يوما ليوهنها ****** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وقبل أن أضع جهلك أمام عينيك أؤكد لك أنني إنما أكتب لأخرج للناس ذخائر كتاب سيبويه لا لأثبت صحة إعرابي فهو الحق البين، ورغِمَ أنفُ من أبى.
قال حازم:
الجواب: لأنَّ أمثلة " الكتاب " كلها نكرات، فجاز أن تكون الكلمة التي بعد النكرة صفة لها.
وجاز إعرابها حالاً، على أنها قربت من المعرفة بالوصف، أو على أنها حالاً من الضمير، كما قال في نفس الباب:
(" نحنُ قومٌ ننطلقُ عامدونَ إلى بلدِ كذا "، إن جعلته وصفًا، وإن لم تجعله وصفًا نصبتَ، كأنه قال: " نحنُ ننطلق عامدينَ ") انتهى
تعبيرك يا حازم ركيك، (أمثلة الكتاب كلها نكرات) هل الأمثلة نكرات؟؟؟، كان عليك يا حازم أن تقول: لأن الموصوفات في أمثلة الكتاب كلها نكرات. وقولك: فجاز أن تكون الكلمة التي بعد النكرة صفة لها، غير دقيق يا حازم فالكلمة التي بعد النكرة مباشرة هي (مع) ولا يقصد سيبويه أن (مع) يجوز فيها أن تكون صفة أو حالا، وإنما الكلمة التي قصدها سيبويه هي (صائد) وهي قبل آخر كلمة في الجملة.
ثم قلت يا حازم: وجاز إعرابها حالا على أنها قربت من المعرفة بالوصف.
انظر إلى مرجع الضميرين في كلامك وسترى العجب فأنت تريد: وجاز إعراب كلمة (صائد) حالا على أن كلمة (رجل) نكرة قربت من المعرفة بالوصف.
وهذا الذي قلتَه يا حازم لم يقله سيبويه ولا أشار إليه لأنه جعل الحال من الضمير في (معه) لا من النكرة التي قربت بالوصف من المعرفة وهي (رجل)
ثم قلت:
أو على أنها حالاً من الضمير، كما قال في نفس الباب:
(" نحنُ قومٌ ننطلقُ عامدونَ إلى بلدِ كذا "، إن جعلته وصفًا، وإن لم تجعله وصفًا نصبتَ، كأنه قال: " نحنُ ننطلق عامدينَ.
يا حازم احزم امرك أهي حال من النكرة التي قربت من المعرفة بالوصف أم هي حال من الضمير؟ ظاهر كلامك أنك تجيز الوجهين لأن (أو) هنا لأحد الشيئين.
وأقول لك: سيبويه لم يجز أن تكون الحال من النكرة التي قربت من المعرفة بالوصف وإنما جعل الحال من الضمير لا غير.
أرأيت كيف أخطأت في فهم كلام سيبويه يا حازم؟
ثم مضيتَ مصرّا على الخطأ نفسه فقلت:
لوجه الثاني: أنَّ الموصوف، أو صاحب الحال، هو النكرة الواقعة قبل جملة الوصف، لا بعدها.
يا حازم الموصوف في (مررت برجل معه صقر صائد به) هو (رجل) أما صاحب الحال في (مررت برجل معه صقر صائدا به) فهو الضمير في (معه) وليس النكرة الواقعة قبل جملة الوصف.
أعلمت يا حازم كيف أنك لا تفهم كلام سيبويه؟
ثم قلتَ يا حازم:
جاء في " الكتاب ":
(ومنه: " مررتُ برجلٍ معه جُبَّةٌ لابسٍ غيرَها "، وإن حملتَه على الإضمار الذي في " معه "، نصبتَ) انتهى.
قلتُ: فالمراد أنَّ كلمة " لابسٍ " إما تُعرب صفة لـ " رجلٍ "، أو حالاً منه، وليس لكلمة " جبَّة ".
يا حازم ألا تستحيي أن تتكلم بعد هذا الخطأ الواضح وضوح الشمس، انظر إلى كلام سيبويه فهو أورد (لابس) بالجر صفة لرجل، ثم قال: وإن حملته على الإضمارالذي في (معه) نصبت، يعني قلت: لابسا، فهو حال من الضمير في (معه) يعني أن (لابس) بالجر صفة لرجل، وبالنصب حال من الضمير في معه هذا معنى كلام سيبويه الذي أوردته أنت، وهو الآن أمام عينيك، أما أنت فقلت: إما تعرب صفة لرجل أو حالا منه، ثم زدت الطين بلة عندما قلت وليس لكلمة (جبة) وهو ما لم يقله أحد ولا خطر ببال أحد، فنفيت شيئا لم يشر إليه أحد في الحديث لا سيبويه ولا أنا عندما شرحت كلامه.
أفلا تقر أنك لا تفهم ما تنقله؟
ويؤكد أنك لا تفهم ما تنقله قولك:
¥